وفقًا لتقرير نشره موقع Cyber Security Intelligence المتخصص في الأمن السيبراني والاستخبارات، فإن تقنية التزييف العميق أصبحت تستخدم بشكل متزايد في الهجمات الإلكترونية وتشكل تهديدًا على التكنولوجيا من الأضرار الافتراضية إلى الأضرار الحقيقية.
وأشار التقرير إلى أنّه في الوقت الحالي، فإنّ صناعة التزييف العميق هي عبارة عن ذكاء اصطناعي يستخدم كميات هائلة من المعلومات والبيانات لتكرار شيء بشري، مثل إجراء محادثة كما هو الحال مع تشات جي بي تي، أو إنشاء صورة أو رسم توضيحي، مثل دال-إي، ويمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير المحتوى الموجود أو إنشاء محتوى صوتي أو سمعي بصري جديد. كما يتم استخدام تقنية التزييف العميق لإنشاء قصة خاطئة على ما يبدو أنّها من مصادر موثوقة.
وأوضح التقرير أن التهديدان الأساسيان للتزييف العميق، موجهان ضد المجتمع المدني لنشر معلومات مضللة للتلاعب بالرأي نحو التأثير المطلوب، مثل نتيجة انتخابات معينة، وضد الأفراد أو الشركات للحصول على عائد مالي.
يمكن للتزييف العميق التأثير في آراء الناس
ويتمثل التهديد أيضًا في أنه إذا تُركت هذه التقنية غير منظمة، يمكن أن تؤثر في آراء مجموعات سكانية بأكملها من خلال حملات التضليل المزيفة التي تشوه حقيقة الأحداث، ولن يتمكن الناس بعد الآن من تحديد الحقيقة من الباطل.
ونقل التقرير عن دراسة لمختبر يوروبول للابتكار أنّه "ممثلو التهديد يستخدمون حاليًّا، حملات تضليل ومحتوى مزيف لتضليل الجمهور حول الأحداث، للتأثير على السياسة والانتخابات، والمساهمة في الاحتيال، والتلاعب بالمساهمين في سياق الشركات".
وأضافت "بدأت العديد من المنظمات الآن في النظر إلى التزييف العميق على أنه خطر محتمل أكبر من سرقة الهوية (التي يمكن أيضًا استخدام تقنية التزييف العميق لها)، خاصةً الآن بعد أن انتقلت معظم التفاعلات عبر الإنترنت منذ جائحة كوفيد_19”.
ويتردد صدى هذا القلق في تقرير حديث صادر عن كلية لندن الجامعية (UCL)، والذي يصنف تقنية التزييف العميق كواحدة من أكبر التهديدات التي يواجهها المجتمع اليوم.
وقال البروفيسور لويس جريفين أحد المشاركين في كتابة التقرير “مع توسع قدرات التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، تزداد أيضًا احتمالات الاستغلال الإجرامي”. وأضاف "للاستعداد بشكل مناسب لتهديدات الذكاء الاصطناعي المحتملة، نحتاج إلى تحديد ماهية هذه التهديدات، وكيف يمكن أن تؤثر على حياتنا".
ووفقًا للدكتور ماثيو كالدويل "يدير الأشخاص الآن أجزاء كبيرة من حياتهم عبر الإنترنت، ويمكن لنشاطهم عبر الإنترنت أن يصنع السمعة ويحطمها. مثل هذه البيئة على الإنترنت، حيث البيانات هي ملكية وقوة معلومات مناسبة بشكل مثالي للاستغلال من قبل النشاط الإجرامي القائم على الذكاء الاصطناعي".
تطور التكنولوجيا أدى إلى تحسين عمليات التزييف العميق
ويوضح Cyber Security Intelligence، أن التطور الحالي في التكنولوجيا أدى إلى تحسين وزيادة الجودة والتهديد من عمليات التزييف العميق، مثل شبكات الخصومة التوليدية (GANs).
وتعمل GAN بنموذجين: التوليدي والتمييزي، ويختبر النموذج التمييزي بشكل متكرر النموذج التوليدي مقابل مجموعة البيانات الأصلية.
والتهديد الآخر يأتي من النطاق الترددي لشبكات الجيل الخامس وقوة الكمبيوتر في السحابة، مما يسمح بمعالجة تدفقات الفيديو في الوقت الفعلي.
وذكر تقرير يوروبول أنه "يمكن بالتالي تطبيق تقنيات التزييف العميق في إعدادات مؤتمرات الفيديو وخدمات البث المباشر للفيديو والتلفزيون".
وأنتجت يوروبول تقريرًا بعنوان "إنفاذ القانون وتحدي التزييف العميق" والذي يقول "تتحسن النماذج باستمرار حتى يصبح المحتوى الذي تم إنشاؤه من المحتمل أن يأتي من النموذج التوليدي مثل بيانات التدريب. والنتيجة صورة خاطئة لا يمكن للعين البشرية اكتشافها ولكنها تحت سيطرة المهاجم".
ويقول بعض الخبراء أن تقنية التزييف العميق قد تقدمت إلى درجة يمكن استخدامها في الوقت الفعلي، مما يتيح للأشخاص استخدام وجه شخص ما وصورته وحتى حركاته في مكالمة أو اجتماع افتراضي، خاصةً في ظل إتاحة التكنولوجيا على نطاق واسع وسهولة استخدامها.
ما هو التزييف العميق؟
والتزييف العميق (Deepfakes)، هو نوع ناشئ من التهديد يندرج تحت المظلة الأكبر والأكثر انتشارًا للوسائط التركيبية، ويستخدم شكلًا من أشكال الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو وصور وصوت ونصوص أحداث واقعية يمكن تصديقها وهي لم تحدث أبدًا.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
