تداولت وسائل إعلامية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده أن تركيا استأجرت ميناء الخمس في ليبيا شرقي العاصمة طرابلس لمدة 99 عامًا، من أجل بناء قاعدة عسكرية ونشر قواتها.
وجاء الخبر، بعدما انتشرت تغريدة من حساب باللغة التركية على موقع إكس (تويتر سابقًا)، اسمه Sanayi ve Savunma أي "الصناعة والدفاع"، ذكرت أنّ تركيا استأجرت ميناء الخمس البحري الواقع على ساحل البحر المتوسط لمدة 99 عامًا، وأنه سيتم تسليم الميناء للقوات البحرية التركية والقوات البرية.
وأضاف الحساب، المتخصص في نقل أخبار مُتعلقة بالصناعات التركية وهو ليس حسابًا رسميًا تابعًا للدولة، أن القوات التركية ستنشئ هناك قاعدة عسكرية، وتُحافظ من خلالها على المياه الإقليمية التركية، وفي الوقت نفسه ستضمن سلامة السفن التجارية. كما نقلت مواقع إخبارية تركية الخبر نفسه.
ما حقيقة استئجار تركيا ميناء الخمس في ليبيا؟
بحث "مسبار" عن الادعاء وتبين أن السلطات التركية لم تُصدر أي بيان يفيد بصحة ما جاء فيه، عن استئجارها ميناء الخمس لمدة 99 عامًا وبناء قاعدة عسكرية هناك.
في المقابل نفت الحكومة الليبية في طرابلس (حكومة الوحدة الوطنية)، يوم أمس الخميس 17 أغسطس/آب، الأخبار المتداولة بشأن تأجير ميناء الخمس إلى تركيا لبناء قاعدة عسكرية.
وخرج المتحدث باسم الحكومة محمد حمودة، رفقة رئيس الأركان البحرية ورئيس مصلحة الموانئ والنقل البحري، في مؤتمر صحفي من أمام ميناء الخمس للرد على الأخبار المتداولة حوله.
وقال محمد حمودة في مقطع فيديو نشرته صفحة الحكومة الليبية للمؤتمر الصحفي "اليوم هنا من ميناء الخمس، نؤكد أن كل ما يشاع حول تنازل الدولة الليبية أو تخصيص أو حتى النقاش بشأن استخدام ميناء الخمس كقواعد عسكرية أجنبية، عار من الصحة وغير صحيح".
وأضاف "ندعو المواطنين بالابتعاد عن المصادر المشبوهة التي تهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة".
كما أكد حمودة خلال تصريحاته، أن هناك خطة من الحكومة لتطوير هذا الميناء "من أجل زيادة ازدهار التبادل التجاري مع دول أخرى".
الشركة الليبية للموانئ تؤكد أن ميناء الخمس البحري يعمل بشكل طبيعي
كما نشرت الشركة الليبية للموانئ بيانًا عبر صفحتها على موقع فيسبوك، يوم أمس الخميس، قالت فيه "تؤكد الشركة الليبية للموانئ بأن فرعها في ميناء الخمس البحري يعمل بشكل طبيعي واعتيادي، وأن حركة دخول وخروج السفن، وحركتي المناولة والتخزين لجميع أنواع البضائع تسير جميعها بشكلها الروتيني والاعتيادي"، مضيفة "أن كافة العاملين بفرع الشركة في ميناء الخمس يمارسون أعمالهم بانتظام، رفقة كافة الأجهزة الأمنية والرقابية والمدنية العاملة بالميناء".
وأكدت الشركة أنها "تدعو كافة المواطنين لعدم الانجرار وراء الشائعات، ووراء الأخبار مجهولة المصدر، على أن المعلومات المؤكدة تصدر عن المسؤولين في الشركة، وعبر الصفحة الرسمية الموثقة للشركة".
احتجاجات في ليبيا بعد أنباء عن ضم ميناء الخمس لقاعدة عسكرية
وفي الأسبوع الأول من شهر أغسطس الجاري، شهدت مدينة الخمس شمالي غرب ليبيا، بعض الاحتجاجات قيل إنها بسبب تسريبات حول قرار غامض بـ"ضم ميناء الخمس إلى قاعدة بحرية تركية مجاورة له". وقالت وسائل إعلامية إن عددًا من أهالي المدينة احتجوا وأغلقوا الطرقات وأشعلوا الإطارات، ثم أعلن جهاز دعم الاستقرار الأمني في ليبيا، توصله لاتفاق مع المتظاهرين وفتح الطريق العام بعد إغلاقه خلال هذه الاحتجاجات.
اجتماع الحكومة الليبية بعد انتشار أخبار حول ميناء الخمس
وفي 13 أغسطس الجاري، عقد رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، اجتماعًا ضم وزير المواصلات ورئيس الأركان العامة ومدير مصلحة الموانئ وعميد بلدية الخمس، ومدير ميناء الخمس، وعدد من المسؤولين، بعد أيام من تسريب أخبار حول ضم الميناء إلى قاعدة عسكرية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، إن الدبيبة "شدد خلال الاجتماع، على ضرورة التنسيق بين الجهات المسؤولة كافة، وأهمها وزارة الثروة البحرية ومصلحة الجمارك في تنظيم العمل داخل الموانئ الليبية، ومراجعة الاتفاق بين وزارتي المواصلات والدفاع، بما يضمن الاستفادة من الميناء البحري والقاعدة العسكرية والتعاون بينهم، وعدم تسييس الإجراءات الإدارية التي ينظمها القانون من قبل أي جهة كانت".
وعقب الاجتماع، نقلت صحيفة الوسط الليبية المقربة من حكومة الوحدة، تصريح رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، قالت إنه جاء للرد على المزاعم المنتشرة حول عزم الحكومة ضم الميناء البحري إلى قاعدة الخمس العسكرية، وأكد فيه أنّ "ما يجري الإفادة به من جهات رسمية وشعبية كلام غير صحيح"، في إشارة إلى ما تردد عن عزم الحكومة ضم الميناء البحري إلى قاعدة الخمس العسكرية.
الوجود التركي في ليبيا
والجدير بالذكر أنه في عام 2019، تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا، لدعم قوات حكومة الوحدة ولصد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلال المواجهات بين الطرفين، حينها.
وبموجب المذكرة، تحولت قوات تركية إلى ليبيا في نهاية عام 2019.
ولا تزال أنشطة التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية التركية في ليبيا مستمرة في عدد من القواعد العسكرية ومراكز التدريب، من بينها قاعدة بحرية مشتركة في مدينة الخمس، حيث يتم تدريب أفراد القوات البحرية الليبية في العديد من المجالات، مثل الدفاع الأساسي والدفاع تحت الماء وإلغاء تنشيط المواد المتفجرة وصيانة الأجهزة واستخدامها وتدريب الغطس والضفادع، والملاحة والإبحار، وفقًا لتقرير سابق نشرته وكالة الأناضول التركية.
اقرأ/ي أيضًا
هل الصورة لأسرى أتراك في ليبيا؟
نفت صحة صور للمهاجرين الأفارقة على حدودها مع ليبيا: رواية هشة للسلطة التونسية
