نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الأخيرة، مقطع فيديو ادّعت أنه يظهر اعتداء بالضرب على فتاة مسلمة، فيما قال آخرون أنه لحادثة اعتداء استهدفت فتاة من أقليات الداليت.
ويُظهر المشهد ضرب فتاة بالعصي والحجارة وركلها وسحلها من شعرها، من قبل مجموعة من الرجال والنساء.
ولكن، ما سبب الاعتداء على الفتاة الظاهرة في المقطع؟
نشرت وسائل إعلام هندية ودولية مقطع الفيديو في يوليو/تموز عام 2021، وقالت إنّه يوثق تعرض فتاتين شقيقتين للضرب، من قبل أفراد أسرتهما في منطقة دار الواقعة في ولاية ماديا براديش الهندية، بسبب تحدثهما مع أبناء عمومتهما عبر الهاتف.
تحذير: يحتوي الفيديو على مشاهد قد تكون مزعجة للبعض
وقالت شبكة تلفزيون "إنديا توداي" الناطقة باللغة الإنجليزية، إنّ المارة صوّروا الحادثة ونشروا الفيديو، وأضافت أن الفتاتين اللتين تتراوح أعمارهما بين 19 و20 سنة، تقدمتا بشكوى إلى مركز الشرطة.
ونقلت الشبكة عن مسؤول في مركز الشرطة قوله، إنهم أخضعوا الفتاتين للفحص الطبي واعتقلوا سبعة أشخاص كان لهم علاقة بالحادثة التي وقعت في قرية بيبالوا في يونيو/حزيران عام 2021.
من جهتها، نفت شرطة ولاية أتر براديش الهندية عبر حسابها في موقع تويتر، الادعاء الذي تم تداوله مؤخرًا في الهند أيضًا، بأن المشاهد نعود إلى اعتداء على فتاة من طاائفة الداليت هناك، ووضّحت أن الحادثة وقعت في منطقة دار في ولاية ماديا براديش عام 2021 وليس حديثًا.
تصاعد حوادث وخطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند تصاعد خلال الأشهر القليلة الفائتة، عقب تصريحات مسيئة للإسلام وللنبي محمد، صدرت عن مسؤولين في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.
وشهدت الهند تظاهرات واسعة احتجاجًا على تلك التصريحات أدت إلى مواجهات بين عناصر الأمن والمحتجين، الذين اعتبروا أن التصريحات تمثل امتدادًا لسياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وتبرر العنصرية ضد المسلمين.
“إن موجة الكراهية ضد المسلمين في الهند ليست جديدة ولكنها تصاعدت منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى الحكم، وتدهورت عام 2019، مع إقرار البرلمان الهندي تعديلات على قانون المواطنة الصادر عام 1955”، وفقًا لتقرير لشبكة بي بي سي.
ويسمح التعديل للمهاجرين البوذيين والهندوس والمسيحيين وغيرهم من الهاربين من الاضطهاد الديني في الدول المجاورة، بالحصول على الجنسية الهندية، واستثنى المهاجرين المسلمين.
وبرر الحزب الحاكم في الهند استثناء المسلمين من ذلك التعديل بقوله، إن “المسلمين ليسوا أقليات مضطهدة في البلدان المجاورة، ما اعتبره البعض مخالفًا للدستور ولمبادئ حقوق الإنسان لأنه يستثني جماعة ما من الحصول على الجنسية بسبب ديانتها”.
من هم الداليت؟
ومن الجدير بالذكر أن الداليت هي إحدى طوائف الهندوسية، وتعد من الأقليات التي تحتل مرتبةً دنيا في قاع التسلسل الهرمي للمجتمع الهندي، ويقدّر عدد المنتمين إليها بنحو 250 مليون نسمة.
وبحسب تقارير المنظمات الحقوقية، فإن هذه الطائفة المصنّفة على أساس النسب، تعاني من التهميش والإقصاء في مجتمعاتها، وتُرصد حوادث عنف يومية عديدة ضد المنتمين لهذه الطائفة.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
الصورة من الهند وليست لمشجعين مزيفين في مونديال قطر
فيديو دخول مشجعين هنود إلى ملعب الملز قديم وليس من مباراة الشباب والنصر الأخيرة
