` `

مؤشرات تدل على مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن مجزرة شارع الرشيد

بيان حمدان بيان حمدان
أخبار
4 نوفمبر 2023
مؤشرات تدل على مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن مجزرة شارع الرشيد
أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن وقوع أكثر من 9000 شخص حتى الآن (Getty)

انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الجمعة، الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، بعد الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت فلسطين المحتلة، يظهر قرابة عشر جثث مضرجة بالدماء، بعضها يظهر بإصابات شديدة أدت إلى نزيف شديد حول الجثة.

يصور الفيديو شاب فلسطيني خلال عبوره شارع الرشيد جنوب مدينة غزة، أحد الطريقين الرئيسيين بين شمال وجنوب القطاع، والذي يسلكه النازحون صوب الجنوب، بناءً على ادعاءات جيش الاحتلال بأن جنوب القطاع منطقة آمنة لقاطنيه. 

لم يلبث الادعاء أن انتشر حتى بدأت مواقع إخبارية أميركية وحسابات مساندة للاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، بالادعاء بأن الجثث الظاهرة على طريق الرشيد، تعود لقتلى برصاص حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بهدف منعهم من النزوح إلى الجنوب وحتى تستمر في استخدامهم "كدروع بشرية".

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

ولكن، بفحص المشاهد المتداولة ومراجعة أدلة من مصادر مفتوحة وأخرى خاصة بمسبار، تبيّن أن الرواية الداعمة للاحتلال غير دقيقة، وأن هناك مؤشرات تدل على أن ضحايا طريق الرشيد ماتوا جراء قصف مدفعي من آليات الاحتلال. 

إصابات بالغة وتناثر أمتعة القتلى على طريق الرشيد

بالنظر في مقطع الفيديو يبدو واضحًا أن إصابات الجثث أبلغ من كونها مستهدفة بإطلاق رصاص، إذ يظهر مشهد لجثة طفلة بإصابة بالغة في رأسها تسبب في شقه، إلى جانب مشهد آخر يظهر تناثر أمتعة النازحين وتضررها حد التلف، ما ينفي أن القتلى ماتوا جراء إطلاق رصاص. 

مشهد لإصابة بالغة في رأس طفلة على طريق الرشيد في غزة
مشهد لإصابة بالغة في رأس طفلة على طريق الرشيد في غزة
مشهد لتضرر وتناثر أمتعة النازحين على  طريق غزة
مشهد لتضرر وتناثر أمتعة النازحين على  طريق غزة

تمركز دبابات إسرائيلية على جانب شارع الرشيد

نشرت صحيفة نيويورك تايمز في الثالث من نوفمبر الجاري، تقريرًا يوضح توغل القوات الإسرائيلية برًا في قطاع غزة تجاه الجنوب، عرضت فيه صورًا لأقمار صناعية تحصّلت عليها من شركة بلانيت لاب، المعنية بتقديم هذا النوع من الخدمات، تم التقاطها صباح ذلك اليوم. إحدى هذه الصور تظهر تمركز آليات عسكرية لجيش الاحتلال على بعد 300 متر فقط من شارع الرشيد، الطريق الساحلي بين شمال وجنوب قطاع غزة.

صورة لصالح نيويورك تايمز من شركة بلانيت لاب
صورة لصالح نيويورك تايمز من شركة بلانيت لاب

وقد حاولت بعض الصحف الإسرائيلية التنصل من رواية أن الضحايا الظاهرين في المشهد قتلوا نتيجة قصف جوي إسرائيلي، بالتذرع بعدم وجود حفرة في مكان تواجد الجثث وأنه لا تبدو عليهم علامات التأثر بقصف جوي، مؤكدة على أنهم قُتلوا بإطلاق رصاص. 

صورة متعلقة توضيحية

إلا أن توثيق صور الأقمار الاصطناعية لتواجد آليات عسكرية إسرائيلية على مقربة من مكان وقوع الحادثة، يرجّح أن القتلى ماتوا بقصف مدفعي من دبابات الاحتلال، إذ إن هذا السيناريو يفسر الأضرار البالغة في الجثث الظاهرة في الفيديو، وانفجار الأمتعة وتناثرها على الطريق، وعدم وجود حفرة في مكان الحادثة في الوقت نفسه. 

مزاعم إسرائيلية كاذبة وحماس لا تمنع المدنيين من النزوح إلى الجنوب

وفيما يتعلق بادعاء الاحتلال الإسرائيلي بأن حماس هي من أطلق الرصاص على النازحين في طريق الرشيد لمنعهم من التوجه جنوبًا، كان مسبار قد فنّد هذا الادعاء وتوصّل إلى عدم وجود أي دليل يوثّق هذه المزاعم، إذ نشرت وكالات الأنباء والصحافة العديد من المشاهد التي توثّق نزوح مئات الآلاف من سكان القطاع صوب الجنوب، منذ بداية الحرب، فحتى يوم أمس الثالث من نوفمير، وثّقت بعثات الأمم المتحدة نزوح قرابة 1.5 مليون شخص في قطاع غزة، داخليًا.

صورة متعلقة توضيحية

من جهة أخرى كان مسبار قد تواصل مع عدد من الصحفيين والمواطنين الذين نزحوا إلى الجنوب، مباشرة عقب دعوات الإخلاء التي وجهها الاحتلال لسكان شمال القطاع، وأكدوا من جهتهم، أن حركة حماس لم تفرض أي قيود على حركتهم.

صورة متعلقة توضيحية

قصف إسرائيل النازحين إلى جنوب غزة

ولم يتورّع الاحتلال الإسرائيلي سابقًا عن قصف النازحين في جنوب قطاع غزة، سواءً وهم في طريق نزوحهم أو حتى بعد أن وصلوا إلى المنطقة التي وصفها الاحتلال بأنها "آمنة".

ففي يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وعقب الدعوات الملحة من الجيش الإسرائيلي للتوجه نحو جنوبي القطاع، وجّه الاحتلال ضرباته الصاروخية صوب قوافل النازحين على طريق صلاح الدين الرئيسي، ما أسفر عن وقوع 70 شخصًا إلى جانب إصابة 150 آخرين.

صورة متعلقة توضيحية

وفي تقرير سابق لمسبار، حول مدى أمان منطقة جنوبي قطاع غزة وفقًا لادعاءات الاحتلال الإسرائيلي، تبيّن أنها ادعاءات مضللة، إذ وثّقت وسائل الإعلام استهداف طائرات الاحتلال، فجر17 أكتوبر الفائت، عددًا من منازل المدنيين الفلسطينيين في جنوبي قطاع غزة، وتحديدًا في مدينتي رفح وخان يونس، ما أسفر عن 80 ضحية على الأقل.

كما وثق "مسبار" شهادات شهود عيان أفادت بأن بعض المستهدفين هم من النازحين من شمالي قطاع غزة ومدينة غزة، إذ ارتكب الاحتلال مجازر بحق عائلة المصري بقتل 11 شخصًا منها، وعائلة الجبري بـ21 شخصًا وعائلة اللمداني بـ15 شخصًا، وأربعة من عائلة بريخ، فيما سقطت 30 ضحية من عائلة صبح، وفقًا لبيانات جمعها مراسلو مسبار من الميدان.

صورة متعلقة توضيحية

استهداف سيارة إسعاف أمام مجمع الشفاء في غزة

جاء تداول الادعاء بالتزامن مع استهداف الاحتلال الإسرائيلي قافلة من سيارات الإسعاف كانت تستعد لنقل الجرحى من مستشفى الشفاء باتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر، وقد اعترف الاحتلال بقصفه سيارة إسعاف أمام بوابة مجمع الشفاء في غزة، يوم أمس الثالث من نوفمبر، مبررًا فعلته بزعمه أن سيارة الإسعاف كانت تستخدم من قبل خلية تابعة لحركة حماس.

وأوضح المدير العام للمستشفيات في غزة لقناة الجزيرة أن هناك عشرات الشهداء والمصابين في استهداف بوابة مجمع الشفاء. 

ومن جهتها، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في مؤتمر صحفي خرجت به يوم أمس، أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى سقوط 136 كادر صحي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.

كما أشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 9257 شخصًا منهم 3826 طفلًا و 2405 سيدة وإصابة 23516 ألف آخرين، بجراح مختلفة منذ السابع من أكتوبر الفائت.

اقرأ/ي أيضًا

ادعاءات إسرائيلية عن منع المدنيين من النزوح لجنوب غزة وشهادات حية تنفي ذلك

مزاعم دون دليل على أن حماس أدرجت أسماء مقاتيلها على قوائم الجرحى المغادرين إلى مصر

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة