يوم 12 سبتمبر/أيلول الفائت، سأل أحد مستخدمي موقع تويتر شركة نوتيلا الإيطالية عبر حسابها الرسمي فرع الولايات المتحدة الأميركية، عما إذا كانت منتجاتها حلالاً، وفاجأت الشركة متابعيها برد على التغريدة، بعد يوم، قالت فيه "لا، ليست حلالاً".
ضجت مواقع التواصل بالتشكيك في المنتج، فيما دافع آخرون عنه باعتبار أن تركيبته المعلنة والموجودة على غلاف العلب، تشير إلى أنها خالية من أي مادة تعد حراماً بالنسبة للمسلمين.
ويوم 14 سبتمبر/أيلول نشرت رداً ثان على التغريدة، تؤكد فيه أن منتجاتها التي تباع في جميع أنحاء العالم مناسبة للاستهلاك الحلال".
أضافت الشركة "أكثر من 90% من المصانع التي تنتج نوتيلا حاصلة على شهادة حلال من قبل طرف ثالث، ونحن بصدد التصديق على بقية المصانع. نعتذر عن الخطأ الذي ورد في تغريدتنا السابقة".
رغم ذلك لم يتوقف الجدل، حول تغريدة اعتبرتها نوتيلا خطأً ويرى محبوها من المسلمين أنها ضللتهم، وتتلاعب بهم وطالبوا بمقاطعتها، خاصة أنه وفقاً للقوانين الأميركية والكندية، فإن علامة الحلال التي تشهد بأن خصائص وجودة المنتجات تتوافق مع قواعد الشريعة الإسلامية ليست مطلوبة على المنتجات التي لا تحتوي على لحوم أو إضافات.
وفي تركيا كشف فرع نوتيلا ، عن خفايا إنتاج الشكولاته لإثبات أن منتجاتها حلالاً ومناسبة لمعايير الاستهلاك الإسلامي ولتعزيز ثقة الجمهور.
وليست المرة الأولى التي يشكك فيها في نوتيلا ففي عام 2017، بسبب أضرارها البيئية والصحية. إذ تتكون نوتيلا من السكر (56٪) والدهون (31٪) خاصة من زيت النخيل. ووفق غلاف العلبة نجد السكر والزيت النباتي، البندق 13٪، الكاكاو قليل الدسم 7.4٪، مسحوق الحليب خالي الدسم 6.6٪، مسحوق مصل اللبن، المستحلبات: الليسيثين، الفانيلين.
نوتيلا ليست الشركة الوحيدة التي تعرضت إلى جدل حول ملاءمة منتجاتها للنظام الغذائي الإسلامي، إذ أثارت شركة Mondelez، المسؤولة عن تصنيع بسكويت "أوريو" الشهير، تساؤلات كثيرة بين المسلمين حول العالم، بعد أن صرحت بأن البسكويت، ليس حلالاً.
بدأت القصة بسؤال أحد مستخدمي "تويتر"، على الصفحة الرسمية للشركة، عما إذا كان "أوريو" حلالاً، فكان الردّ يوم 11 مايو /أيار 2019 "أوريو ليست حلالًا. شكرًا على رسالتك". وبدأ المسلمون حول العالم بطرح العديد من الأسئلة، حيال مكونات "أوريو"، عما إذا كانت مستخلصة من دهون الخنزير أو من الكحول.
أكد المتحدث باسم شركة Mondelez، في تصريح نقله موقع "غالف نيوز"، أن التغريدة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ضللت المستهلكين في البلدان الإسلامية، بسبب اقتطاع جزء منها يوضح أن أوريو ليس حلالًا فقط في كندا والولايات المتحدة، وأضاف: "جميع منتجات أوريو المباعة في دول مجلس التعاون الخليجي حلال، ومتوافقة تمامًا مع القوانين والمواصفات القياسية المحلية، نحن دائمًا نسعى لتزويد عملائنا بمنتجات بأفضل جودة ممكنة، وتوفير المعلومات حول المكونات بشكل واضح على العبوة، ليعرف الناس ما يلائم أنظمتهم الغذائية". كما أكد موزعو علامة Oreo التجارية الشهيرة في الإمارات المتحدة أن منتجاتها حلالاً.
وفق موقع الشركة، فإن بسكويت أوريو مناسب للنباتيين الذين يتناولون الألبان، وليس مناسباً للممتنعين عن منتجات الألبان لوجود الحليب ضمن مكوناته، ويحتوي المنتج أيضاً على مادة الجيلاتين لكنها مستخلصة من القمح وليس من دهن الخنزير.
ويتكون البسكويت من دقيق القمح، السكر، الزيوت النباتية (النخيل)، مسحوق الكاكاو المخفف من الدسم 4.6%، نشا القمح، شراب الغلوكوز، الفركتوز، الملح، كربونات هيدروجين البوتاسيوم، كربونات هيدروجين الصوديوم، كربونات الأمونيوم الهيدروجينية، مستحلبات، نكهة الفانيليا.
لكن في عام 2014، ظهرت فضيحة تجسس صناعي، اتهم فيها مهندس أميركي يدعى والتر ليو من كاليفورنيا بمحاولة بيع وصفة أوريو لشركة صينية مقابل 28 مليون دولار، نشر الإعلام حينها أنها تستخدم دهن الخنزير في صناعة الحشو الكريمي الأبيض، واستبدلته في المكونات التي سجلتها منذ عام 1997 على أنه زيت نباتي، ليتم إدراج أوريو منتجاً نباتيًّا.
وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، ورغم ذلك تبين في الوصفة أن اللون الأبيض والملمس الكريمي كان بسبب المضافات الغذائية الضارة، ومنها ثاني أكسيد التيتانيوم، وهي مادة كيميائية تستخدم في تبييض طلاء السيارة ومعجون الأسنان، الذي يمكن أن يسبب تلفاً كبيراً للأنسجة والكبد، ولكن لا يوجد دليل يؤكد هذه الإضافات إلا لدى من سرب الوصفة.
وبين التضليل والتسريبات تبقى الأدلة العلمية حول خلو بعض المنتجات من إضافات لا تناسب القواعد الغذائية الإسلامية، غير دقيقة أو مثبتة بسبب التلاعب في الوصفات.
المصادر