بعد حالة الفوضى التي عاشتها فرنسا خلال الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت بعد مقتل الفتى نائل، الفرنسي من أصول جزائرية، الذي يبلغ 17 عامًا، على يد أحد أفراد الشرطة الفرنسية بالقرب من باريس، يوم 27 يونيو/حزيران الفائت، استذكر الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيلم الفرنسي "أثينا" وأعادوا تداول مشاهد منه بسبب تشابه الأحداث بين الحادثة والفيلم.
ما هو فيلم أثينا؟
يروي الفيلم الذي عُرض على شبكة نتفلكس في سبتمبر/أيلول عام 2022، قصة مشابهة لواقعة مقتل الفتى نائل، إذ يدور حول مقتل صبي من أصول جزائرية أيضًا، يُدعى إيدير، يبلغ من العمر 13 عامًا، على يد الشرطة الفرنسية، ما يؤدي إلى غضب واسع النطاق بدأه إخوة إدير، وتقع أحداث فوضى وعنف في ضاحية فرنسية اسمها "أثينا".
كما يسلط الفيلم الضوء على قضية العنف ضد أبناء المهاجرين واللاجئين من دول شمال أفريقيا، وتعامل السلطات الفرنسية وقوات الأمن معهم.
هل ظهر محامي عائلة نائل في فيلم أثينا حقًا؟
ومن المشاهد التي انتشرت بشكل واسع للفيلم، لقطة تُظهر وجود المحامي الفرنسي ياسين بوزرو، الذي وكلته عائلة نائل للدفاع عن القضية، وهو يشارك في الفيلم أيضًا، وكان يلعب دور محامي عائلة الصبي المقتول "إدير"، في مصادفة أثارت العديد من نظريات المؤامرة واستغراب الكثير من الأمر.
بعد انتشار العديد من الادعاءات ونظريات المؤامرة، بحث "مسبار" حول الأمر، وتأكد أن ياسين بوزرو، محامي عائلة نائل، ظهر بالفعل في فيلم أثينا وهو يقوم بدور محامي عائلة الصبي المقتول، وشوهد تحديدًا في بداية الفيلم عند الدقيقة الثانية. كما ظهر اسمه في شارة نهاية الفيلم.
سبب وجود محامي عائلة نائل في فيلم أثينا
ياسين بوزرو، هو محامي فرنسي من أصول مغربية، وعضو نقابة المحامين في باريس منذ عام 2007، ويشتهر اسمه في فرنسا بصفته المحامي الذي يتولى قضايا حساسة مثل اتهامات عنف الشرطة وانتهاك الخصوصية، خاصةً المتعلقة بأمور المهاجرين في فرنسا. ويرجح أن سبب ظهوره في الفيلم، لاهتمامه بهذه القضايا وليس صدفة.
وحسب صحيفة لو موند الفرنسية، فإن ياسين بوزرو تدخل في أكثر من 150 قضية عنف من قبل الشرطة منذ بداية حياته المهنية في عالم المحاماة، وفي عام 2008 تولى قضية مقتل الشاب عبد الله فوفانا على يد شرطي فرنسي، في مدينة مونتفرميل.
ودافع بوزرو عن عائلة الشاب الفرنسي من أصول أفريقية أداما تراوري، الذي توفي في 19 يوليو/تموز 2016 في إحدى ضواحي باريس خلال عملية مطاردة من قبل رجال الدرك. كما تولى قضية مقتل السيدة الثمانينية، الفرنسية من أصل جزائري زينب رضوان، التي توفيت عام 2018 في مدينة مارسيليا بعد انفجار قنبلة للغاز المسيل للدموع في وجهها، عندما كانت أمام نافذة شقتها بعد إطلاقها من الشرطة أثناء مظاهرة لحركة السترات الصفراء، والكثير من القضايا الأخرى المشابهة. أي أن ياسين بوزرو سبق وشارك في قضايا مختلفة بهذا الخصوص قبل العمل على إنتاج وعرض الفيلم.
كيف قُتل الفتى نائل؟
وفي صباح يوم الثلاثاء 27 يونيو الفائت، قتل شرطي فرنسي الفتى نائل، في نقطة تفتيش مرورية في ضاحية نانتير غربي باريس. وزعمت الشرطة الفرنسية في بداية الأمر أن الفتى البالغ 17 عامًا رفض الامتثال لأوامر الشرطة وحاول دهسهم، وقام فرض الشرطة بإطلاق النار من باب الدفاع عن النفس. لكن بعد وقت قصير من وقوع الحارث، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر رواية مختلفة.
ويوثق المقطع مشاهد لتوقيف شرطيان فرنسيان سيارة صفراء من طراز "مرسيدس AMG"، وكانَ أحد الشرطيين يتكئ على نافذة السائق، مصوبًا مسدسه نحو نائل الذي كان يقود السيارة، وعندما حاول السائق الانطلاق بسيارته، أطلق الشرطي النار من مسافة قريبة عليه.
محامي عائلة نائل يتهم الشرطي بالقتل العمد
كان محامي عائلة نائل، ياسين بوزرو، أعلن عن تقديم ثلاث شكاوى واحدة بتهمة "القتل العمد"، استهدفت ضابط الشرطة الذي أطلق النار على نائل، وأخرى ضد زميله بتهمة "التواطؤ في القتل العمد" والثالثة بسبب "الكتابة العلنية الكاذبة" بخصوص أن الشرطة كذبت بقولهم إن سيارة نائل حاولت ضربهم وقتلهم.
وسبق وقال ياسين بوزرو في لقاء مع قناة BFMTV الفرنسية، إن "الكل ينتظر بقية التحقيق في القضية، لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار العناصر الأولى المقنعة، إذ إنّ مقطع الفيديو الذي صور المشهد نرى فيه بوضوح شرطي يطلق النار بدم بارد على شاب دون سبب"، مضيفًا أنه لا يوجد سبب قانوني سمح بإطلاق النار على شخص رفض الامتثال.
وأضاف المحامي أن “رجال الشرطة كذبوا بزعمهم أن سيارة نائل حاولت صدمهم”، مؤكدًا أنها رواية كاذبة والفيديو المصور ينفي رسميًا ما قاله رجال الشرطة. وأوضح "نحن بعيدون تمامًا عن الدفاع عن النفس، فقد تم انتهاك جميع القواعد الأساسية ومن الواضح أنه قتل متعمد. مضيفًا "يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، مع ضباط الشرطة الذين يسمحون لأنفسهم بالكذب لأنهم لم يعلموا بوجود مقطع فيديو. لذا فقد اختلقوا قصة تقول إن هناك محاولة لقتلهم، وهذا أمر خطير للغاية".
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
احتجاجات فرنسا وأبرز الأخبار الزائفة التي انتشرت عقب مقتل الفتى نائل
ما حقيقة الادّعاءات حول هوية الشرطي الذي قتل نائل في ضاحية نانتير؟