في 11 مارس/آذار 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ كوفيد-19 جائحة عالمية، وما يزال العالم حتى الآن مستمرًا في معركته تجاه هذا المرض. كما ظهر في الآونة الأخيرة مرض جديد يُدعى جدري القردة، وقد صنّفته منظمة الصحة العالمية على أنه انتشار على مستوى دول عدّة خلال اجتماعها بتاريخ 23 يونيو/حزيران 2022.
وخلال فترة الوباء ازدادت وتيرة انتشار الأخبار الصحية الزائفة، الأمر الذي أدى إلى ظهور مبادرات عديدة تُعنى بمكافحتها، وتروّج بالمقابل للأخبار الصحيحة ذات الأساس العلمي.
وواجه انتشار الأخبار العلمية الصحيحة والذي حمله العديد من الباحثين والأطباء، لضمان وجود محتوى علمي صحيح غير مضلل للمتابعين بمختلف اللغات، العديد من الصعوبات والتحديات، سواء من قبل سياسات مواقع التواصل الاجتماعي وخوارزمياتها، التي لا تستطيع تقييم المحتوى بدقة، فيما إذا كان صحيحًا أو زائفًا، أو من خلال الاعتماد على البلاغات في تقييم المحتوى، وهو ما فتح الباب أمام حملات ممنهجة وقفت عائقًا أمام ناشري الحقيقة.
ائتلاف طبي لضمان انتشار الأخبار العلمية الصحيحة
في هذا السياق، ظهرت فكرة قادها فريق من العلماء والأطباء من مؤسسة الطب الشمالي الغربي وغيرها من المؤسسات العلمية، لتأسيس ائتلاف علمي لمكافحة انتشار الأخبار الزائفة ونشر الأخبار الصحيحة، والأهم هو تشكيل جبهة قوية للدفاع عن ناشرين الأخبار العلمية الصحيحة عندما يتم مهاجمتهم على الإنترنت.
كان هذا بداية لمؤسسة علمية جديدة متخصصة أُطلق عليها اسم مُضخّم المعلومات الطبية (Health professional amplifier)، والتي كان هدفها نشر تغريدات على تويتر تنشر الأخبار العلمية الصحيحة ومعلومات الأمان بخصوص جائحة كورونا، وضمان انتشارها من خلال إعادة تغريدها بطريقة ممنهجة، لضمان حمايتها ووصولها إلى المستخدمين.
كما نشر فريق امباكت (Illinois Medical Professional Action Collaborative Team) ورقة بحثية بتاريخ 22 يوليو/تموز 2022 في دورية أبحاث الإنترنت الطبية، أوضح خلالها مدى نجاح المجموعة، ولماذا تعد فكرة الائتلاف وسيلة فعّالة في نشر الأخبار الطبية الدقيقة ومكافحة الأخبار المضللة، مع ضمان تقليل الضرر على المستوى الشخصي والعملي، والذي دائمًا ما يصاحب النشاط التوعوي على وسائل التواصل الاجتماعي.
يقول الدكتور رويان الباحث في علوم طب الطوارئ والمدرب في طب الطوارئ في جامعة نورث ويست “جائحة كورونا كان لها أثر شديد على المتخصصين في المجال الطبي، بجانب التأثير النفسي لرعاية المرضى ذوي الحالات الحرجة”، وأضاف "مثل هذه الائتلافات الطبية يمكنها أن تكون ملاذًا آمنًا للباحثين في المجال الطبي، للحديث عن أمور مثل المضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي، لضمان استمرار مكافحة الأخبار الزائفة".
ووفقًا لدكتور رويان، فإنّ الائتلافات الطبية مثل امباكت وغيرها، تتكون من ممرضات، اقتصاديين طبيين، علماء، متخصصين في الصحة العامة وأطباء. وواجهت كل هذه الفئات العديد من المضايقات العامة والهجوم عليهم بعد نشرهم محتوى علمي طبي، بخصوص فايروس كورونا واللقاحات.
بالإضافة لدوره في مكافحة الأخبار الزائفة، فإنّ ائتلاف امباكت أنتج العديد من المعلومات الطبية الصحيحة، على شكل صور سهلة الاستيعاب باللغة الإنجليزية والإسبانية، حول مواضيع متعددة لها علاقة بجائحة كورونا، مثل فاعلية ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وكذلك كيفية عمل اللقاحات الجديدة التي تعتمد على الحمض النووي الريبوزي، مثل لقاحات شركتي فايزر وموديرنا.
ويوضّح دكتور رويان أنّ هذه الطرق تهدف لاستخدام طرق إبداعية لضمان وصول هذه المعلومات إلى الناس الذين لم يقرؤوا مثل هذه المعلومات الصحيحة من قبل.
ولا يقتصر نشاط الائتلاف فقط على جائحة كورونا، إذ إنّه يتحدّث حاليًا عن قضايا الصحة التناسلية أيضًا، استجابة لاهتمامات المجتمع الأميركي بعد قرار المحكمة العليا الأميركية بخصوص الإجهاض.
المصادر: