` `

مزاعم دون دليل على أن حماس أدرجت أسماء مقاتليها على قوائم الجرحى المغادرين إلى مصر

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
4 نوفمبر 2023
مزاعم دون دليل على أن حماس أدرجت أسماء مقاتليها على قوائم الجرحى المغادرين إلى مصر
أعلنت مصر وصول مجموعة من مصابي قطاع غزة لتلقي العلاج (Getty)

نقلت وسائل إعلام عبرية وغربية عن مسؤول في إدارة البيت الأبيض الأميركي، يوم أمس الجمعة الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، قوله إن حركة حماس حاولت استخدام سيارات الإسعاف التي قدمها الصليب الأحمر والهلال الأحمر لنقل المصابين من غزة للعلاج في مصر، لتهريب مقاتليها ضمن قائمة الجرحى الذين سيغادرون عبر معبر رفح.

وأضافت أن المسؤول الأميركي، أوضح أنه "تم اكتشاف هذه المؤامرة من قبل الولايات المتحدة ومصر، عندما قدمت لهما السلطات الفلسطينية قائمة بأسماء المرضى الذين يحتاجون إلى النقل من قطاع غزة إلى مصر، ولكن بعد التدقيق تبين أن أكثر من ثلث الأسماء كانوا من عناصر حماس المعروفين، لذلك تمن رفض القائمة وقبول 76 فقط". 

وتوضح المصادر أن محاولات حماس هذه كانت السبب في عرقلة عملية نقل المصابين التي بدأت يوم الأربعاء الأول من نوفمبر الجاري، من غزة إلى مصر، حسبما قال المسؤول الأميركي، الذي لم يُعلن عن اسمه.

وأضافت أن المسؤول الذي تحدث للصحفيين يوم الجمعة، أكد أن حماس تراجعت في نهاية المطاف عن مطالبها بمرور مقاتليها.

لا دليل على محاولة تهريب عناصر حماس إلى مصر في سيارات الإسعافات

راجع "مسبار" التقارير الإعلامية التي انتشرت عن محاولات حركة حماس استخدام سيارات الإسعاف التي خُصصت لنقل المصابين من غزة للعلاج في مصر، لهروب مقاتليها، وتبين أنها جاءت برواية واحدة لا يوجد أي دليل واضح على صحتها.

وذكرت هذه المصادر أن المسؤول الرفيع في البيت الأبيض، الذي تحدث للصحفيين عن محاولات حماس لاستغلال سيارات الإسعاف، اشترط "عدم الكشف عن هويته"، خلال الإدلاء بهذه التصريحات، وهو أمر مثير للشك لأن الإدارة الأميركية تعلن عن مواقفها بشكل واضح منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة.

صورة متعلقة توضيحية

ولم توضح وسائل الإعلام كيف علمت الإدارة الأميركية بأن الأسماء كانت تضم مقاتلي حركة حماس بين كشوف المصابين.

وبالبحث عن الخبر نفسه في المصادر الرسمية المصرية، تبين أنه لم يصرح أي مسؤول رسمي مصري بهذه الادعاءات، على الرغم من توضيح المصادر أن الإشراف على هذه الأسماء تم من قبل الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل. بل سبق واتهمت مصر  مرات عدة إسرائيل بأنها من تعرقل دخول المساعدات إلى غزة.

مزاعم إسرائيلية بنقل معدات لصالح أنفاق حماس ضمن المساعدات التي تدخل غزة

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل، أن اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين، قالوا في تصريحات خاصة للصحيفة، إنّ المفتشين الإسرائيليين اكتشفوا في وقت سابق من هذا الأسبوع، عدة مكثفات أكسجين مخبأة في شاحنة مساعدات، تهدف إلى تهوية الأنفاق التي تديرها المقاومة في غزة.

ونقلت الصحيفة نقلًا عن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين، قوله إن "مكثفات الأكسجين لم تكن للاستخدام في المستشفيات، ولكن تحتها، ولهذا السبب تم تهريبها بين صناديق البسكويت"، مضيفًا أن "الشاحنة بأكملها التي تم العثور فيها على مكثفات الأكسجين مُنعت من دخول غزة". لكن لم يقدم أي من المسؤولين صورة لمكثفات الأكسجين المعنية ولم يكشفوا عن المنظمة المسؤولة عن إرسال الشاحنة.

صورة متعلقة توضيحية

نقل الجرحى من غزة إلى مصر

وللمرة الأولى في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة المصرية، يوم الأربعاء، وصول أول مجموعة من مصابي قطاع غزة والعديد من حاملي الجنسيات الأجنبية عبر معبر رفح البري.

وأشارت وزارة الصحة، إلى إجراء الكشف الطبي على الأجانب، وتوزيع المصابين على مستشفيات محافظة شمال سيناء. بينما أعدت مصر أيضًا مستشفى ميدانيًا في منطقة الشيخ زويد في سيناء لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

وقالت الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة في بيان يوم الأربعاء، إنه تم فتح معبر رفح البري في اليوم الـ 25 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مضيفة أن إحصائية جاءت بنقل 76 جريح ومرافق في سيارات الإسعاف، ومغادرة ستة حافلات تحمل 345 مسافر من حملة الجوازات الأجنبية، مع زيادة العدد لاحقًا.

وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، إن الوزارة كثفت الاستعدادات في جميع مستشفيات شمال سيناء لاستقبال الفلسطينيين القادمين من غزة.

وأضاف الوزير، خلال مؤتمر صحفي أجراه اليوم السبت، في محافظة شمال سيناء، أنه "يتم تلقي الحالات ونستطيع التعامل مع أكبر عدد من الحالات".

وأوضح الوزير أن الأعداد التي تصل إلى مصر من غزة يوميًا في المتوسط من 40 إلى 50 حالة، مشيرًا إلى أن الكوادر المصرية تستطيع التعامل مع حالات أكثر من ذلك.

اتهامات لإسرائيل بعرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة

والجدير بالذكر أن شاحنات المساعدات تقف أمام معبر رفح في مصر منذ أسابيع، وأوضحت مصر في وقت سابق أن العراقيل الإسرائيلية هي من تعيق إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وأنها "لن تدخر جهدًا من أجل ضمان سرعة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع". 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق إنه "من المؤسف أن عملية نقل المساعدات إلى القطاع تواجه مشكلات لوجستية رئيسية فرضها الجانب الإسرائيلي".

وأضاف أن "الجانب الإسرائيلي يشترط ضرورة تفتيش الحافلات في معبر نتسانا الإسرائيلي المقابل لمعبر العوجة المصري، ثم تتوجه الحافلات بعد ذلك إلى منفذ رفح في رحلة تستغرق مسافة 100 كيلومتر قبل دخولها إلى القطاع عبر معبر رفح".

وأكد على وجود "تشدد كبير من الجانب الإسرائيلي في إجراءات التفتيش، بل ورفض دخول العديد من المساعدات لاعتبارات سياسية وادعاءات أمنية مختلفة، فضلًا عن البطء في إجراءات التفتيش، والتصعيد العسكري المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر".

صورة متعلقة توضيحية

وسبق وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في مؤتمر صحفي خلال وجوده أمام معبر رفح، إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح خان أنه يتعين على إسرائيل أن تبذل جهودًا ملحوظة، دون مزيد من التأخير للتأكد من حصول المدنيين على الأغذية الأساسية والأدوية".

كما أكد مسؤولون في الأمم المتحدة، أن إمدادات المساعدات التي دخلت غزة لاحقًا، محدودة ولا تتوافق مع الاحتياجات الضخمة على الأرض.

إسرائيل تقصف سيارات إسعاف في غزة 

وقصفت القوات الإسرائيلية سيارات إسعاف قرب مستشفى الشفاء في غزة، مساء أمس الجمعة، ما أسفر عن مقتل 15 فلسطينيًا، في ضربة أكدها جيش الاحتلال الذي زعم أنه استهدف فيها نشطاء في حركة حماس.

وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن قافلة الإسعاف التي قصفتها إسرائيل كانت تتحرك بالتنسيق مع الصليب الأحمر، وأضاف أن طائرات الاحتلال استهدفت قافلة الإسعافات التي تقل جرحى في ثلاث مناطق بمدينة غزة.

كما قصفت طائرات الاحتلال مصابين كانوا يتوجهون لمعبر رفح أملًا في تلقي العلاج في الخارج مع خروج معظم مستشفيات غزة عن الخدمة بفعل القصف الإسرائيلي.

إسرائيل تبرر جرائمها في غزة دائمًا بحجة حماس

ومنذ اندلاع الحرب التي تُنفذها إسرائيل في قطاع غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، بعد إطلاق كتائب القسام عملية طوفان الأقصى، وتحاول تبرير جرائمها عن طريق إلصاق التهم إلى حركة حماس.

وسبق وقصفت إسرائيل مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، ثم تنصلت من المجزرة، وحملت المسؤولية لفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع. وادّعت أنّ القصف سببه صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وأصاب عن طريق الخطأ موقف سيارات تابع للمستشفى. كما زعمت أن ذلك جاء بعد إطلاق رشقة صاروخية من مقبرة قريبة منه. وتحقق "مسبار" من الرواية الإسرائيلية وأكد تورطها في قصف المستشفى.

اقرأ/ي أيضًا

كيف تستخدم إسرائيل مقولة حرب الحضارات لتبرير جرائمها في غزة؟

حملة تضليل إسرائيلية للترويج بأنّ الفلسطينيين يفبركون موتهم

الأكثر قراءة