الدراسة التي نشرها معهد ألماني لا تُفيد بأنّ أدمغة الناطقين بالعربية أفضل من غيرها
الادعاء
دراسة ألمانية تثبت أن أدمغة الناطقين بالعربية أفضل وأكثر تعقيدًا من أدمغة البشر الناطقين باللغات الأخرى.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول مواقع إلكترونية وحسابات على موقع يوتيوب، حديثًا، خبرًا مفاده أنّ دراسة أجراها باحثون ألمان من معهد ماكس بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية، خلُصت إلى أنّ أدمغة المتحدثين باللغة العربية أقوى من أدمغة المتحدثين بلغات أخرى، وبعض المواقع استخدمت صيغ مثل مختلفة أو أفضل أو أكثر تعقيدًا.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادّعاء ووجد أنه مضلّل، فبالعودة إلى الدراسة المنشورة تبيّن أنّها لم تذكر أنّ أدمغة الناطقين باللغة العربية أقوى أو أكثر تعقيدًا من أدمغة غيرهم.
دراسة تُقارن بين أدمغة ناطقين بالعربية والألمانية
وأفادت الدراسة المنشورة على موقع معهد ماكس بلانك الألماني بتاريخ 16 مارس/آذار الفائت، أنّ الفريق القائم على الدراسة قارن بين نتائج عمليات مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي لمجموعة مكونة من (94 فردًا) من المتحدثين الأصليين للغتين العربية والألمانية. وبيّنت نتائج الدراسة تأثير اللغة على الوصلات العصبونية في المادة البيضاء في الدماغ، فيما لم تقارن ناطقي العربية على وجه التحديد بعموم الآخرين، بل فقط بناطقي الألمانية المشمولين في الدراسة والبالغ عددهم 47 فردًا.
مدى تأثير اللغتين العربية والألمانية على الناطقين بها
وأظهرت نتائج الدراسة تفاوتًا في الشبكات العصبونية التي تربط مناطق الدماغ ببعضها البعض. إذ تبيّن أنّ المتحدثين الأصليين للغة العربية لديهم ارتباطٌ أشدّ بين نصفي المخ الأيسر والأيمن من الناطقين باللغة الألمانية، كما أن لديهم روابط قوية بين مناطق اللغة الدلالية في المخ. ويرجّح الباحثون ذلك إلى تعقيد معالجة اللغة العربية الدلالية والصوتية نسبيًا مقارنة بالألمانية.
بينما ظهر لدى المتحدثين الأصليين للغة الألمانية صلاتٍ أقوى في مناطق اللغة في نصف المخ الأيسر، ويجادل الباحثون بأنّ ذلك قد يكون مرتبطًا بالمعالجة النحوية المعقدة للألمانية، والتي ترجع إلى ترتيب الكلمات الحر ومسافة التبعية الأكبر لعناصر الجملة.
الدراسة لم تُشر إلى أفضلية أدمغة مجموعة في الدراسة على أخرى، ولم تصف أدمغة أي من المجموعتين بأنها أكثر تعقيدًا من الأخرى، بل كشفت الاختلافات البنيوية للدماغ الناتجة عن اختلاف اللغة. وبيّن الفريق القائم على الدراسة أنهم سيدرسون لاحقًا التغيرات الهيكلية في أدمغة البالغين الناطقين باللغة العربية أثناء تعلمهم اللغة الألمانية على مدى ستة أشهر.
تأثير اللغات على الدماغ
تنوعت الدراسات والأبحاث التي حاولت فهم تأثير اللغات على دماغ الإنسان وأدائه، وخلص العديد منها إلى نتائج متنوعة. مثلًا، أظهر تحليل لعشرين دراسة نشرته الأكاديمية البريطانية بالتعاون مع جامعة لندن أنّ الناطقين بلغتين أداؤهم الأكاديمي أفضل مقارنة بالطلاب الذين لا يدرسون لغة ثانية.
فيما وجدت دراسة أخرى صدرت عن جامعة نورث ويسترن الأميركية في شيكاغو، أنّ دراسة اللغة التي تنطوي بطبيعتها على مهارات الحفظ مثل تعلم كلمات وقواعد جديدة، وكذلك الاسترجاع (إنتاج وتكوين عبارات جديدة) تجعل الأشخاص الذين يستخدمون لغة ثانية بانتظام يتنعمون بذكريات أقوى ويؤدون أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة من الأشخاص أحاديي اللغة، ولا فرق سواء تعلموا اللغة كأطفال أو بالغين.
اقرأ/ي أيضًا