` `

رغم الحقائق والأرقام.. حسابات تدعي تزييف موت الأطفال في غزة

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
3 ديسمبر 2023
رغم الحقائق والأرقام.. حسابات تدعي تزييف موت الأطفال في غزة
يمثل الأطفال الجزء الأكبر من ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة (Getty)

بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وموت آلاف الأطفال، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر دمية سيليكون للأطفال، مدعيةً أنّ "حركة حماس استوردت منها العديد إلى غزة خلال الحرب الجارية للتلاعب بالرأي العام وعواطف الناس، ولكي يبالغوا في عدد القتلى دون ذكر الأسماء".

كيف انتشر الادعاء بأن حماس تستخدم دمى الأطفال في الحرب على غزة؟

نُشر هذا الادعاء للمرة الأولى باللغة العربية يوم الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، عبر حساب على موقع إكس، يُدعى "Hoda_jannat" (هدى جنات).

صورة متعلقة توضيحية

 وجاء ذلك بعد ساعات من انتشار مقطع فيديو آخر لجثة طفل متصلبة ادّعى ناشروه أنه يُظهر فلسطينيًّا يحمل دُمية ويزعم أنّها جثة رضيع، قُتل في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة، بينما هي دمية طفل. وكان حساب هدى جنات هو أول من روج لهذا الادعاء أيضًا.

صورة متعلقة توضيحية

وكان "مسبار" قد تحقق من هذا الادعاء ووجد أنّه مضلل، لأنه يعود لجثة حقيقية متصلبة لرضيع فلسطيني وليس دُمية.

كما تواصل "مسبار" مع صاحب المقطع الأصلي، وهو مصوّر فلسطيني من غزة يُدعى عمر الديراوي، الذي أكّد أن المشهد يُظهر جثة رضيع لا يتجاوز عمره خمسة أشهر. وأكد أنه التقطه في مستشفى شهداء الأقصى في الأول من ديسمبر الجاري. مشيرًا إلى أن الرضيع الذي يظهر في الفيديو، هو محمد هاني الزهار، قضى خلال قصف إسرائيلي على قرية المغراقة، مع تجدد العدوان الإسرائيلي عقب انتهاء الهدنة. 

وصرحت والدة الرضيع، أسمهان أبو عمرة، للتلفزيون العربي، بأنّ "المدفعية الإسرائيلية قصفت المنزل المجاور لمنزلهم"، وأنّها حين هرعت إلى الخارج حاملة طفلها الرضيع كانت تظن أنّه لا يزال نائمًا، لكنّ تبين بعد أن أخذته إلى المستشفى أنّه قد فارق الحياة.

حساب هدى جنات: داعم للاحتلال ويروج للدعاية الإسرائيلية

ويعدّ حساب هدى جنات الذي نشر الادعاء باللغة العربية من أبرز الحسابات التي تروج للدعاية الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. إذ سبق ونشر العديد من الادعاءات المضللة التي فندها "مسبار" في عدد من التحققات السابقة منذ اندلاع الحرب.

يروج حساب هدى جنات للادعاءات الإسرائيلية باستمرار
يروج حساب هدى جنات للادعاءات الإسرائيلية باستمرار

وانتشر مقطع الفيديو أطفال السيلكون لاحقًا عبر حسابات أخرى باللغة الإنجليزية مع الادعاء ذاته، كان أبرزها Michael Weingardt على موقع إكس.

صورة متعلقة توضيحية

وحساب Michael Weingardt هو أيضًا يعمل باستمرار على الترويج للدعاية الإسرائيلية وينشر ادعاءات مضللة عن الفلسطينيين وقتل المدنيين في قطاع غزة. ودائمًا ما يشكك الحساب في موت الأطفال خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة، ونشر أيضًا مشاهد لجثة الطفل المصلبة مع ادعاء أنها لدمية.

صورة متعلقة توضيحية
حساب Michael Weingardt يشارك مزاعم باستمرار عن موت الأطفال في غزة

وشارك مقطع فيديو اليوم الأحد لفلسطيني يمسك طفلان قتلوا خلال الغارات الأخيرة على غزة، وادعى أيضًا أنهما دميتان وليستا لطفلين حقيقيين.

صورة متعلقة توضيحية
حساب Michael Weingardt يشارك مزاعم باستمرار عن موت الأطفال في غزة

مزاعم استخدام الدمية ليست جديدة

وليست المرة الأولى التي تنشر فيها الحسابات الإسرائيلية مزاعم مضللة حول مقتل الأطفال في غزة. وكان حساب إيدي كوهين على موقع إكس، نشر في وقت سابق أيضًا مقطع فيديو آخر وادّعى أنّ ما يظهر فيه دُمية وليست جثّة طفل فلسطيني قُتل في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكان "مسبار" تحقق منه أيضًا وتبين أنه لجثة حقيقية متصلبة أيضًا وليس لدمية، وتواصل مع مصوّر المقطع الأصلي، وهو مصوّر فلسطيني من غزة يُدعى مؤمن الحلبي، بعدما وجد اسمه في العلامة المائية على الفيديو.

أكّد الحلبي أن ما ظهر في الفيديو هي جثة طفل من جنس ذكر، وأن الطفل من عائلة البنا القاطنة في حي الزيتون شمالي غزّة.

صورة متعلقة توضيحية

موت آلاف الأطفال في الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة

تأتي هذه المزاعم مع انتشار المشاهد الحقيقية لموت الأطفال الفلسطينيين في غزة خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع. إذ تحاول هذه الحسابات إثارة الشك في الواقع وفي موت آلاف الأطفال والترويج للأجندة الإسرائيلية التي تدعي عدم استهداف الأطفال. 

ويمثل الأطفال الجزء الأكبر من ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، إذ بلغ عددهم أكثر من 6 آلاف طفل، حتى اليوم.

ووفقا للأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة، فإنّ الأطفال والنساء يشكلون نحو 70 في المئة من حصيلة الضحايا خلال الحرب، فضلًا عن مئات من الأطفال والنساء لا يزالون تحت الأنقاض.

صورة متعلقة توضيحية
طفل دفن قُتل خلال الغارات الإسرائيلية على غزة (Getty)

الأطفال في غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة

وتقول التقارير الأممية إن الأطفال في غزة حاليًا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة وسط ظروف غير إنسانية، بينما يتعرضون للقتل بمعدلات مروعة خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على القطاع.

وتشير تقارير أنه على مدى الأسابيع الأخيرة، يقُتل طفل واحد كل عشر دقائق في المتوسط في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية المستمرة على القطاع.

وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن النساء والأطفال في غزة يعانون بشكل غير متناسب من آثار الحرب الإسرائيلية الجارية. وأن قرابة 52500 طفل رضيع يتعرضون حاليًّا لخطر المجاعة والموت والجفاف ومخاطر صحية أخرى بسبب العدوان المتواصل. 

بالإضافة إلى آلاف النساء الحوامل الذين سيتأثرون بطبيعة الحال بسبب هذه الظروف، إذ تتعرض الأمهات والأطفال حديثو الولادة لتهديد خطير بسبب الهجمات الإسرائيلية، وتعطيل المرافق الصحية المتضررة أو غير العاملة، والنزوح على نطاق واسع، وانهيار إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء.

صورة متعلقة توضيحية
جزء من تقرير  المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان

ويضطر الأطفال الذين يشكلون نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى العيش وسط ظروف لا يمكن تصورها مع تفاقم الوضع الإنساني يومًا بعد يوم. ويعاني كل شخص في غزة من انعدام الأمن الغذائي، في حين يفتقر 70 في المئة من الناس إلى المياه النظيفة، وفقًا للأونروا. 

ويعاني الأطفال من سوء التغذية ونقص الوزن بسبب نقص الغذاء، وفي كثير من الحالات ليس لديهم خيار سوى شرب المياه قليلة الملوحة أو الملوثة، مما يؤدي إلى ارتفاع حالات التهاب المعدة والأمعاء والإسهال.

لا يوجد مكان آمن للأطفال في غزة

تقول المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل بعد زيارتها لقطاع غزة، في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، إنها التقت بعض الأطفال وأسرهم وموظفي اليونيسف هناك، وأضافت "ما رأيته وسمعته كان مدمرًا. لقد تعرضوا للقصف المتكرر والخسارة والنزوح داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن يلجأ إليه مليون طفل في غزة".

وأوضحت "العديد من الأطفال في عداد المفقودين ويعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المباني والمنازل المنهارة، وهي النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان. وفي الوقت نفسه، توفي الأطفال حديثي الولادة الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة في أحد مستشفيات غزة مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بأثر عشوائي".

وتابعت "خلال وجودي في غزة، التقيت أيضًا بموظفي اليونيسف الذين يواصلون تقديم الخدمات للأطفال وسط الخطر والدمار. لقد شاركوني قصصهم المفجعة عن تأثير الحرب على أطفالهم، وأفراد أسرهم الذين قتلوا، وكيف نزحوا مرات عدة".

صورة متعلقة توضيحية
المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة تزور قطاع غزة

اقرأ/ي أيضًا

أوجه التضليل في مقابلة إيلون ماسك وبنيامين نتنياهو حول أحداث 7 أكتوبر

تصريحات زائفة لضابط إسرائيلي يزعم أنّ حماس قتلت أطفالًا وعلقتهم على حبال الغسيل

الأكثر قراءة