تتداول صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاء مفاده اغتيال البرفيسور جون كولمان مؤسس قناة Weather (الطقس)، بعد أن قال في برنامج على الهواء مباشرة بأن الاحتباس الحراري وتغير المناخ كذبة كبرى.
وأشار الادّعاء إلى أن “كل من يخرج عن النص وسرد الحقيقة سيموت”.
فما حقيقة قصة اغتيال كولمان؟
بحث"مسبار" في الادّعاء المتداول ولم يعثر على أي وسيلة إعلام ذات مصداقية نشرت خبرًا عن اغتيال البروفيسور جون كولمان المؤسس المشارك في قناة Weather (الطقس)، بسبب تصريحات له تشكك في ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي وتعتبرها كذبة كبرى.
ونقلت وكالات الأنباء وتقارير إخبارية أنّه توفي في منزله بتاريخ 20 يناير/كانون الأول عام 2018 عن عمر ناهز 83 عامًا، وقالت زوجته ليندا كولمان لوكالة أسوشيتيد برس إن زوجها توفي في منزله في لاس فيغاس. دون أن توضح أسباب الوفاة.
من جهتها نقلة صحيفة ذا نيويرك تايمز، أنّه توفي في مستشفى summerlin Hospital Medical Center في لاس فيغاس.
ويُعتبر كولمان من المشاركين في تأسيس قناة Weather، وكان خبير الأرصاد الجوية الأصلي في برنامج "Good Morning America" على قناة ABC خلال مسيرته الإذاعية التي استمرت ستة عقود.
كولمان: لا يوجد احتباس حراري وتغيرات مناخية سببها الإنسان
وبالتحقق من مقطع الفيديو المرفق بالادّعاء وجد "مسبار" أنّه صحيح ويعود إلى مقابلة لكولمان مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014، والتي يصر فيها على أن نظرية التغير المناخي من صنع الإنسان لم تعد ذات مصداقية علمية.
وقال كولمان في حديثه لـلشبكة إنه لا يحدث تغيّر في المناخ، ولا يوجد احتباس حراري عالمي كبير من صنع الإنسان، الآن، ولم يكن هناك أي احتباس في الماضي وليس هناك سبب لتوقع أي شيء في المستقبل".
وأشار كولمان إلى أن هذا الأمر أصبح نقطة سياسية كبيرة للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة وجزءًا من برنامجه، لافتًا إلى أن الحكومة تخصص حوالي 2.5 مليار دولار مباشرة لأبحاث المناخ كل عام، وتمنح فقط للعلماء الذين سينتجون نتائج علمية تدعم الاحتباس الحراري التي تدعم موقف الحزب الديمقراطي، لذا ليس لديهم أي خيار، إذا كنت ستحصل على المال عليك أن تدعم موقفهم. لذلك فإن 97% من التقارير العلمية المنشورة، وفقه، تدعم ظاهرة الاحتباس الحراري. فيما تعرض كولمان لانتقادات بسبب آرائه حول ظاهرة الاحتباس الحراري.
تغير المناخ والاحتباس الحراري
يتمثل تغير المناخ في التحولات طويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس. يمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة. وفق الباحثين منذ القرن التاسع عشر، تعد الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز.
تنتج عن حرق هذه المواد، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل مثل غطاء ملفوف حول الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.
وتعد الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين القطاعات الرئيسية المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وأظهر علماء المناخ أن البشر مسؤولون فعليًا عن كل الاحترار العالمي على مدار الـ200 عام الفائتة. إذ تتسبب الأنشطة البشرية مثل تلك المذكورة أعلاه في حدوث غازات الدفيئة التي تعمل على ارتفاع درجة حرارة العالم بشكل أسرع من أي وقت في آخر ألفي عام على الأقل.
وفق وكالة ناسا، توفر سجلات بيانات المناخ أدلة على المؤشرات الرئيسية لتغير المناخ، مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض والمحيطات؛ ارتفاع منسوب مياه البحر وفقدان الجليد في أقطاب الأرض والأنهار الجليدية الجبلية؛ تواتر وشدة التغيرات في الطقس المتطرف مثل الأعاصير وموجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات وهطول الأمطار؛ والسحب والغطاء النباتي.
اقرأ/ي أيضًا
دور الانحياز المعرفي في انتشار المعلومات المضللة المؤثرة على قضيّة التغير المناخي
هل يمكن التخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري؟
المصادر