مجلة المنظورات الاقتصادية، وهي مجلة اقتصادية تصدر عن الجمعية الاقتصادية الأمريكية، أصدرت مقالة علمية للباحثين هانت ألكوت وماثيو جينتزكو، وتناولت الدراسة موضوع الأخبار الكاذبة ودورها في الانتخابات الأمريكية عام 2016.
أكد الباحثان على أنَّ الديمقراطية الأمريكية تغيرت مراراً بسبب التغييرات في تكنولوجيا الإعلام. ففي القرن التاسع عشر، سمحت أوراق الصحف الرخيصة ومطابع للصحف الحزبية بتوسيع انتشارها بشكل كبير، وهو ما فتح جدالاً في حينها حول فاعلية الصحافة كقوة مراقبة للسلطة، وأنها قد تكون تعرضت لخطر كبير نتيجة لذلك.
وفي القرن العشرين، مع سيطرة الإذاعة والتلفزيون، شعر المراقبون بالقلق من أن هذه البرامج الجديدة ستقلل من المناقشات السياسية الجوهرية وتحولها إلى لقطات صوتية، كما ستتيح المجال للمرشحين أصحاب الكاريزما أن يتفوقوا على أولئك الذين قد يتمتعون بقدرات أكبر في القيادة ولكن بشخصية أقل جاذبية.
وفي أوائل الألفينات، أثار نمو الأخبار عبر الإنترنت مجموعة جديدة من المخاوف، من بينها التنوع الزائد في وجهات النظر، وهو ما سيجعل من السهل على المواطنين المتشابهين في التفكير تكوين غرفة صدى خاصة بهم، وهو ما قد يعزلهم عن وجهات النظر المعاكسة. وفي الآونة الأخيرة، يجري التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تمتلك هيكلاً مختلفاً تماماً عن تقنيات الوسائل السابقة، خاصة وأنه يمكن تناقل المحتوى بين المستخدمين دون تصفية أو تحقق من الحقائق أو تحرير، وهو ما جعل هناك إمكانية للمستخدم العادي الذي ليس له سجل حافة أو سمعة كبير ة في بعض الأحيان بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء.
في أعقاب الانتخابات الأمريكية عام 2016، كان أحد المخاوف الأساسية هو تأثير الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. خاصة بعدما أشارت دراسة Gottfried and Shearer 2016أنَّ قرابة 62% من البالغين في الولايات المتحدة يحصلون على الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب الدراسة نفسها، فإنَّ قصص الأخبار المزيفة الأكثر مناقشة كانت تميل إلى تفضيل دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، وهو ما ترك أثره على تفضيلات المواطنين واختياراتهم.
من خلال بيانات حول استهلاك الأخبار المزيفة، توصل الباحثان إلى أنَّ أكثر من 115 قصة مزيفة مؤيدة لترامب تمت مشاركتها على موقع فيسبوك، كما تم نشر هذه القصص بما مجموعه 30 مليون مرة، فيما كان هناك 41 قصة مزيفة مؤيدة لكلينتون تمت مشاركتها بما مجموعة 7.6 مليون مرة.
المصدر: Journal of Economic Perspectives