تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاءات مفادها أن وزيرة خارجية ليبيا، المحالة إلى التحقيق، نجلاء المنقوش، كانت صحافية في عهد القائد الليبي الراحل، معمر القذافي، وأنها تحصلت على منحة دراسية في الولايات المتحدة الأميركية بدعم مباشر من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قبل أن تعود إلى ليبيا بعد الثورة حيث وصلت إلى منصب وزيرة الخارجية.
تحقق "مسبار" من هذه الادعاءات وتبيّن أنها غير دقيقة، إذ لم يذكر أي مصدر موثوق أنّ نجلاء المنقوش امتهنت الصحافة في عهد القذافي، كما أنها كانت في ليبيا أثناء أحداث الثورة، ولا صلة ظاهرة بين منحتها الدراسية في الولايات المتحدة الأميركية وبين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
نشأة نجلاء المنقوش وحياتها الشخصية
وُلدت نجلاء محمد المنقوش في العاصمة الويلزية كارديف، لأسرة ليبية. وانتقلت بعمر السادسة رفقة أسرتها للعيش في مدينة بنغازي شرقي ليبيا.
نجلاء هي الابنة الأكبر بين أربعة أشقاء، وكانت حتى عام 2015 أمًّا لبنتين.
مسار نجلاء المنقوش الدراسي ومسيرتها المهنية
التحقت نجلاء المنقوش بجامعة بنغازي في عام 1991، ونالت درجة البكالوريوس في القانون عام 1995. مارست بعد تخرّجها مهنة المحاماة لمدة أربع سنوات، قبل أن تلتحق -من جديد - بجامعة بنغازي لدراسة الماجيستير في تخصص القانون الجنائي. حصلت المنقوش على درجة الماجيستير عام 2009، ودرست في كلية القانون إلى غاية اندلاع الثورة في ليبيا، عام 2011.
وفي أثناء الثورة، عملت كمسؤولة ميدانية لصالح معهد الولايات المتحدة للسلام، ثم كممثلة للمعهد في ليبيا. ونظّمت في إطار عملها ملتقيات وورشات سعت لإيجاد حلول للصراع الدائر في البلاد، والترويج لمفاهيم المصالحة والسلام وسيادة القانون.
وذكر موقع "المجلّة" أن نجلاء المنقوش قالت في مقطع فيديو، نشر عام 2011، أنها عملت كناشطة في مجال الإعلام، وأنها غطت أحداث ثورة 17 فبراير في بنغازي. كما حاولت التواصل مع وسائل إعلام أجنبية كي تنقل ما كان يحدث في المدينة. وبحث مسبار عن المقطع المذكور، لكنه لم يستطع الوصول إليه والتحقق مما ذُكر فيه، غير أنه لاحظ أن نجلاء المنقوش لم تُضمن تجربتها تلك في ملفها الشخصي على موقع لينكد إن.
وفي عام 2013، انتقلت المنقوش إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الماجستير في تخصص تحوّل النزاعات، في مركز العدالة وبناء السلم، التابع لجامعة مينونايت الشرقية في ولاية فيرجينيا، وذلك عقب حصولها على منحة فولبرايت، التي يموّلها الكونغرس الأمريكي ومكتب الشؤون التعليمية والثقافية، التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
وساهمت نجلاء المنقوش، عام 2015، في إعداد كتاب صدر عن معهد الولايات المتحدة للسلام، وتضمّن ثمانين قصة إنسانية من مناطق نزاع مختلفة حول العالم. وخلال العام ذاته، حصلت على شهادة الماجيستير من جامعة مينونايت والتحقت بجامعة جورج ميسون في فيرجينيا لمتابعة الدكتوراه في إدارة النزاع والسلم.
وعملت في الأثناء في التدريس، كما أدارت برنامج بناء السلم والقانون التقليدي في مركز الأديان العالمية والديبلوماسية وحل النزاعات في أرلينغتون، قبل أن تنضم، عام 2020، لمبادرة "Retroactive Arlington" للعدالة التصالحية.
المناصب السياسية التي تقلّدتها نجلاء المنقوش
عقب اندلاع الثورة الليبية ضد نظام القائد الراحل، معمر القذافي، انضمت المنقوش إلى "المجلس الوطني الانتقالي" الذي أسسه معارضون للنظام في بنغازي، وترأست وحدة المشاركة العامة، التابعة للمجلس، التي ركزت على دور منظمات المجتمع المدني خلال تلك المرحلة.
وفي مارس عام 2021، أضحت نجلاء المنقوش رابع سيدة عربية وأول سيدة ليبية تتولى منصب وزيرة الخارجية منذ استقلال البلاد عام 1951.
إحالة نجلاء المنقوش إلى التحقيق على خلفية لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي
يأتي تداول الادعاءات تزامنًا مع انتشار أنباء عن فرار نجلاء المنقوش من ليبيا إلى تركيا، بعد اندلاع احتجاجات ضدها ليلة الاثنين 28 أغسطس الجاري، على خلفية نشر الخارجية الإسرائيلية تفاصيل لقاء جمعها بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، الأسبوع الفائت.
وعبّر المحتجون في ليبيا عن رفضهم للتطبيع مع إسرائيل، مؤكّدين دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية. كما طالبوا بإقالة الوزيرة واستقالة حكومة الوحدة الوطنية، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة.
وفق تقارير إخبارية، فإنّ الاحتجاجات مستمرة في ليبيا، رغم إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عن إيقاف المنقوش عن العمل وإحالتها إلى التحقيق.
اقرأ/ي أيضًا
ليبيا لم تعلن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بل اتخذت إجراءات ضد نجلاء المنقوش
الفيديو ليس لقصف الطيران السوداني قافلة أسلحة قادمة من ليبيا