مع اقتراب نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022، بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يتواصل انتشار الأخبار والقصص الزائفة والمضللة في محامل مختلفة، ورصد فريق مسبار العديد من الادّعاءات المرتبطة بالمونديال خلال هذه الفترة، وفيما يلي أبرزها:
رونالدو هدف للأخبار الكاذبة
انتشر مقطع فيديو زعم متداولوه أنه لمقابلة أجراها اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو عقب خسارة منتخب البرتغال أمام المغرب، بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الثاني الجاري، واتضح بالتحقّق أنّه مفبرك وقديم ويعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، للقاء رونالدو مع الصحافي البريطاني بيرس مورغان والترجمة المرفقة به مُفبركة.
كما انتشر خبر مفاده أن رونالدو انضم إلى نادي النصر السعودي، لكن اللاعب البرتغالي نفى انتقاله إليه في تصريح للصحفيين بعد مباراة المنتخب البرتغالي أمام نظيره السويسري، يوم الثلاثاء السادس من ديسمبر الجاري.
واتضح أن الفيديو الذي يُظهر مذيعة عربية وهي تبكي على مشاهد خروج رونالدو بعد خسارة البرتغال أمام المغرب، مفبرك، ويعود المقطع الأصلي إلى يوليو/تموز عام 2019، عندما بكت المذيعة أثناء تقديمها فقرة إخبارية، عرضت فيها صورة قالت إنّها "تُظهر قدم عنصر من قوات النظام السوري من الجو، فوق مدينة خان شيخون في ريف إدلب".
ولم تنشر صحيفة ليكيب الفرنسية خبر اعتزال رونالدو عقب مباراة المنتخب البرتغالي أمام المغرب في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، في العاشر من ديسمبر، عكس ما هو متداول.
منتخب الأرجنتين
جاء في تصريح منسوب لمدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني عقب مباراة الأرجنتين وبولندا، أنّ "الفيفا اختار ميسي رجلًا للمباراة لكنه قرّر منح اللقب لزميله أليكسيس ماك أليستر لأنّه سجل الهدف وكان رائعًا". مضيفًا "ليونيل ميسى مهتم بزملائه أكثر من نفسه وهذا إيجابي، ولن أخرجه من المباريات إن لم يطلب ذلك"، وفي الحقيقة لم يدلِ سكالوني بأيّ تصريحات تفيد بتنازل ميسي عن الجائزة لصالح زميله.
وفنّد فريق مسبار في مدونة بعنوان "هل سيُعاقب ميسي بسبب أحداث مباراة الأرجنتين وهولندا؟ الخبر الذي تداولته وسائل إعلامية ومفاده أنّ الفيفا سيُعاقب لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد الأحداث التي وقعت في مباراة منتخب بلاده أمام نظيره الهولندي. ووجد أنّ (الفيفا) فتح بالفعل تحقيقات متعلقة بسلوك لاعبي المنتخب خلال المبارة، لكن لم يُعلن عن طبيعة هذه العقوبات المحتملة ضد المنتخبين، كما لم يحدد موعدًا زمنيًا للأحكام.
وتحقّق "مسبار" من خبر مفاده أنّ ليونيل ميسي وبعض لاعبي المنتخب الأرجنتيني الذين حصلوا على إنذارات (بطاقات صفراء)، خلال مباراة ربع النهائي السابقة أمام هولندا، سيتغيبون عن المباراة النهائية في حال فازت الأرجنتين على كرواتيا في مباراة نصف النهائي، وحصلوا على إنذارات أخرى في المباراة. وتبيّن أن الادعاء زائف، إذ إنّ البطاقات الصفراء التي حصل عليها لاعبو الأرجنتين في المباريات السابقة ستعدّ غير موجودة، وسيدخل جميع اللاعبين إلى المباريات المُقبلة دون أن يكون بحوزتهم أيّ بطاقة صفراء سابقة.
تصريحات مفبركة على لسان اللاعبين والمدربين
وحول التصريح المنسوب إلى المدير الفني للمنتخب السعودي، الفرنسي هيرفي رينارد، الذي ادّعى ناشروه أنّه أدلى به خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل يوم من مباراة السعودية والمكسيك، وقال فيه "يريدون الفوز على السعودية بنتيجة كبيرة، أعتقد أنهم مشهورون بالمسلسلات فقط". وجد تحقّق "مسبار" أنّه زائف إذ لم تنشره أيّ وسيلة إعلام ذات صدقية.
ولم يُصرّح لاعب كرة القدم الغاني توماس بارتي بأنّ المنتخبات الأفريقية لا تحظى بالدعم الكافي في مونديال قطر.
وراج تصريح زائف نُسب إلى النجم الألماني السابق مايكل بالاك، جاء فيه "كيف نريد الفوز بكأس العالم للرجال، ونحن منذ أن بدأت البطولة ندعم قضية لا تمت للرجال بِصلة؟"، وذلك في إشارة إلى قضية المثلية الجنسية. إذ لم تنشر وسائل إعلام ذات صدقيّة التصريح، كما أنّه غير منشور في أيّ من حسابات بالاك الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتشر تصريح مفبرك للاعب كرة القدم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش حول مونديال قطر 2022، قال فيه "كل شيء رائع في مونديال قطر، ومن يرون عكس ذلك هم الشواذ فقط". وأظهر التحقّق من الادّعاء أنّه زائف ولم ينشر التصريح في حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تنشره أي مواقع رياضية موثوقة.
أما رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم جوزيف بلاتر لم يُصرّح بأنّ كأس العالم لا يمكن أن يكون عربيًا، في الفيديو الذي راج على موقع فيسبوك وتطبيقي تيك توك وواتساب، ووجد "مسبار" أنّ الترجمة التي يتضمنها مقطع الفيديو لتصريحات جوزيف بلاتر مفبركة ولا أساس لها. ويعود الفيديو المتداول إلى مقابلة أجراها بلاتر في مايو/أيار عام 2014 قبيل انطلاق منافسات كأس العالم التي استضافتها البرازيل، آنذاك.
المنتخب المغربي ومونديال قطر 2022
انتشرت على موقع فيسبوك، صورة ذُكر أنّها لإضاءة أبرج عربية بالعلم المغربي بعد فوز المنتخب المغربي على نظيره البلجيكي في منافسات كأس العالم 2022، ووجد التحقق أنّ الادّعاء مضلل، إذ إنّ أغلب الصور قديمة ومنشورة منذ سنوات.
وبعد خسارة المنتخب البلجيكي أمام المغرب، نُسبت تصريحات زائفة للّاعب البلجيكي كيفين دي بروين عن المنتخب المغربي، وللمدير الفني للمنتخب البلجيكي، روبرتو مارتينيز ، اتضح أنّها زائفة ومُختلقة، ولا أساس لها من الصحة.
ولم يُصنّف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المغرب في المرتبة 12 عالميًا، فالادّعاء زائف ولا يزال المغرب يحتل المرتبة 22 عالميًا حسب آخر تحديث للتصنيف العالمي، والذي صدر بتاريخ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وراجت على موقع فيسبوك صورة ادّعى ناشروها أنّها تُظهر حجابًا على مرمى المنتخب المغربي خلال مباراة ربع النهائي الأخيرة من مونديال قطر 2022، أمام البرتغال، بعدما وجدته لجنة مراقبة المباراة. ونُشر الادّعاء في سياق الإشارة إلى استعمال أعمال السحر لحماية مرمى المنتخب المغربي من الأهداف، لكن تحقّق "مسبار" بين أنّه زائف، إذ نشرت صحيفة الوسط البحرينية الصورة الأصلية في ديسمبر عام 2015.
مباراة المغرب وفرنسا خلال مونديال قطر 2022
تداولت مواقع إلكترونية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعت أنّه لهتافات مؤيدة للإسلام وللنبي محمد أطلقتها الجماهير في استاد البيت خلال مباراة المغرب وفرنسا في نصف كأس العالم قطر 2022. وأظهر التحقّق أنّ الادّعاء زائف، والفيديو مفبرك وتمّ تركيب صوت الهتافات على الفيديو الأصلي، والذي يعود إلى ترديد الجماهير المغربية النشيد الوطني قبل مباراة دور الستة عشر من كأس العالم قطر 2022، أمام المنتخب الإسباني.
وفي ادّعاء زائف آخر، جرى تركيب صوت الهتاف والغناء لفلسطين على مقطع فيديو، عبر حساب على موقع تيك توك نشره في الثاني من ديسمبر الجاري، واستخدم خاصية إضافة الأصوات التي يوفرها التطبيق. وأُعيد تداول المقطع مضافًا إليه صوت الغناء لفلسطين، لاحقًا، على أنّه من مباراة المغرب وفرنسا، في حين أنّ الفيديو يُصوّر مشاهد من مباراة المغرب وكندا في دوري المجموعات في مونديال قطر 2022، التي جرت في الأول من ديسمبر الجاري.
ومن جانب آخر لم يعتدِ مواطنون بلجيكيون على مواطنين عرب، عقب خسارة المنتخب البلجيكي أمام المغربي في الدور الأول من مونديال قطر 2022.
ونُشرت أخبار مضللة أخرى رصدها "مسبار" منها مقطع فيديو زعم ناشروه أنه لاعتداء على حافلة المنتخب البرازيلي بعد عودته إلى البلاد، لكن تبين أنه مضلل ولم يعتدِ برازيليون على حافلة لاعبي منتخب بلادهم، برشقهم بالبيض والحجارة بعد خروجهم من بطولة كأس العالم قطر 2022، فالفيديو المُتداول قديم ومنشور على موقع يوتيوب منذ 26 مارس/آذار عام 2018.
يعرض هذا التقرير جزءًا مما رصده فريق مسبار من أخبار كاذبة ومضلّلة حول مونديال قطر والتي يمكنكم متابعتها أولًا بأول من هنا.