رغم الاعتراض الواسع، وحملات التقييم المنخفض، لتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وانستغرام وغيرها، بسبب الرقابة المجحفة في حق المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية، إلّا أن هذه المنصات ما تزال، وفق مستخدمين، تُمارس دورًا سلبيًّا يُضلّل الناس ويُساهم في حجب رواية المستَعمَر على حساب رواية المستعمِر.
تعتمد العديد من القنوات في موقع يوتيوب على التفريغ الآلي للمحتوى باللغة الإنجليزية، لمساعدة المشاهدين على فهم الكلام المحكي. مؤخرًا، نشرت قناة تركية في "يوتيوب" مقطع فيديو يتحدث عن القضية الفلسطينية، وفي تمام الدقيقة الأولى و59 ثانية، عندما تقول المتحدثة "أن الآلاف من الفلسطينيين فقدوا حياتهم" يرافقها في الترجمة الكتابية أسفل المقطع استخدام كلمة "الإرهابيين" بدلًا من "الفلسطينيين".
تواصل "مسبار" مع قسم العلاقات العامة والتواصل الإعلامي في شركة غوغل للسؤال عن الترجمة التلقائية المضللة، وكان الرد أنَّ "الترجمة التلقائية لمقاطع الفيديو قائمة على خوارزميات تعلّم الآلة، ولذلك فإنّ جودة التعليقات قد تختلف من مقطع لآخر. نحن نشجّع صناع المحتوى على إضافتهم للتعليقات المترجمة بعد أن يتمّ مراجعتها من قبل مختصين باللغة أولًا".
كما جاء في الرد أنه "لقد تمّ إزالة الترجمة التلقائية عن هذا المقطع التركي في الوقت الراهن. وسوف تستمرّ منصة يويتيوب بتحسين تقنية التعرف على الكلام، لأنّ الترجمة التلقائية قد تغيّر المعاني الأصلية للفيديو وما يعنيه بسبب عدّة عوامل".
من جانب آخر، انتشرت نتيجة بحث على محرك غوغل، ردًّا على سؤال "ما الذي يرتديه الإرهابيون فوق رؤوسهم؟"، تتمثل في مقالة من موسوعة ويكيبيديا حول الكوفية الفلسطينية، الأمر الذي يربط رمزًا فلسطينيًّا بالإرهاب بشكل مضلل.
بدورها، تواصلت وكالة سند في شبكة الجزيرة الإخبارية مع “غوغل” يوم الاثنين الفائت الموافق لـ 24 مايو/أيار، بشأن نتيجة البحث تلك، وتلقت يوم الأربعاء رسالة عبر البريد الإلكتروني تعتذر فيها شركة غوغل عن أيّة إساءة أو إهانة غير مقصودة.
وقالت “غوغل” في رسالتها عبر البريد "نعتذر عن أيّة إساءة أو إهانة ناتجة عن الإيحاء غير المقصود، إنّ المقتطفات (snippets) التي تظهر على صفحات بحث غوغل هي مقتطفات أُنشئت تلقائيًّا من مراجع على الويب بهدف مساعدة الأشخاص على الوصول إلى المعلومات المطلوبة بطريقة أسرع". إلا أنّ هذا التبرير لا يُزيح عبء التقصير عن القائمين على محرك البحث، ولا يُلغي حقيقة التحيز لدى خوارزمياته.
رغم هذا التضييق، ابتكر مستخدمو الإنترنت العرب وسائل عديدة لتجاوز هذه الرقابة على امتداد سنوات، واحدة من أحدث هذه الوسائل، التي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية، تتمثل في حذف النقاط عن أحرف اللغة العربية، أو رسمها بأسلوب مختلف. فتتحول المقاومة على سبيل المثال إلى oــقـاوܩـö، وانتهاكات الاحتلال إلى اٮٮهاکاٮ الاحٮلال.
المراجع