منذ يوم 17 إبريل/نيسان الجاري، تتداول حسابات إسرائيلية منها الصفحة الرسميّة للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وصفحة المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي أوفير جندلمان، مقطع فيديو قالت إنه لمسنّ فلسطينيّ يصرخ بوجه شُبّان فلسطينين "بلطجية ومثيري الشغب"، مندّدًا بما يفعلون داخل المسجد الأقصى في شهر رمضان.
يعترض على الغناء
بمشاهدة المقطع المتداول يظهر جليًّا أنّ الرجل اعترض على غناء الشباب، موجهًا الحديث لهم بأن يتقوا الله وأن يُسبّحوه، والسبب -كما بيّته الرجل- أنّ رمضان ليس للغناء والتصفيق، كما اعترض على خلوّ المسجد الأقصى من الناس في الشهور الأخرى، دون رمضان.
وبتتبع محتوى المقطع نسمع شخصًا يرد على المسنّ بأنهم يغنون للنّبي، ثم يعلو صوت الشباب بمديح “قمر سيدنا النبي قمر”.
أبو حسين الخواجا
في حديث “مسبار" مع مصدر مقرّب من الرجل، فضّل عدم ذكر اسمه، أنّ الرجل الغاضب الظاهر في المقطع يُدعى أبو حسين الخواجا، وهو من قضاء رام الله، وينتظر شهر رمضان من العام إلى العام حتى يتفرّغ للعبادة والاعتكاف في المسجد الأقصى، على حدّ تعبير المصدر الذي أضاف "أبو حسين رجل طيب، يقضي وقته في العبادة والصلاة لله، لا ينتمي إلا إلى لله"، مرجّحًا أنّ غضبه من غناء الشباب، كان رغبةً في الهدوء والتفرّغ للصلاة.
الناشر الأول للفيديو
وعبر تتبع العلامة الظاهرة على مقطع الفيديو (Moshe kozak)، والبحث عنها، وجد "مسبار" أنّ المقطع نُشر للمرة الأولى على حساب يحمل اسم Moshe kozak في “تويتر”، وبفارق ساعات من الصفحات التي نشرته فيما بعد، مرفقًا بجملة مكتوبة بالعبريّة تقول "انزعاج أحد المسنين من شباب الحرم القدسي الذين يفسدون رمضان".
هل غنّى الشباب الفلسطينيون داخل الحرم القدسي؟
في بداية مقطع الفيديو، تظهر مشاهد الأسوار في الخلفية، ما يؤكّد أنّ المقطع صُوّر خارج أسوار المسجد الأقصى والحرم القدسي.
ومن الجدير بالذكر أنّ فلسطينيين اعتادوا إنشاد المديح النبوي في باحات الأقصى وعلى بواباته وفي أزقة القدس، خلال العام، وخاصة في شهر رمضان، ضمن احتفالات جماعية في المساجد وعلى مَدرج باب العمود، أو في مجموعات صغيرة.
تصعيد في مدينة القدس
ويأتي انتشار الادّعاء على الصفحات والحسابات الإسرائيلية في ظلّ توتر الأوضاع في مدينة القدس المحتلّة، وتحديدًا في المسجد الأقصى، وذلك عقب دعوة المستوطنين إلى تقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى، يوم الجمعة الموافق 15 إبريل الجاري، إذ اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى ذلك اليوم في الوقت الذي احتشد فيه فلسطينيون لحماية المسجد، لتستمر اعتداءاتهم على المصلين والتضييق عليهم حتى اليوم.
المصادر: