` `

الترجمة مفبركة وليست لحديث خبير إسرائيلي عن افتعال الحرائق في الجزائر

ميساء منصور ميساء منصور
أخبار
6 أغسطس 2023
الترجمة مفبركة وليست لحديث خبير إسرائيلي عن افتعال الحرائق في الجزائر
(فيديو منتشر مع ادعاء أن الحرائق في الجزائر مفتعلة (تيك توك

الادعاء

الخبر المتداول

تتداول حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو لشخصٍ يتحدث العبرية مع ترجمة عربية تظهر على الشاشة تفيد بأن الإسرائيليين وراء الحرائق في الجزائر، وجميع الحرائق هي عملية مدبرة منهم بمساعدة الأقمار الصناعية التي من خلالها يتم ارسال إشعاعات لمنطقة معينة بهدف إشعال الحرائق فيها. 

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقّق ”مسبار“، من الادعاء ووجد أنه زائف، إذ إنّ الفيديو المتداول قديم، والترجمة المرافقة له مفبركة، أمّا المقطع الأصلي فلم يتطرّق إلى الحديث عن الحرائق في الجزائر.

حلقة تتحدث عن معاناة يهود الجزائر

ويعود الفيديو الأصلي المتداول إلى جزء مقتطع من إحدى حلقات برنامج "هذا اليوم" الذي يُعرض على القناة 14، بُثت في تاريخ 6 فبراير/شباط 2018. وخلال الحلقة، تم الحديث عن ”تحقيق العدالة ليهود الجزائر الذين تعرضوا للإبادة خلال الحرب العالمية الثانية وعن معاناتهم التي لم يتم التطرق إليها بشكلٍ جاد“. 

وكان ضيف الحلقة الباحث والمحاضر في جامعة بار ايلان المتخصص في شؤون يهود الجزائر الدكتور يوسف شربيط.

يهود الجزائر

تواجد اليهود في الجزائر منذ فترة هدم الهيكل الثاني، وازداد عددهم بالتحول إلى اليهودية قبل الإسلام، وبالموجات اليهودية المهاجرة إثر سقوط الأندلس وانتهاء الحكم العربي في تلك البلاد عام 1492.

وعندما احتلت فرنسا الجزائر عام 1830، تمتّع اليهود الجزائريون بامتيازات كثيرة جعلتهم في مركز أفضل من بقية السكان المسلمين، وقد عملت الحكومة الفرنسية على تسهيل الأمور الحياتية لليهود في الجزائر، ففصلت المحاكم الخاصة بهم عن النظام الجزائري وجعلتها تابعة بشكلٍ مباشر للحكومة الفرنسية، كما قامت لاحقًا بتسهيل تجنيس اليهود بالجنسية الفرنسية مما جعل منهم رعايا فرنسيين في الجزائر.

وخلال تلك السنوات عملت الحكومة الفرنسية على منح الامتيازات لليهود الجزائريين، فدرس معظمهم اللغة الفرنسية وأتقنها حتى باتوا في نهاية القرن التاسع عشر لا يتكلمون سوى الفرنسية باستثناء بعض اليهود في قسطنينة والواحات الجنوبية ظلّوا مخلصين للغتهم وتاريخم العبري. 

ومع بدء الهجرة اليهودية لفلسطين في منتصف القرن العشرين رفض 97 في المئة من يهود الجزائر الهجرة إلى إسرائيل، وفضلوا العيش في فرنسا مع تمتعهم بكافة الحقوق والواجبات كما المواطنين الفرنسيين وذلك بسبب حصولهم سابقًا على الجنسيات الفرنسية قبل هجرتهم إلى فرنسا، أما القلة الّتي هاجرت إلى اسرائيل فقد هاجروا بسبب عدم اتقانهم الفرنسية وحفاظهم على اللغة العبرية في المناطق التي سكنوا بها في الجزائر. 

الحرائق في الجزائر

تتعرض الجزائر سنويًا لموجات حرائق كبيرة بسبب الحر والتغيّر المناخي في العالم، لكن ومنذ بداية شهر يوليو/تموز 2023، شهدت مناطق مختلفة في الجزائر حرائق ضخمة وكبيرة استمرت لأيام متتالية، وقد تسببت بمقتل 15 شخصًا وإجلاء الآلاف.

وسُجّل اندلاع 97 حريقًا في الغابات في 16 ولاية جزائية مما أدى إلى تأثر العديد من المحاصيل والأراضي الزراعية بسبب هذه الحرائق. وقد شهدت منطقة القبائل الجبلية إلى الشرق من العاصمة الجزائر استعارًا في نيران الحرائق الّتي امتدت إلى عدد من المناطق السكنية، وسجلت الجزائر درجات حرارة عالية جدًا خلال الشهر الماضي وصلت إلى 48 درجة مئوية، مما جعل التحذير من الحرائق ودرجات الحرارة العالية ساري المفعول حتى الآن. 

اقرأ/ي أيضًا

هل تعمدت فرانس24 الانتقائية في تغطية حرائق الجزائر كما ادعت وكالة الأنباء الجزائرية؟
فيديو اتهام أعوان محافظة الغابات بافتعال حرائق الجزائر قديم

تصنيف الخبر

زائف

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة