نشرت صحف ووسائل إعلام، حديثًا، تقارير تُفيد بتزوير النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، جورج سانتوس سيرته الذاتية.
وذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز في مقال نشرته بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أنّ سانتوس (34 عامًا)، متهم بجرائم احتيال في البرازيل وأنّه زوّر سيرته الذاتية والدراسية وأصول عائلته وطريقة موت والدته ومصدر ثروته، الأمر الذي أكّدتi شبكة بي بي سي في تقرير لها.
النائب الجمهوري ذكر في سيرته الذاتية أنه عمل في شركتي سيتا غروب وغولدمان ساتش، لكن لم يكن لدى أي من الشركتين سجلّات وظيفته، وذلك ما أوضحته مراجعة صحيفة ذا نيويورك تايمز للوثائق القانونية في الولايات المتحدة والبرازيل.
كما أكّدت الصحيفة أنّ المسؤولين لم يتمكنوا في كلية باروخ، التي قال السيد سانتوس إنه تخرّج منها في عام 2010، من العثور على أيّ سجل تتضمن اسمه وتاريخ ميلاده. إذ ادّعى سانتوس أنّه حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والتمويل.
ولم يستجب سانتوس لطلبات متكررة من الصحيفة الأميركية بتقديم وثائق أو سيرة ذاتية موثوقة، من شأنها أن تساعد في إثبات المعلومات التي روجها خلال حملته الانتخابية، كما رفض إجراء مقابلة معه.
وقال محامي سانتوس، جو موراي، في بيان له "ليس من المستغرب أن يكون لعضو الكونغرس المنتخب سانتوس أعداء في صحيفة ذا نيويورك تايمز، يحاولون تشويه سمعته بهذه المزاعم التشهيرية".
وقال سانتوس إنّ أصول والدته فاطمة ديفولدر تنحدر من مهاجرين فروا من اضطهاد اليهود في أوكرانيا ومن الحرب العالمية الثانية في بلجيكا، لكنّ السجلات تُظهر أنّ والدة النائب التي توفيت في عام 2016، عاشت لفترة في مدينة نيتيروي البرازيلية، إحدى ضواحي ريو دي جانيرو حيث عملت كممرضة. وذكرت أنّه بعدما حصل على شهادة معادلة الثانوية العامة، من الواضح أنه قضى بعض الوقت هناك.
وفي عام 2008 عندما كان سانتوس في التاسعة عشرة من عمره، سرق دفتر شيكات رجل كانت والدته تعتني به، وفقًا لسجلات المحكمة البرازيلية التي كشفت عنها الصحيفة. وتُظهر سجلات الشرطة والمحكمة أنّ سانتوس استخدم دفتر الشيكات لإجراء عمليات شراء احتيالية، بما في ذلك زوج من الأحذية، وبعد ذلك بعامين، اعترف سانتوس بارتكاب الجريمة لكنه لم يمثل أمام المحكمة، ولم تتمكن الأخيرة من معرفة عنوانه الجديد.
معلومات مضلّلة بخصوص أصول عائلة سانتوس
وفي ديسمبر الفائت كشفت شبكة سي إن إن وموقع فورورد، أنّ سانتوس زعم أنّ جده لأمه، كان في الأصل من أوكرانيا وهرب إلى البرازيل من النازية.
وفي رواية أخرى قال إنّ أجداده تحولوا إلى الكاثوليكية أثناء صعود النازية في بلجيكا بعد فرارهم من جوزيف ستالين والاتحاد السوفيتي، وأنّ عائلته غيّرت اسمها لتنجو من النازية. إلا أنّ علماء أنساب أكّدوا أنه لا يوجد دليل على هذه المزاعم، بل هناك تحريفات من قبل سانتوس لتاريخ عائلته، ولا تظهر السجلات من متحف الهولوكوست والمركز الدولي للاضطهاد النازي، والتي تحتوي على سجلات عن اللاجئين اليهود، أيّ ذكر لأجداد سانتوس أو إشارة إلى كونهم كانوا يهودًا.
وقال سانتوس في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت "أنا فخور جدًا بميراثي اليهودي، وبقصة أجدادي. جدي يفر من أوكرانيا، ويفر من اضطهاد ستالين، ويذهب إلى بلجيكا، ويجد ملجأ هناك، ويتزوج جدتي، ثم يفر من هتلر متوجهًا إلى البرازيل. هذه قصة مثابرة. أنا فخور جدًا. أعني كنت أتمنى أن ألتقي بجدي".
وفي مقابلة أخرى في وقت سابق من العام الجاري قال "نجا أجدادي من المحرقة، لذا فإنّ الأنظمة الاشتراكية والماركسية هذه لا تعمل، ويتبعها الكثير من الأذى، ونحن نشهد ذلك حاليًا وما يحدث في أوكرانيا مع الروس".
كيف توفيت والدة سانتوس؟
وفي 29 ديسمبر الفائت، كشفت صحيفة ذا نيويورك بوست، أنّ موقع حملة سانتوس على الإنترنت، قال إنّ والدة سانتوس "كانت في مكتبها في البرج الجنوبي في 11 سبتمبر 2001، عندما اندلعت الأحداث المروعة في ذلك اليوم. لقد نجت من الأحداث المأساوية التي وقعت في 11 سبتمبر، لكنها توفيت بعد سنوات قليلة عندما خسرت معركتها مع السرطان". كما قال سانتوس إنّ أحداث 11 سبتمبر كانت السبب في وفاة والدته.
وبيّنت وسائل إعلام أنّ والدة سانتوس فاطمة أ. ديفولدر توفيت في 23 ديسمبر 2016، بعد أكثر من 15 عامًا وثلاثة أشهر من الهجمات، في مركز رعاية المسنين في لونغ آيلاند بعد يوم من الاحتفال بعيد ميلادها الـ 64.
وقالت الصحيفة في حال تصوّر أحدهم أنّ فاطمة ديفولدر أصيبت بالسرطان من السموم التي أطلقها انهيار البرجين التوأمين، فلا يوجد دليل على أنها كانت في المنطقة ذاتها حينذاك، أو بالقرب منه أثناء الهجوم أو بعده مباشرة.
وقد ورد في نسخةٍ سابقة من موقع سانتوس الإلكتروني أنّ والدته كانت تعمل كمديرة تنفيذية مالية، لكنّ سجلات التوظيف العامة التي حصلت عليها إن بي سي نيوز، أشارت إلى أن صاحب عملها الوحيد المسجل كان شركة واردات في كوينز التي توقفت عن العمل في عام 1994.
ردّ سانتوس على التشكيك بصحة سيرته الذاتية
وفي مقابلة مع أكثر من صحيفة، اعترف سانتوس بأنه كذب بشأن تعليمه الجامعي وتاريخه الوظيفي وخلفيته الدينية، وقال "ذنوبي هنا تزين سيرتي الذاتية.. أنا آسف"، مضيفًا "نحن نقوم بأشياء غبية في الحياة". هذا وقد أعلنت المدعية العامة لمقاطعة ناسو في ولاية نيويورك، آن دونيلي، أن مكتبها بدأ تحقيقًا في قضية سانتوس، وقد يواجه النائب عددًا من التهم.
المصادر: