تتناقل حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام، تعليقًا منسوبًا إلى المتحدث باسم الخارجية الأميركية في رد له على سؤال حول واقعة حرق المصحف الأخيرة في السويد أمام السفارة التركية، جاء فيه"نحن نحترم حرية التعبير، حتى لو كانت استفزازية".
قال المتحدث الأميركي إن حرق كتب مقدسة هو عمل مهين للغاية
راجع"مسبار" تصريحات الخارجية الأميركية حول واقعة حرق المصحف أمام سفارة تركيا في السويد، وتبين أن التصريح المنسوب للمتحدث باسم الخارجية الأميركية غير دقيق.
إذ نددت الولايات المتحدة بقيام يميني متطرف دنماركي يحمل الجنسية السويدية بإحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، مشيرة إلى أن هذا العمل ربما يكون استهدافًا لوحدة الصف داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس يوم الاثنين 23 يناير/كانون الثاني الجاري، في مؤتمر صحفي، نقلته الخارجية الأميركية عبر موقعها، إن "حرق كتب تعد مقدسة للكثيرين هو عمل مهين للغاية"، كما وصفه بالعمل "البغيض والكريه والمثير للاشمئزاز".
وأضاف برايس أن حرق المصحف كان عمل شخص "يهدف إلى الاستفزاز"، مشيرًا إلى أنه ربما كان الهدف منه التأثير على المناقشات الجارية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.
ودافع المتحدث باسم الخارجية الأميركي عن موقف السويد التي قال إنها تدعم "حرية التجمع"، مضيفًا أن حرية تكوين الجمعيات وحرية التعبير تمنح الناس "الحق في القيام بأعمال قد تكون بغيضة، أو مثيرة للاشمئزاز".
نيد برايس يعلق على الأمر مرة أخرى في اليوم التالي
وفي اليوم التالي، الموافق لـ 24 يناير الجاري، خلال المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، سُئل مرة أخرى عن الواقعة، ووجه له صحفي سؤالًا "هل ستدين سيدي، حرق القرآن أم تعتقد أن هذه مسألة حرية تعبير؟".
ورد برايس قائلًا "لذلك يمكننا القيام بأمرين في وقت واحد. يمكننا أن نوضح تمامًا أن فعلًا كهذا أمر يستحق اللوم، إنه مقرف وحقير وبغيض، حتى ونحن نتمسك بالمبادئ التي تسمح بحدوث شيء كهذا".
وأضاف "الحقيقة، وقد ذكرت هذا بالأمس، في ديمقراطيتنا رأينا أفعالًا قد نسميها قانونية لكنها فظيعة. أعتقد أن هذا يقع ضمن تلك الفئة".
وأكمل"أريد أن أكون واضحًا للغاية أنه لا أحد في هذه الإدارة يعبر عن أي درجة من الدعم على الإطلاق لهذا العمل الدنيء الذي حدث. بل على العكس تمامًا، لكننا أيضًا نضيف سريعًا أن السويد هي ديمقراطية نابضة بالحياة، والسبب في حدوث شيء كهذا في بلد مثل السويد هو على وجه التحديد بسبب طابعها الديمقراطي". موضحًا "على وجه التحديد لأن السويد تدعم حرية التعبير وحرية التجمع. وعندما توفر للناس تلك الحريات، عندما تحافظ على تلك الحريات، فإنهم يتخذون أحيانًا قرارات رهيبة، يفعلون أشياء فظيعة".
أردوغان يعلق على حرق المصحف في السويد
يذكر أن السويد وفنلندا تسعيان إلى الانضمام إلى حلف الناتو، ولكن ذلك يتطلب موافقة تركيا العضو في الحلف.
وبعد حرق المصحف، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن السويد يجب ألا تتوقع دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي في أنقرة "إذا كنتم لا تحترمون المعتقدات الدينية لتركيا أو المسلمين، فلا تنتظروا منا أي دعم فيما يتعلق بعضويتكم في الناتو".
وأوضح أردوغان أن "هذا الفعل القبيح في السويد هو إهانة لكل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس، وعلى رأسهم المسلمين".
حرق نسخة من القرآن أمام سفارة تركيا في ستوكهولم
وجاء تداول الادّعاء، بعدما سمحت السلطات السويدية لزعيم حزب الخط المتشدد الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، بالتظاهر أمام السفارة التركية في السويد والذي شجعه بعض الصحافيين على حرق سخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، يوم السبت 21 يناير الجاري.
إدانات عربية وإسلامية احتجاجًا على حرق المصحف
وأدانت دول عربية وإسلامية سماح السلطات السويدية ليميني متطرف بحرق نسخة من القرآن قرب السفارة التركية في ستوكهولم عاصمة السويد، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه في أثناء ارتكابه لعملية الحرق.
وقد استدعت الخارجية التركية سفيري هولندا والسويد في أنقرة، وأبلغتهما احتجاجها على الاعتداء الذي طال المصحف، محذرة من تلك الممارسات. كما خرجت مظاهرات في تركيا احتجاجًا على الأمر.
المصادر:
United States Department of State
United States Department of State
اقرأ/ي أيضًا
فيديو قديم لحرق نسخة من القرآن وليس من الواقعة الأخيرة لحرقه في السويد
فيديو خطاب أردوغان قديم وليس بعد واقعة حرق القرآن الأخيرة في السويد
