وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة eLife، في يونيو/حزيران الجاري، فإن إضافة أزرار "الثقة" و "عدم الثقة" إلى جانب أزرار التفاعل الأخرى مع المحتوى، في مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن يساهم في الحد من انتشار المعلومات الخاطئة.
أزرار الثقة بالمحتوى تقلل انتشار المعلومات المضللة
أجرى الدراسة باحثون في كلية لندن الجامعية، وفي تصريحات للمؤلف الرئيسي، البروفيسور تالي شاروت، قال "على مدى السنوات القليلة الفائتة، زاد انتشار المعلومات الخاطئة، مما ساهم في الاستقطاب السياسي والتأثير على معتقدات الناس حول أي شيء من سلامة اللقاحات إلى تغير المناخ إلى التسامح مع التنوع. وحتى الآن كان للطرق التقليدية في مكافحة المعلومات المضللة تأثيرًا محدودًا".
وأردف شاروت أن من أحد أسباب انتشار المعلومات الخاطئة بسهولة هو أن المستخدمين يكافئون المحتوى الرائج بالإعجابات والمشاركات دون التمييز بين الصحيح والزائف منه. وأوضح أن الدراسة التجريبية التي أجروها حول إضافة زر الجدارة بالثقة لتقييم المحتوى، أدت إلى “انخفاض كبير في كمية المعلومات الخاطئة التي يتم مشاركتها”.
وجدت الدراسة أن الناس كانوا أكثر عرضة لمشاركة المحتوى الذين تعرضوا له سابقًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يعتقد المستخدمون أن المعلومات المتكررة من المرجح أن تكون دقيقة، الأمر الذي يدل على تأثير تكرار المعلومات الخاطئة.
تضمنت الدراسة ست تجارب مختلفة
أجرى الباحثون الدراسة باستخدام محاكاة لمنصة تواصل اجتماعي، اختبرها 951 مشاركًا في الدراسة خلال ست تجارب، وتضمنت التجارب مشاركة المستخدمين لمقالات إخبارية نصفها يحتوي على معلومات غير دقيقة، ويمكن للمستخدمين الآخرين التفاعل ليس فقط بـ"الإعجاب" أو "عدم الإعجاب" أو المشاركة ولكن في بعض إصدارات التجربة، تمكن المستخدمون أيضًا من التفاعل بزر "الثقة" أو "عدم الثقة".
تبيّن أن المشاركين في الدراسة استخدموا أزرار الثقة وعدم الثقة أكثر من أزرار الإعجاب وعدم الإعجاب، وبدأ المستخدمون في نشر معلومات صحيحة أكثر من المعلومات الخاطئة من أجل الحصول على ردود فعل "الثقة".وكشف الباحثون بتحليل النمذجة الحسابية أنه بعد إدخال ردود فعل الثقة، كان المشاركون يولون المزيد من الاهتمام لمدى موثوقية القصة الإخبارية عند اتخاذ قرار بشأن إعادة نشرها.
إلى جانب ذلك، وجد الباحثون أنه بعد استخدام محاكاة المنصة خلال الدراسة، أصبحت معتقدات المستخدمين الذين تفاعلوا بأزرار الثقة وعدم الثقة أكثر دقة.
قالت المؤلفة الرئيسية المشاركة، طالبة الدكتوراه لورا غلوبيغ "يمكن بسهولة دمج الأزرار التي تشير إلى مصداقية المعلومات في منصات التواصل الاجتماعي الحالية، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنها قد تكون مفيدة للحد من انتشار المعلومات الخاطئة دون تقليل مشاركة المستخدم".
وأضافت غلوبيغ "في حين أنه من الصعب التنبؤ بكيفية حدوث ذلك في العالم الحقيقي مع مجموعة واسعة من التأثيرات، نظرًا للمخاطر الجسيمة للمعلومات المضللة عبر الإنترنت، فقد تكون هذه الخطوة إضافة قيمة للجهود المستمرة لمكافحة المعلومات المضللة".
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
دراسة تُفيد بأنّ التركيز على المعلومات الصحيحة فعّال بقدر تفنيد المضللة
دراسة: تصميم مواقع التواصل الاجتماعي هو السبب الأبرز لانتشار المعلومات الخاطئة
