بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى فجر يوم الأربعاء الخامس من إبريل/نيسان الجاري، واعتدائها على المعتكفين داخله واعتقال المئات، نشرت بعض الحسابات مقطع فيديو ادّعت أنّه يوضح "التمثيلية" التي افتعلها بعض الفلسطينيين وبعض أفراد حركة حماس في المسجد، وأنهم استخدموا الألعاب النارية ليُظهروا أن هناك عملية اقتحام للمسجد لجلب التعاطف.
فهل يُظهر الفيديو مشاهد مفتعلة؟
قام "مسبار" بالتحقق من المقطع المتداول وتبين أنّه مجتزأ من فيديو نشرته وكالة الأناضول في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذكرت أنّه لاقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
ويظهر المقطع عدة مشاهد منها دخول القوات الإسرائيلية المسجد والاعتداء على المصلين.
ونشرت وسائل إعلامية مشاهد مختلفة للحظة مداهمة قوات الاحتلال المسجد الأقصى، بعضها نقلًا عن الشرطة الإسرائيلية، ويظهر في المشاهد أن الشبان الذين كانوا داخل المسجد حاولوا التصدي لجنود الاحتلال ومنعهم من اقتحام المسجد الأقصى.
ووجد "مسبار" أن شبكة القسطل من الداخل الفلسطيني وثقت عملية الاقتحام على مدار الساعة في مقاطع فيديو وصور.
من يروج لمزاعم المشاهد المفتعلة لجلب التعاطف؟
أجرى "مسبار" تحليلًا لبعض الحسابات التي نشرت مقطع الفيديو وقالت إنّه لمشاهد مفتعلة من بعض الفلسطينيين وحماس، وتبين أنها حسابات تنشر وتروج لبعض الروايات الداعمة للاحتلال باستمرار وتعمل على تشويه الرواية الفلسطينية.
كما تروج لإسرائيل كدولة إنسانية لا ترتكب العنف وضحية للإرهاب، ما يؤدي إلى تضليل الرأي العام عن عمليات الاقتحام والاعتداءات المستمرة والتنكيل. كان أبرزها حساب مالك الدوسي الذي نشر المقطع وروج للرواية المتداولة بأنها مشاهد تمثيلية.
ليست المرة الأولى التي يروج فيها حساب الدوسي لروايات تدعم الاحتلال وتُسيء للفلسطينيين، إذ كان من الحسابات التي شككت في مقتل محمد الدرة على يد جنود إسرائيليين ونشر تغريدة مضللة عن الموضوع. كما شارك ونشر عشرات التغريدات الأخرى التي تروج لادعاءات مضللة عن الفلسطينيين، منها العديد من الروايات التي سبق لـ"مسبار" التحقق منها وتفنيدها.
وكان حساب مجد بن سلطان ضمن الذين روجوا للمقطع مع ادعاء أنها تمثيلية، ودائمًا ما ينشر ويشارك أيضًا ادعاءات مضللة ومفبركة عن الفلسطينيين وروايات داعمه لإسرائيل.
كما نشر حساب اسمه "عز الوطن" المقطع مع الادعاء نفسه، وبالبحث في نشاط الحساب اتضح أنه يعمل بشكل مستمر على تشويه صورة الفلسطينيين، وروج أيضًا في الرواية التي شككت في مقتل محمد الدرة على يد جنود إسرائيليين، وادعاءات مضللة أخرى.
ولاحظ "مسبار" وجود العديد من الحسابات الإسرائيلية التي قامت بالترويج للمقطع وساهمت في نشر الرواية التي تدعي أنه لمشاهد تمثيلية لجذب التعاطف، في محاولة لتضليل الرأي العام عن القصة الأصلية لاقتحام المسجد الأقصى.
وكان حساب الصحفي الإسرائيلي المقرب من أجهزة الأمن والسلطة الإسرائيلية إيدي كوهين، ضمن هذه الحسابات.
عملية إخلاء المسجد لإقامة شعائر عيد الفصح اليهودي
جاءت عملية اقتحام المسجد الأقصى في إطار سعي قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء المسجد من المعتكفين قبل عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ من الأربعاء الخامس من إبريل الجاري حتى 13 من الشهر ذاته، والذي يدخل بمناسبته مجموعة من المستوطنين إلى باحة المسجد لإقامة شعائرهم، وهو ما أدى لاشتباك القوات الإسرائيلية مع المعتكفين داخل المسجد والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات وإلقاء القبض على المئات منهم لإخلاء المسجد.
ومن خلال مقاطع الفيديو التي رصدها "مسبار" وتحقق من صحتها، أظهرت اللقطات إلقاء قنابل الصوت على المعتكفين وقطع التيار الكهربائي عنهم في المسجد القبلي وتحطيم باب العيادة الطبية. كما تُظهر اللقطات اعتداء قوات الاحتلال على النساء في باحات المسجد واقتيادهم للاعتقال. كما أظهرت لقطات أخرى تكبيل المعتقلين داخل المسجد وذلك أثناء التعدي عليهم بالهراوات.
وأثناء ذلك، اقتحمت جماعات يهودية متطرفة باحات الأقصى تحت حراسة مشددة والتي دعت إلى ذبح القرابين بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي داخل المسجد.
مئات المعتقلين وعشرات الإصابات والتعدي على طواقم الهلال الأحمر
في آخر تحديث لها، صرحت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية باعتقال حوالي 500 فلسطيني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على إثر الاقتحام. كما استنكر بيان للهلال الأحمر الفلسطيني اعتداء قوات الاحتلال على طواقم الهلال الأحمر بإطلاق الرصاص المطاطي عليهم وإلقاء قنابل الصوت والاعتداء على المركبات بالهراوات؛ ما أدى إلى إصابة العديد من أفراد طواقم الهلال الأحمر وتضرر بعض المركبات، وذلك لمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى لإسعاف المصابين، على حد وصف البيان، وهو ما جعلهم لا يستطيعون التعامل سوى مع 12 إصابة فقط من مجمل الإصابات، التي لم تذكر عددها الإجمالي.
كما يذكر البيان أن الهلال الأحمر استطاع نقل 25 مصابًا إلى المشفى في منطقة عطاروت وذلك بعد الإفراج عنهم بعد اقتيادهم للاعتقال أثناء الاقتحام.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
من يقود حملات التشكيك في مقتل محمد الدرة على تويتر؟
ادعاءات مضللة لوزير المالية الإسرائيلي عن تاريخ الشعب الفلسطيني
