بدأت مجموعات مقرها في روسيا وبيلاروسيا، في إنشاء حسابات شخصية لصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي بصور تبدو لأشخاص حقيقيين، إلا أنَّ هذه الوجوه تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وليست لأشخاص حقيقيين. ولوحظ أنّ الحسابات الزائفة التي تتظاهر بأنها لصحفيين أوكرانيين تقدم أخبارًا مضللة حول أوكرانيا للعالم.
أشار خبراء إلى أنّه من المستحيل التمييز بين الوجوه التي صنعها الذكاء الاصطناعي وبين الأشخاص الحقيقيين. لذلك، استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تمت ملاحظة ذلك، إذ بدأت الحسابات الزائفة التي تنشر منشورات معادية لأوكرانيا، في توجيه المستخدمين إلى مواقع ويب تحتوي على معلومات مضللة عن أوكرانيا.
وفي بيان حول الموضوع، أشار "فيسبوك" إلى أنّ المجموعة التي تتخذ من روسيا مقرًا لها استخدمت وجوه بشرية زائفة، من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وكان معروفًا أيضًا أنّ مثل هذه الصور يمكن إنتاجها بسهولة على منصات متاحة للجمهور، وبعض المنصات قادرة أيضًا على إنشاء وجوه بناءً على العرق، ويمكن للمستخدمين تخصيص الوجوه بناءً على خصائص محددة.
مثل هذا الشخص غير الموجود على أرض الواقع، يُدعى فلاديمير بوندارينكو، ادعى أنه مُدوّن من كييف ويكره الحكومة الأوكرانية، وكان يُعرّف نفسه على موقع "أوكرانيا اليوم" وهو أحد المواقع التي روجت لها هذه الحسابات، بأنه كان يعمل كمهندس طيران، إلى أن أُجبر على التدوين عندما "انهارت البنية التحتية للطيران في أوكرانيا".
استخدم صورة وهمية، تم العمل عليها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويظهر زيفها بشكل واضح من خلال التلاعب الظاهر في الأذن.
وشخصية أخرى لامرأة ادعت أنها أوكرانيّة اسمها إيرينا كيريموفا، من خاركيف، وكانت "معلمة غيتار خاصة" حتى أصبحت رئيسة تحرير موقع "أوكرانيا اليوم".
ويُرجح أن هذه الصور تم العمل عليها باستخدام موقع ThisPersonDoesNotExist.com، وهو عبارة عن أداة عبر الإنترنت تصنع وجوهًا مزيفة عشوائية.
وكان لهؤلاء الأشخاص المزيفين تواجد على عدد من المنصات، بما في ذلك "فيسبوك" و"انستغرام" و"تويتر" و"يوتيوب" و"تليغرام"، بالإضافة إلى شبكات روسية.
وقال "فيسبوك" إنّه حذف 40 حسابًا شخصيًا، كانو مرتبطين بعملية التضليل، موضحًا أنّ "الحسابات الشخصية جزء صغير من عملية أكبر لبناء الشخصية". وذكر موقع تويتر أنّه حظر أكثر من عشرة حسابات مرتبطة بالعملية.
وقُدمت هذه الحسابات للجمهور على أنّها لكُتّاب وصحفيين، وعملت على الترويج لمنصتي أخبار اسمهما News Front وSouth Front Russian، كانتا تروجان إلى موقع دعائي جديد يُسمى "أوكرانيا اليوم" مدعوم من روسيا.
وفي وقت سابق، أوضح متحدث باسم "يوتيوب"، أنّ الشركة أغلقت سلسلة من القنوات المرتبطة بعملية تأثير روسية، على الرغم من أنّ هذه القنوات كان فيها عدد قليل جدًا من المشتركين.
استخدمت الحملة الأخرى حسابات تم اختراقها لدفع دعاية مماثلة مناهضة لأوكرانيا، وكانت مرتبطة بمجموعة قرصنة بيلاروسية معروفة.
وألمح متحدث باسم "فيسبوك" أنّ هذه الحملة تخص مجموعة القرصنة Ghostwriter، التي استخدمت سابقًا حسابات مخترقة لدفع معلومات مضللة لصالح حكومة بيلاروسيا. وتعمل مجموعة القرصنة Ghostwriter لصالح حكومة بيلاروسيا، وفقًا لشركة الأمن السيبراني Mandiant.
ونقلًا عن خبراء فإنّ هذه الحملة "كانت تحاول تقويض الثقة في الحكومة الأوكرانية، وتصف أوكرانيا بأنها دولة فاشلة، وتشير إلى أنّ الحرب تسير بشكل سيء للغاية في أوكرانيا أو تحاول الثناء على روسيا".
المصادر: