وقّع أكثر من 500 صحفي يعملون في وسائل الإعلام الأميركية رسالة مفتوحة حول التغطية الإعلامية الأميركية للأحداث الأخيرة في فلسطين. تناولت الرسالة الرواية التي تتبناها بعض وسائل الإعلام حول ما جرى، والتي حجبت جوانب حقيقية لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري. فطالبت الرسالة المفتوحة بوضع حد لهذه الممارسات الصحفية السيئة التي استمرت عقودًا.
ومن بين الـ 500 صحفي الذين وقّعوا على الرسالة، إعلاميون من وسائل إعلام رائدة مثل واشنطن بوست، وول ستريت جورنال ولوس أنجلوس تايمز.
وجاء في الرسالة أنّ "العثور على الحقيقة ومحاسبة الأقوياء هما من المبادئ الأساسية للصحافة. ومع ذلك، فقد تخلت صناعة الأخبار لدينا منذ عقود عن هذه القيم في تغطية إسرائيل وفلسطين".
وأكدت الرسالة على الحاجة إلى تغيير نهج وسائل الإعلام الأميركية من أجل القراء والمشاهدين والحقيقة، قائلة “من واجبنا تغيير النهج فورًا وإنهاء هذه الممارسات الصحفية السيئة التي استمرت عقودًا. والدليل على القمع الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين”.
وأشارت الرسالة إلى تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي نُشر في 27 أبريل/نيسان، تحت عنوان "عتبة متجاوزة: السلطات الإسرائيلية وجرائم الفصل العنصري والاضطهاد"، إذ وثّق التقرير ارتكاب السلطات الإسرائيلية جرائم ضد الإنسانية مثل الفصل العنصري واضطهاد الشعب الفلسطيني.
وقالت الرسالة "نحن كصحفيين نحتاج إلى فحص ما إذا كانت تغطيتنا تعكس هذا الواقع"، وأضافت أنّ مصطلحات مثل الفصل العنصري والاضطهاد والتفوق العرقي تكتسب اعترافًا مؤسسيًا بشكل متزايد.
وفي معرض تجسيد اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام الأميركية، فيما يتعلق بالأحداث في فلسطين بتغطية ما حدث في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، قال التقرير "غالبًا ما تشير وسائل الإعلام إلى التهجير القسري للفلسطينيين الذين يعيشون هناك - غير قانوني بموجب القانون الدولي ويحتمل أن يكون جريمة حرب - على أنه عمليات إخلاء".
كما لفت الصحفيون إلى ضرورة الانتباه إلى التكرار غير الناقد لوسائل الإعلام للادعاءات العسكرية الإسرائيلية بشأن هجومها على غزة، “نحن ندعو الصحفيين إلى قول الحقيقة الكاملة في سياقها دون خوف أو محاباة، والاعتراف بأنّ التعتيم على قمع إسرائيل للفلسطينيين يُفشل معايير الموضوعية الخاصة بهذه الصناعة”.
كما أكدت الرسالة على أنّ للصحفيين مهنة مهمة تتمثل في إعلام الجمهور بشكل صحيح بحقيقة ما يحدث على أرض الواقع.
وأضافت "لدينا التزام مقدس بتقديم القصة بشكل صحيح. وفي كل مرة نفشل في نقل الحقيقة، فإننا نخذل جمهورنا وهدفنا، وفي نهاية المطاف، إننا نخذل الشعب الفلسطيني".
المصادر:
