الادعاء
غضب كبير بين الأميركيين، بعد أن وجد المهاجرون ثغرة في القانون تتيح لهم الاستيلاء على المنازل قانونيًّا، وطرد ملاكها الأصليين منها إذا غاب المالك فترة زمنية عن المنزل!
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، مقطع فيديو لمظاهرة في الولايات المتحدة، ولخلاف بين رجل من أصل هندي مع آخر من أصل كوري، حول إخلاء منزل. ادعى متداولو مقطع الفيديو أن حالة من الغضب انتشرت بين الأميركيين، بعد أن وجد المهاجرون ثغرة في القانون الأميركي تتيح لهم الاستيلاء على المنازل قانونيًّا، وطرد ملاكها الأصليين منها، إذا غابوا عنها فترة من الزمن.
تحقيق مسبار
تحقق “مسبار” من الادعاء ووجد أنه مضلل، إذ إنَّ مقطع الفيديو المتداول يُظهر تنظيم مواطن أميركي من أصل هندي، يُدعى جاسكاران سينغ، مظاهرة محدودة أمام أحد المنازل التي يملكها لطرد مستأجر أميريكي من أصل كوري، يرفض دفع الإيجار منذ نحو سنة. ولا تُظهر المشاهد المتداولة اكتشاف ثغرة تتيح للمستأجرين استملاك المنازل، كما ورد في الادعاء.
أزمة قانونية بين صاحب منزل ومستأجر في سياتل
بدأت الأزمة في حي بالقرب من مدينة سياتل، في ولاية واشنطن، بين صاحب منزل من أصل هندي، يُدعى جاسكاران سينغ، والمستأجر من أصل كوري، بعد أن وقعا عقد الإيجار في صيف 2022.
وبحسب جاسكاران، دفع المستأجر إيجار أول وآخر شهر من العقد وامتنع بعد ذلك عن الدفع، وحينها تقدّم جاسكاران بطلب قانوني لإخلاء المنزل، وبالفعل تمكن من الحصول على طلب إخلاء في شهر يناير/كانون الثاني 2023. لكن تدخلت منظمة مشروع العدالة الإسكانية (The Housing Justice Project)، وهي منظمة غير ربحية تكافح التشرد، ووفرت المساعدة القانونية للمستأجر مجانًا مع دفع ما يترتب عليه من ثمن الإيجار، بالإضافة إلى ثلاثة أشهر مقدّمًا، لتمنح المستأجر الفرصة للانتقال إلى مسكن جديد.
ولكن في مايو/أيار 2023، وبعد انقضاء الشهور الثلاثة التي دفعت المنظمة إيجارها، رفض المستأجر اخلاء المنزل أو دفع الإيجار، ما يتركه مدين بنحو 80 ألف دولار من الإيجار، حسب جاسكاران، الذي رفع قضية إخلاء، ولكن المستأجر حصل على حق انتفاع بالمنزل حتى ميعاد جلسة الاستماع في المحكمة يوم الخامس من إبريل/نيسان المقبل، ما دفع جاسكاران إلى تنظيم مظاهرة محدودة أمام المنزل ليطلب من المستأجر دفع الإيجار المتأخر أو الخروج من المنزل.
ووفقًا لصحيفة كومو المحلية، صرح المستأجر أنه فقد وظيفته كمستشار في المجال الطبي خلال جائحة كورونا، ولم يتمكن من الحصول على وظيفة أخرى حتى الآن.
غضب أميركي بعد تداول مقاطع فيديو عن استغلال قانون "وضع اليد"
جاء تداول الادعاء بالتزامن مع جدل واسع سببته مقاطع فيديو نشرها المؤثر الفنزويلي ليونيل مورينو، الذي ظهر وهو يعطي نصائح تشرح كيف يمكن الاستيلاء على المنازل غير المأهولة من خلال استغلال قانون “وضع اليد”. وادعى مورينيو في مقطع فيديو حقق أكثر من 3.9 مليون مشاهدة، أنّ بعضًا من أصدقائه "الأفريقيين"، تمكنوا بالفعل من الاستيلاء على سبعة منازل وامتلاكها.
وصرح المهاجر الذي يعيش في كولمبوس، أوهايو، أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها للمهاجرين تجنب العيش في الشارع، والتحول إلى عبء عام، هو الاستيلاء على المنازل غير المأهولة حتى يتمكنوا من امتلاكها.
وأشار مورينيو في مقطع الفيديو إلى قوانين "الحيازة السلبية"، وهي قوانين في الدستور الأميركي تمنح الفرد الحق في الانتفاع من الممتلكات التي يحتلّها رغمًا عن المالك، كما يمكن لواضع اليد على تلك الممتلكات طلب حق التملّك تحت ظروف معينة.
ما هو حق وضع اليد وما هي حيثياته في القانون الأميركي؟
حق وضع اليد، أو "الحيازة السلبية Adverse Possession"، هو قانون يسري في كل الولايات الأميركية، ولكن في كل ولاية هناك شروط مختلفة لتطبيقه. وبحسب كلية القانون في جامعة كورنيل الأميركية، يمنح هذا القانون أي شخص يستحوذ على ملكية أرض أو عقار، الحق في أن يطالب بتملكها، تحت ظروف معينة.
وتتفق كل الولايات الأميركية على مجموعة ثابتة من الظروف التي تؤهل الشخص للمطالبة بملكية ما في إطار هذا القانون، أولًا، الاستمرارية، إذ يجب أن يستمر الاستحواذ والانتفاع من الملكية لفترة زمنية معينة تتراوح بين 7 سنوات إلى 20 سنة، حسب الولاية. وثانيًا، الانتهاك، إذ لابد أن يكون للاستحواذ شكلًا عدائيًا ينتهك حق المالك الأصلي، وبالتالي لا ينطبق هذا القانون في حالة وجود اتفاق وتراضي بين المستحوذ والمالك كما في حالة المستأجرين بعقد إيجار.
وثالثًا، العلانية، بمعنى أن يكون الاستحواذ علنيًّا وليس سرًا، أي يمكن التعرف على عملية الاستحواذ لكل من يلقي بالًا للملكية. لكن قبل أن تنتهي فترة الاستحواذ التي يحق للمستحوذ تملك العقار أو الأرض بعدها، يمكن لصاحب الملكية الأصلي أن يطرده من خلال الطرق القانونية، ومنها إصدار أمر إخلاء من المحكمة.
والجدير بالذكر أن ولاية واشنطن، حيث وقعت حادثة جاسكاران سينغ، تتطلب 10 سنوات من الاستحواذ ليتمكن الطرف الثاني من تملك العقار تحت طائلة قانون الحيازة السلبية.
ويرجع هذا القانون إلى العصور الوسطى في أوروبا، حيث كان يسمح لشخص ما باستحواذ قطعة أرض أو عقار وتملكه في حال أن المالك الأصلي لم يتخذ أي خطوة لطرده من هذه الملكية خلال فترة زمنية معينة، وتحت ظروف معينة.
وحسب وكالة أندرسون الأميركية للاستشارات القانونية، ما يزال هذا القانون قائمًا اليوم لمنع استخدام العنف والحفاظ على السلم العام للمجتمع، وتسهيل سيادة القانون.
اقرأ/ي أيضًا
فيديو متداول على أنه يحاكي هجوم روسيا النووي على أميركا.. ما حقيقته؟
هل أعلنت الولايات المتحدة تأجيل تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية