انتشر وسم #TrumpIsDead على منصة تويتر، بعد استحواذ إيلون ماسك عليها. وتصدرت هذه الإشاعة الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من المناطق في العالم بعد ساعات قليلة من ظهورها.
واعتبر المستخدمون الرافضون لسياسات ماسك أنّ انتشار هذا الوسم هو أفضل رد على ادعاءاته حول "حرية التعبير المطلقة".
تزامن شراء المنصة من قبل ماسك مع انتشار بعض من الفوضى والارتباك، خاصة بعد إقراره خيار الحصول على علامة التوثيق الزرقاء، مقابل ثمانية دولارات شهريًا. ويُعتبر ماسك من أنصار "حرية التعبير المطلقة"، إذ قال لدى إعلانه عن الصفقة "حرية التعبير هي أساس عمل الديمقراطية، وتويتر بمثابة تايم سكوير الرقمي تناقش فيه القضايا التي تهم مستقبل الإنسانية".
هذا التصريح، أثار مخاوف مجموعات حقوقية من تزايد التعليقات التي تحرّض على الكراهية والتنمّر وانتشار المعلومات المضللة. ونقلًا عن شبكة بي بي سي، فإنَّ المفوضية الأوروبية طالبت إيلون ماسك بحماية مستخدمي المنصّة، فيما كتب تيري بروتون، المفوض الأوروبي للسوق الداخلية على حسابه في منصة تويتر "سواء كانت شركة سيارات أو تواصل اجتماعي، أي مؤسسة تعمل في الاتحاد الأوروبي ملزمة باحترام قوانيننا، بغض النظر عن مالكيها".
وخلق ماسك انقسامًا بين رواد المنصة، الذين رأى بعضهم أنَّ هنالك خوفًا من أن يخفف ماسك القيود على نشر الأخبار المضللة، بينما رأي فريق آخر أنَّ الإدارة السابقة لشركة تويتر وضعت سياسات مقيدة وأفرطت في التضييق على حقّ وحرية الرأي والتعبير.
هل سنواجه أخطارًا جديدة متعلّقة بموثوقية المحتوى؟
بحسب تعبير الناقد الثقافيّ البريطانيّ آلان كيربي، فإنَّ القرن الواحد والعشرين، هو قرن الحداثة الرقمية، ويصفه أحيانًا أخرى بعصر الحداثة المزيفة. فتقنيات الوسائط الشبكية الاجتماعية، غيرت الممارسات السياسية والثقافية والاجتماعية للأفراد والشركات في جميع أنحاء الأرض. وبسبب طبيعة التطور السريع لهذه التقنيات، يواجه فلاسفة التقنية والمهتمين بالأخلاق الرقمية تحديات جمّة.
وتعتبر منصة تويتر من أهم الوسائط التي أُثيرت حولها الكثير من الإشكاليات الأخلاقية، أهمها تلك المتعلقة بالأخبار الزائفة، والجيوش الإلكترونية، وسلطة الأثرياء، إضافة إلى إشكالية حرية الرأي والتعبير.
فبين التقييد والحرية المطلقة -مع استلام إيلون ماسك لسلطة تويتر وإيمانه بـ"الحرية المطلقة للرأي والتعبير"-، ومع رفع الحظر للمستخدمين المثيرين للجدل ومن بينهم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، هل سيزيد انتشار فايروس الأخبار الزائفة؟ وكيف ستتعامل الدول مع هذه السياسات الجديدة دون الخوف على ديمقراطيات الشعوب ودون قيود مفروضة على حرية التعبير؟
المصادر
