تداول نشطاء ومستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الفائتين، خبرًا يدعي أن الصحفي التركي الشهير عصمت أوزجيليك صرّح لقناة سي إن إن النسخة التركية، بأنه حصل على معلوماتٍ خاصة من محادثات جرت بين المرشح الرئاسي المنافس لأردوغان كمال كليجدار أوغلو وعضو البرلمان وقائد حزب النصر أوميت أوزداغ، تفيد بأن كليجدار أوغلو سيسحب الجنسية التركية من السوريين المجنّسين في تركيا ويسلّمهم للولايات المتحدة كي تنقلهم من تركيا الى مناطق شرقي الفرات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
خطة لترحيل السوريين بالتنسيق مع الولايات المتحدة
تحدث عصمت أورجيليك بالفعل لقناة سي إن إن النسخة التركية، مساء السبت الفائت 20 مايو/أيار ضمن برنامج "ماذا يحدث؟" رفقة الصحفيين أوزاي شندير وجوربوز إيفرين عن توقعات الجولة الثانية من الانتخابات والطرف الذي سيعلن سنان أوغان دعمه له وتصريحات كليجدار أوغلو عن أن ما جرى كان "استفتاءات وليست انتخابات"، ومدلولات ذلك.
وبدأ عصمت أورجيليك حديثه عند الساعة 1:54 من توقيت الحلقة، وقال إنّ مسؤولًا لم يصرح عن اسمه أو هويته من حزب الشعب الجمهوري -الذي يرأسه كليجدار أوغلو- قال له إن خطة الحزب فيما يتعلق باللاجئين السوريين هي أن يتم ترحيلهم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية إلى مناطق صناعية جديدة ستشيّدها الأخيرة في مناطق أورفا وهاتاي وماردين وبالقرب من المناطق الكردية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ولن تتم إعادتهم إلى سوريا، بحسب حديثه. فيما لم يأتِ على ذكر سحب الجنسية من السوريين.
وقال عصمت أورجيليك أن ذلك يأتي ضمن خطط الولايات المتحدة لإنشاء حكومة مستقلة بقيادة حزب العمال الكردستاني في المناطق الكردية وتعزيز علاقاتها مع إسرائيل، ما يشكل خطرًا أمنيًا على تركيا، فيما اقتصر حديثه على اللاجئين في تركيا، ولم يتحدث عن السوريين الحاملين للجنسية التركية، كما بنى حديثه على تسريب مزعوم من أحد مسؤولي الحزب المعارض ليس على محادثة بين كليجدار أوغلو و أوميت أوزداغ.
نظرية "إسرائيل الجديدة" جنوب شرق تركيا
يتماشى كلام عصمت أورجليك لقناة سي إن إن النسخة التركية مع مقال رأي نشره في صحيفة إيدنلك التركية يوم الأحد 21 مايو الجاري، بعنوان "خطة حزب الشعب الجمهوري في سوريا خطيرة للغاية" نشر فيه المزيد من التفاصيل حول ذلك الادعاء. وكتب فيه أن اللاجئين السوريين عنصر فعال في خيارات الناخبين، إذ علم من مسؤول كبير في حزب الشعب الجمهوري أنه يتم التخطيط لمشكلة أمنية خطيرة لتركيا.
وجاء في مقاله: "اسمحوا لي أن ألخص بإيجاز: اعتقدنا أنهم سيتعاونون مع دمشق، لكن تبين أن نواياهم الأصلية كانت مختلفة. إذ يصف كبار أعضاء حزب الشعب الجمهوري خططهم على النحو التالي: سوف يتعاونوا مع الأميركيين، الذين سينشئون مناطق صناعية في تركيا وشرقي الفرات، يرسلون السوريين إليها".
وكتب في مقاله أن حزب الشعب لم يتحدث مع بشار الأسد بشأن اللاجئين السوريين وتحدث بدلًا من ذلك إلى الأميركيين لأنهم وعدوا بإنشاء "مناطق صناعية مؤهلة" في شرقي الفرات، حيث المناطق التي تسيطر عليها الأحزاب الكردية مثل حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وإرسال السوريين إليها.
وذلك بهدف إقامة دويلة حزب العمال الكردستاني برعاية أميركية لربط المنطقة بإسرائيل وأمريكا بحماية 80 ألف جندي أميركي، واختتم مقاله بعبارة "لتوحيد كردستان اقتصاديا، المقسمة إلى أربع دول (!). ثم لتأسيس إسرائيل الثانية"، ولم يأتِ كذلك على توضيح مصادره أو ذكر أي خطط متعلقة بالسوريين حملة الجنسية التركية.
هل يستطيع كليجدار أوغلو سحب الجنسية التركية؟
يمكن للسلطات التركية سحب الجنسية من المواطنين، لكن قرار السحب هو قرارٌ رئاسي فقط ويصدر لكل حالةٍ بشكل مفرد حسب معطياتها. وهناك 4 أسباب يمكن أن تؤدي إلى فقدان الجنسية التركية، وعندما تكتشف السلطات التركية وجود أحد هذه الأسباب، فإنها تحيل النتائج التي توصلت إليها إلى مكتب الرئاسة التركية، وتكون سلطة اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن في يد الرئيس التركي فقط، والأسباب الأربعة هي كما يأتي:
- إذا كان الشخص يحمل الجنسية التركية وثبت بالدليل أنه يعمل طوعًا لمصلحة دولة أجنبية وكانت خدماته لتلك الدولة لا تتوافق مع مصالح تركيا، وفي هذه الحالة، لا يتم سحب الجنسية على الفور، بل تحث السلطات التركية الشخص المعني على ترك ذلك العمل في غضون 3 أشهر، وإذا لم يمتثل لأمر السلطات، فإنه يفقد الجنسية التركية.
- إذا كان مواطن تركي يعمل طواعية لمصلحة دولة أجنبية في حالة حرب رسميًّا مع تركيا دون إذن حصري من الرئيس التركي، وتجدر الإشارة إلى أن تركيا وسوريا، رغم تضارب المصالح والمواقف خلال السنوات الماضية، إلا أن كلتا الدولتين لم تعلن الحرب رسميًا على الأخرى.
- إذا التحق شخص تركي طواعية بالخدمات العسكرية لدولة أجنبية دون إذن من السلطات التركية.
- إذا ثبت ارتكاب مواطن تركي إحدى الجرائم المنصوص عليها في المواد 302 و309 و310 و311 و312 و313 و314 و317 من قانون العقوبات التركي (وجميعها جرائم تدخل في حيز الجرائم ضد أمن الدولة التركية والنظام الدستوري لتركيا)، وفي هذه الحالة أيضًا، إذا كان هذا الشخص بعيد المنال لأنه فرّ من تركيا هربًا من التحقيق والمحاكمة، فلا تسقط عنه الجنسية فورًا، بل تحثّه وزارة العدل على العودة إلى تركيا خلال 3 أشهر، ويفقد الجنسية في حال عدم امتثاله لذلك.
كما أن هناك سبب واحد لسحب الجنسية التركية يتعلق بالمواطنين الأتراك المجنّسين فقط دونًا عن الأصليين، وهو إذا اكتشفت السلطات التركية أن الجنسية قد تم الحصول عليها ببيان كاذب أو بإخفاء حقائق أساسية كان من الممكن أن يكون لها تأثير في الحصول على الجنسية. عند الشك في حدوث ذلك، فإن وزارة الداخلية تباشر التحقيق في الموضوع وتسحب الجنسية بناء على أي دليل تجده يثبت صحة ذلك الشك.
نتائج الانتخابات الرئاسية التركية
وانتهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية اليوم الأحد 28 مايو، بين المرشحين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب الشعب كمال كليجدار أوغلو، وفاز أردوغان بفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، بعد حصوله على نسبة 52.09 بالمئة مقابل 47.91 لصالح كمال كليجدار أوغلو بعد فرز 99.17 بالمئة من الأصوات.
اقرأ/ي أيضًا:
صحيفة يني شفق التركية تكشف شبكات على مواقع التواصل تدعم كليجدار أوغلو
انتخابات تركيا وتصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين
المصادر: