هذه المدونة ترجمة لمقال نشره موقع نيكستجوف.
وفقًا لدراسة جديدة أجراها أستاذ علم الاتصالات جوزيف والتير وطلاب دراسات عليا من جامعة كاليفورنيا، في مركز سانتا باربرا لتكنولوجيا المعلومات والمجتمع، اختبرت أثر الموافقة الاجتماعية على اعتقاد الناس بالأخبار الزائفة، وجدوا أنه كلما زاد عدد الإعجابات بمحتوى زائف زادت قابلية الناس لتصديقه. إلا أنّ اللافت بنتائج الدراسة هو أن أثر الموافقة الاجتماعية على التصديق بالأخبار الزائفة لوحظ فقط في حالة الأخبار السيئة، والتي تستهدف الأحزاب المغايرة لتوجهات الأشخاص الذين تم اختبارهم.
يقول والتير "مفهوم أنّ الأشخاص يصدّقون الأخبار الزائفة خاصة عندما تتماشى مع معتقداتهم، لذا فقد ركز هذا البحث على الجانب الاجتماعي لمواقع التواصل، والمتمثّل بالتفاعلات والموافقة على المحتوى بين المستخدمين".
في موقع تويتر، يعبّر رمز القلب عن الإعجاب بالمحتوى والموافقة عليه، بينما على سبيل المثال قد يعبّر عن ذلك في موقع فيسبوك رمز الإبهام للأعلى. وعندما يشارك أحدهم محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ويستقبل العديد من رموز الإعجاب والموافقة، فذلك يُعدّ عاملًا مساعدًا للاعتقاد بأنّ ما شاركه هو بالفعل محتوى صحيح.
العلاقة بين زيادة الإعجاب بالمحتوى ومدى تصديق المستخدمين له
لاختبار النظرية القائلة بأن زيادة عدد الإعجابات بالمحتوى يؤثر على الاعتقاد به، أنشأ الباحثون قصصًا إخبارية مزيفة من وحي الواقع، ونشروها على موقع ويب مشابه لتلك المواقع التي يستخدمها ناشرو الأخبار الزائفة، بمجال رقمي يحمل اسم cmcnewsnow.com.
أظهر الموقع قصتين إيجابيتين وقصتين سلبيتين، تصف كل منهما مسؤولين منتخبين في كاليفورنيا (غير موجودين بالحقيقة). وتحدثت إحدى القصص الإيجابية عن جهود مسؤول للحصول على المزيد من "معدات الحماية الشخصية" للعاملين في المشافي على علاج مرضى فايروس كوفيد-19.
فيما زعمت قصة سلبية أنّ أحد أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا كان بدون قناع عندما صافح ناخبين خارج محل بقالة (وهمي). كانت هناك نسختان من كل قصة، ميزهما الباحثون بحرف D كإشارة للحزب الديمقراطي، والحرف R كإشارة للحزب الجمهوري، ومن ثم أٌرسلت رسائل تشويقية حول القصص من خلال حسابات مزيفة على موقع تويتر، أُنشئت أيضًا في سياق الدراسة.
شارك أكثر من 600 مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في الدراسة المكونة من جزأين، وطُلب منهم إلقاء نظرة على اثنتين من التغريدات والقصص الإخبارية المرتبطة بهما، ومن ثم إعادة تغريد التي اعتقدوا أن على الآخرين قراءتها، وإضافة تعليق من قبلهم يشجع الآخرين على القيام بالأمر نفسه.
عشرون باحثًا جامعيًا ساهموا بالدراسة من خلال الإعجاب بمحتوى التغريدات بشكل عشوائي، وفي المحصّلة لم تتلق بعض التغريدات أي إعجاب، بينما تلقت الأخرى 5 أو 10 أو 15 أو 20. (وهذا ضمن المعدل لعدد الإعجابات التي تحرزها تغريدات غير المشاهير).
بعد أيام قليلة ذهب المشاركون لإنهاء الدراسة فراجعوا تغريداتهم وعدد الإعجابات التي حصلوا عليها، وأشاروا إلى ما إذا كانوا قد حاولوا التحقق من صحة القصة المتداولة، ثم استكملوا تعبئة أسئلة الاستبيان التي تقيس توجهاتهم السياسية.
نتائج الدراسة
أشارت النتائج إلى أنّ مجرد إعادة تغريد قصة ما، لم يؤثر على تصورات المشاركين كما لم تفعل أي محاولة للتقصي حقيقة القصة. ولاحظ الباحثون أنّ المشاركين فضّلوا السياسيين الذين تم تصويرهم بصورة إيجابية، سواء كانوا ينتمون إلى حزبهم أو الحزب السياسي الآخر.
أما بالنسبة للأخبار السلبية فكانت النتائج مختلفة، إذ تبيّن أنه عند إعادة تغريد قصة إخبارية سلبية، فإنّ عدد الإعجابات يؤثر على درجة تصديق القصة بشكل مباشر عند المشاركين الذين ينتمون للحزب السياسي المغاير.
وعن نتائج الدراسة قال والتر "ليس مجرد قراءة القصص الإخبارية الكاذبة هو الذي يصنع الفارق، حتى مشاركة قصة مع الآخرين ليست الفيصل هنا. عندما يتعلق الأمر بالصور المدمرة والمشوهة للسياسيين وهي النوع الأكثر شيوعًا والأكثر خطورة من المعلومات المضللة، فإنّ الموافقة الاجتماعية مع القصة المزيفة في منصات وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تضخم المعتقدات الخاطئة".
اقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة حصول ميسي على جائزة سوبر بالون دور؟
أبرز الشائعات التي طاولت مشاركة المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022
