الصور ليست لشاحنات تنشر سُحُبًا في شوارع أوروبا لخفض درجات الحرارة
الادعاء
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حديثًا، صورًا يدّعي ناشروها أنّها لشاحنات تقوم بنشر السُحب في شوارع أوروبا لتخفيف الحرارة على المواطنين.
تحقيق مسبار
تحقق ”مسبار“ من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلل، إذ تعود الصور الأصلية المتداولة إلى حسابٍ على إنستغرام اسمه naturesms، الذي ينشر صورًا ومقاطع فيديو معدلة رقميًآ لغيوم ذات أشكال متفرقة، ومناظر طبيعية أخرى عمومًا.
صور مولدة بالذكاء الاصنطاعي لشاحنات تنقل الغيوم
ونُشرت صور الشاحنات المتداولة لأول مرة على الحساب في مايو/أيار الفائت، مرفقةً بالوصف ”لقد وجدت بائع غيومٍ أخيرًا، هل تودّ الاطلاع على البضائع؟“.
وتحتوي الصور على عدة دلائل تشير إلى أنها مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل النص المشوّه على لوحة إحدى الشاحنات، وخلوّها من سائق رغم أنها تبدو وكأنها تمشي على طريق سريع، بالإضافة إلى الانعكاسات المشوّهة على الزجاج الأمامي في إحدى الصور.
لا يوجد عملية لنشر السحب بواسطة شاحنات
وبالتحقق، لم يعثر ”مسبار“ على أي عملية تتعلق بتغيير ظروف الطقس باستخدام السحُب وتحريكها كما ورد في الادعاء، بل أقرب عملية إلى ذلك تُعرف باسم ”الاستمطار الصناعي“، وهي عبارة عن تقنية لتعديل الطقس تعمل على تحسين قدرة السحابة على إنتاج المطر أو الثلج عن طريق إدخال نوى جليدية صغيرة في أنواع معينة من السحب.
وتتم عملية الاستمطار عن طريق استخدام وسائل صناعية ومواد كيميائية تعمل على تسريع عملية هطول الأمطار أو زيادة إدرار هذه السحب من المياه مقارنة بما يمكن أن تدره بشكل طبيعي.
ويهدف الاستمطار إلى تعديل ظروف الطقس السائد، وتحسين الأحوال الجوية أو نسب الهطول المطري فوق المناطق والأراضي الزراعية المعرضة للجفاف، أو المناطق الأخرى الحضرية التي تعاني من شدة القيظ وقسوة درجة الحرارة.
وعملية الاستمطار قد تتم بشكل معاكس أي منع تساقط الأمطار الغزيرة فوق المناطق الزراعية بغرض الحيلولة دون تلف المحاصيل المزروعة فيها، أو منع تشكُّل البرد أو الضباب فوق بعض المطارات المزدحمة من أجل تسهيل عملية إقلاع وهبوط الطائرات القادمة والمغادرة.
موجة حر تاريخية
ويأتي تداول الادّعاء في وقت تجتاح فيه موجة حر شديدة أوروبا، ترافقت بحرائق في مناطق عدة، خصوصًا في الدول المطلة على البحر المتوسط، مما تسبب في أضرار جسيمة على البيئة وحياة السكان وقطاع السياحة.
ويقول العلماء إن ظواهر الطقس المتطرفة مثل موجات الحرارة القاسية سوف تضرب أوروبا بشكل متكرر في المستقبل، وستشهد بلدان حوض المتوسط ارتفاعًا في درجات الحرارة على وجه الخصوص حيث تعمل التربة الجافة على زيادة رقعة حرائق الغابات.
اقرأ/ي أيضًا: