هذا المقال هو ترجمة لمقال من موقع TechTimes.
توغّلت الأخبار المضللة في كل مكان على الإنترنت، خصوصًا مواقع التواصل الاجتماعي وغُرف الدردشة والمنتديات. في بعض الأحيان، تكون غير ضارة. لكن في هذه الأيام، أصبحت تُشكل هاجسًا وخطرًا كبيرين خاصة في ظل أزمة فايروس كورونا الحالية.
وعلى الرغم من المخاطر المترتبة على الأخبار المضللة، إلا أن انتشارها ما زال مستمرًا وما زالت الناس تؤمن بها وتصدقها، ولكن، لحسن الحظ، فإن العلم لديه طرق بسيطة توضح سبب تصديق الناس لها.
العلاقة بين الانحيازات الشخصية والأخبار المضللة
وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، إن "التفسير المحفز" له تأثير ملموس على تصديق الإنسان للأخبار المضللة، وهو يعني أن الإنسان يميل للتحيز مع الآراء المألوفة له والتي لا تتناقض مع معتقداته الخاصة.
ومن الأمثلة على ذلك تأثير التحيزات الشخصية على الناخبين الليبراليين والمحافظين، إذ يميل الليبرالي أكثر إلى تصديق الشائعات السلبية حول نظيره من الحزب المنافس، والعكس الصحيح بالنسبة للمحافظ.
استخدام التفكير التحليلي لتحديد الأخبار المضللة
وفقًا لدراسة أجراها باحثو العلوم السلوكية من جامعة ريجينا في كندا، فإنّ مهارات التفكير التحليلي للشخص تلعب دورًا في تحديد الأخبار المضللة. إذ قاس الباحثون مستويات التفكير التحليلي لأكثر من 3400 مشارك أميركي. ووفقًا لنتائجهم، كان الأشخاص الذين سجلوا درجات تفكير عالية أكثر قدرة على التمييز بين الأخبار المضللة والحقيقية، بالإضافة إلى أنّ تحيزاتهم الشخصية لم تؤثر على قراراتهم.
وبعبارة بسيطة، لقد نزع هؤلاء الأشخاص إلى التفكير التحليلي مباشرة للتمييز بين الأخبار المضللة والصحيحة. وخلص الباحثون إلى أنّ التفكير الكسول يؤدي إلى تعرض الناس للأخبار المضللة.
مواقع التواصل الاجتماعي وتدفق الأخبار المضللة فيها
كانت هناك محاولات عديدة للحدّ من انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، تعتمد بشكل أساسي، على حظر الأفراد الذين يروجون للأخبار المضللة، إذ بدا الأمر أكثر إلحاحًا الآن بسبب انتشار فايروس كورونا وظهور الكثير من الادعاءات العلمية المزيفة التي تم تداولها مؤخرًا.
وعلى الرغم من أنّ منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر هي الأكثر تضررًا من انتشار الأخبار المضللة عليها. إلا أنّه وبحسب مقال نشره موقع غيزمودو، فإنّ حظر الأفراد الذين يشاركون الأخبار المضللة لا يساعد كثيرًا في منعها.
هذه النتيجة توصّل لها زملاء في الجمعية الملكية وهي أكاديمية وطنية للعلوم في المملكة المتحدة، بعد إجراء ورش عمل ومراجعات أدبية واجتماعات، للنقاش مع وكالات فحص الحقائق والأكاديميين في هذا الحقل. وقد خلص الباحثون إلى أنّه بالرغم من تفشي الأخبار المضللة عبر الإنترنت، إلا أنّ تأثيرها العام قد يكون مبالغًا فيه بعض الشيء.
وعندما سُئل الناس في المملكة المتحدة عن الأخبار المضللة، وُجد أنّ الغالبية العظمى من المجتمع ما تزال تعتقد أنّ لقاحات كوفيد-19 آمنة، وأنّ الجيل الخامس ليس ضارًا بالصحة، وأنّ تغير المناخ ناجم عن التدخل البشري.
وفي الوقت الراهن، يتخلص واجب الفرد بتحمّل مسؤوليته في كبح توغل وانتشار الأخبار المضللة، حتى تساعد في تقليل تأثيراتها على المجتمع.
اقرأ/ي أيضًا:
لجنة التحقيق في الكونغرس تستدعي شركات منها ميتا بشأن أحداث اقتحام الكونغرس