سبّب انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) حالة من الذعر في جميع أنحاء العالم، تزامناً مع تغطية إخبارية متواصلة لكل المستجدات المتعلقة بالوباء، من عدد الإصابات المشخصة وصولاً لأعداد الوفيات، مروراً بالإجراءات التي تتخذها الدول للحد من انتشار الفيروس.
ويترافق انتشار فيروس كورونا مع تفشي الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، التي يتم تداولها بسرعة أكبر من سرعة تفشي الوباء نفسه. والتي تتخذ أشكال متنوعة حسب مؤشر GDI للمعلومات المضللة. ومن أشكال وأنماط حملات التضليل على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تلك التي تستهدف نشر معلومات وبيانات مضللة حول الفيروس. وتتضمن تلك المعلومات مثلاً آليات انتقال العدوى بفيروس كورونا، إضافة إلى أعراض الإصابة به. كذلك من الملاحظ انتشار المعلومات الكاذبة حول العلاجات واللقاحات والأدوية التي تُشفي من الفيروس.
إنّ كم المعلومات المغلوطة المتدفقة حول الفيروس وطرق الوقاية منه ووسائل علاجه تصيب المتلقي بالإرباك وتجعله عرضة للتضليل، خصوصاً في ظل حالة الخوف والهلع التي تخيّم على البشر اليوم، والتي تجعل من التفكير المنطقي والعقلاني أمراً صعباً وتقلّل من احتمالات الحكم الصحيح، وتُضعف القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. ثمّة عامل حاسم آخر يجعل الإنسان اليوم أكثر عرضة للتضليل حول المعلومات المتعلقة بـ كورونا، وهو أنّ الحصول على المعلومة الصحيحة يتطلب اختصاصيين في مجال الصحة، ليخبرونا بشكل دقيق ما ينبغي علينا فعله في ظل الظروف التي يفرضها الوباء علينا وعلى طرائق عيشنا.
وكمثال على تدفق المعلومات غير المؤكدة، تم تعديل المعلومات التي توفرها موسوعة ويكيبيديا عن فيروس كورونا منذ 3 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري وحتى 21 فبراير/ شباط، أكثر من 6500 مرة، وقد أجرى تلك التعديلات قرابة 6500 محرّر.
ومنذ تسجيل الإصابات الأولى في الصين، بدأت الشائعات والأخبار الكاذبة تنتشر على المواقع الإلكترونية الهامشية ووسائل التواصل الاجتماعي. وعمد جزء من تلك الأخبار إلى ترويج "نظرية المؤامرة" حول سبب ظهور الفيروس والقول بأنّه سلاح بيولوجي طورته الولايات المتحدة على سبيل المثال. كما عزت مواقع أخرى سبب ظهور الوباء في مدينة ووهان الصينية إلى أن تلك المدينة كانت من أوائل المناطق التي اعتمدت تقنية 5G، وأنّ الفيروس ليس سوى أحد التداعيات الضارة لاستخدام تلك التقنية.
ويعتقد مؤشر GDI للأخبار الكاذبة أنّ جزءاً كبيراً من مشكلة التضليل يتمثّل في المكاسب المالية التي تجنيها الجهات المضللة، فالمواقع المضللة تجني حسب هذا المؤشر قرابة ربع مليار دولار سنوياً من عوائد الإعلانات.
المصدر: GDI