صورة مفبركة لمواطن جزائري وليست لمرتزق في صفوف جيش الاحتلال في غزة
الادعاء
صورة بطاقة هوية الجندي الإسرائيلي، الذي نشرت كتائب القسام صورة لجثته، تظهر أنّه جزائري.
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، صورة بطاقة هوية ادّعى ناشروها أنّها تعود إلى مرتزق جزائري في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أسرته كتائب القسام حديثًا في غزة قبل أن تقوم بتصفيته، وتنشر صورة لجثته.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادعاء وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ صورة بطاقة الهوية مفبركة ولم يُعثر عليها بحوزة مرتزق جزائري في صفوف الجيش الإسرائيلي، بعد القبض عليه في غزة وتصفيته.
الصورة مفبركة باستخدام بطاقة هوية ضائعة
بالبحث العكسي، توصّل مسبار إلى أنّ صورة بطاقة الهوية الأصلية نُشرت للمرّة الأولى في 14 ديسمبر عام 2017، عبر صفحة "عين الصفراء عاجل" على موقع فيسبوك. وعين الصفراء هي مدينة جزائرية تقع في ولاية النعامة، جنوب غربي البلاد.
وأرفقت صورة بطاقة الهوية، حينها، بإعلان عن ضياعها جاء فيه "لمن يعرف صاحب بطاقة التعريف الوطنية يتصل على الرقم"، وأرفق بالإعلان رقم هاتف يرجّح من السياق أنّه رقم الشخص الذي عثر على البطاقة.
ووجد مسبار أنّ الصفحة ذاتها نشرت، في 27 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، إعلانًا عن ضياع بطاقة ضمان اجتماعي وبطاقة تعريف تعودان لشخص يحمل الاسم نفسه. غير أنّه لم يتسنّ لمسبار التحقّق مما إذا كان المقصود بالإعلان هو الشخص ذاته.
وتمّت فبركة الصورة عبر التلاعب بملامح وجه الشخص، كي يبدو شبيهًا بالجندي الذي أعلنت القسام مقتله لديها. إذ مسّت التعديلات الحاجبين والأنف، ليبدو معقوفًا، والشفتين وخط الشعر والذقن، ليبدو أوسع وأكثر تحديدًا، إضافة إلى تعديل الأذنين.
كما أضيفت تجاعيد ابتسامة لجعل الشخص يبدو أقرب سنًا إلى الجندي المقتول، إذ إن صاحب الصورة الأصلية عند إصدار بطاقة الهوية في إبريل/نيسان 2016، لم يكن قد بلغ 21 عامًا بعد، بحسب البيانات المتوفّرة على البطاقة.
ولم تستثنِ التعديلات سوى الياقة، التي بقيت مطابقة للياقة في الصورة الأصلية، والتي سمحت إلى جانب البيانات المطابقة بكشف الفبركة.
كتائب القسام تنشر صورة أحد قتلى كمين جباليا
في الأول من يونيو/حزيران الجاري، نشرت كتائب القسام عبر حسابها الرسمي على تيليغرام، مقطع فيديو لـ"ما سُمح بنشره" عن جنود إسرائيليين، قالت في 25 مايو/أيار الفائت إنّها أوقعتهم بين قتيل وجريح وأسير، في كمين نصبته داخل نفق في جباليا، شمالي قطاع غزة.
وأظهر مقطع الفيديو سحب جندي فاقد للوعي داخل نفق، كما ظهرت فيه أسلحة، أوضح المتحدث باسم كتائب القسام، أنّ مقاومين استولوا عليها بعد استدراج القوة الإسرائيلية وإيقاعها في كمين نفق جباليا. وكشفت القسام في الفيديو عن صورة جثة الجندي الإسرائيلي المتداولة في الادعاء، وقالت إنّه سقط في الكمين نفسه وأنّها تحتفظ بجثته.
إسرائيل تنفي وقوع جنود جدد في أسر المقاومة
في 26 مايو الفائت، أنكر بيان للجيش الإسرائيلي تعرّض أيّ من جنوده للاختطاف في غزة. وتساءلت كتائب القسّام في مقطع الفيديو الذي أظهر قتلى العملية وغنائمها عن سبب رفض الاحتلال الإسرائيلي الإقرار بوقوع جنوده في الأسر، متسائلة عمّا إذا كان المقاتل مرتزقًا يتحفّظ جيش الاحتلال على هويته ويرفض الإقرار بانتمائه إلى صفوفه من أجل التستر على توظيفه للمرتزقة.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة لخزانات مياه في مدينة هافانا وليست من الجزائر
هل سحبت إسرائيل اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية؟