أعلنت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، الأربعاء 21 فبراير/شباط، أن أغنية "مطر أكتوبر"، التي قدمتها إلى اتحاد البث الأوروبي (EBU) للموافقة عليها، قد تم رفضها من قبل المؤسسة المسؤولة عن تنظيم المسابقة. ولم تُحسم بعد مشاركة الأغنية في يوروفيجن 2024 من عدمها.
“مطر أكتوبر”: أغنية إسرائيل خارج يوروفيجن؟
وكانت إسرائيل قد اختارت ممثلتها إيدن غولاني مطلع فبراير الفائت، وقالت إنّها ترغب في المشاركة بأغنية "تعكس الوضع الحالي للبلاد".
وقد أثار هذا الإعلان الكثير من الانتقادات، لأن المسابقة تمنع استخدام الرسائل السياسية في نصوص الأغاني المشاركة.
وأكدت "كان" في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، أن أغنية "مطر أكتوبر" قد تم رفضها بالفعل من قبل لجنة اتحاد البث المسؤولة عن التحقق من مطابقة النصوص.
وتشير كلمات الأغنية، وفق موقع إسرائيل هيوم، إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وتدعي هيئة البث الإسرائيلية أنه "يجري حوار مع اتحاد البث الأوروبي" حول هذا الموضوع، لكن "ليس لديها أي نية لاستبدال الأغنية". وفي حالة الخلاف، قد لا تتمكن إسرائيل من المشاركة في المسابقة، التي ستنتظم في مالمو (السويد) شهر مايو/أيار المقبل.
وقال وزير الثقافة الإسرائيلي إنّ "نية اتحاد البث الأوروبي استبعاد الأغنية الإسرائيلية من مسابقة يوروفيجن أمر فاضح". وأضاف في منشور له على موقع إكس "إنها أغنية مؤثرة تعبر عن مشاعر الناس والبلد اليوم وليست سياسية".
كما دعا الاتحاد إلى "مواصلة العمل بمهنية ومحايدة وعدم السماح للسياسة بالتأثير على الفن".
في المقابل قال المشرفون على المسابقة إنّ اتحاد البث الأوروبي يقوم حاليًا بعملية تدقيق في كلمات الأغاني، وهي عملية سرية بين اتحاد البث والهيئة حتى يتم اتخاذ القرار النهائي.
وأضاف المنظمون في بيان أنّه "إذا تم اعتبار الأغنية غير مقبولة لأي سبب من الأسباب، فسيتم منح فرصة لتقديم أغنية جديدة أو كلمات جديدة".
اتهامات لإدارة يوروفيجن بازدواجية معايير
ولايزال الجدل حول مشاركة إسرائيل من عدمها في مسابقة يوروفيجن متواصلًا، خاصة أنّ منظمي المسابقة أقروا ذلك، رغم الانتقادات التي طالبت باستبعادها، بسبب حربها على قطاع غزة، التي أودت بحياة أكثر من 29 ألف فلسطينيّ وحوالي 70 ألف إصابة.
وكان التلفزيون العام الأيسلندي قد أعلن، في يناير الفائت، أن قرار مشاركة البلاد في يوروفيجن 2024 غير مؤكد، ما لم يتم استبعاد إسرائيل من المسابقة، لنفس الأسباب التي استُبعدت من خلالها روسيا عام 2022".
لكن اتحاد البث الأوروبي، قال إنه أجرى مراجعة وقرر أن إسرائيل يمكن أن تشارك في المسابقة.
وأضاف المنظمون أن مسابقة الأغنية الأوروبية هي حدث موسيقي غير سياسي ومنافسة بين مذيعي الخدمة العامة الأعضاء في اتحاد البث الأوروبي.
تأسس اتحاد البث الأوروبي، ومقره جنيف، عام 1950، ويعد أكبر تحالف إعلامي للخدمات العامة في العالم. ويضم 112 منظمة عضوًا في 56 دولة.
وقال نويل كوران، المدير العام لاتحاد البث الأوروبي، في بيان “لقد قامت هيئاتنا الإدارية بمراجعة قائمة المشاركين في مسابقة 2024 ووافقت على أن هيئة البث الإسرائيلية العامة “كان” استوفت جميع قواعد المسابقة لهذا العام ويمكنها المشاركة، كما فعلت على مدار الخمسين عامًا الماضية”.
رغم ذلك يقول منتقدو المسابقة إنّ المشرفين اتخذوا قرارًا باستبعاد روسيا بعد أن شنت غزوًا على أوكرانيا في 24 فبراير 2022. واعتبر اتحاد البث الأوروبي، حينها، أن "إدراج مشاركة روسية في مسابقة ذلك العام من شأنه أن يسيء إلى سمعة المنافسة".
لكن كوران يرى أنه ليس من اختصاص الاتحاد إجراء مقارنات بين الحروب. وقال "إننا نتفهم المخاوف والآراء الراسخة بشأن الصراع الحالي في الشرق الأوسط". مستدركًا أن مسابقة يوروفيجن "ليست منافسة بين الحكومات".
وأضاف "في حالة روسيا، تم تعليق عضوية هيئات البث الروسية نفسها في اتحاد الإذاعات الأوروبية بسبب انتهاكاتها المستمرة لالتزامات العضوية وانتهاك قيم الخدمة العامة".
وزاد "العلاقة بين كان والحكومة الإسرائيلية تختلف جوهريًّا عن العلاقة القائمة بين هؤلاء الأعضاء الروس والدولة، حيث هددت الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة بإغلاق هيئة البث”.
وخلص بيانه إلى أن "اتحاد البث الأوروبي متحالف مع المنظمات الدولية الأخرى، بما في ذلك الاتحادات الرياضية والهيئات الدولية الأخرى، التي حافظت بالمثل على موقفها الشامل تجاه المشاركين الإسرائيليين في المسابقات الكبرى في هذا الوقت".
ويُشار إلى أنه سبق للعديد من الدول، أن عدلت عنوان أو مضمون الأغاني المشاركة، امتثالًا للقواعد التي وضعها المنظمون، والتي تحظر النصوص التي تشير إلى علامات تجارية أو رسائل سياسية.
اقرأ/ي أيضًا
هل حمل إعلانٌ لعلامة دجاج كنتاكي دلالات مسيئة للنازحين في غزة؟
وسائل إعلام غربية تتجاهل تقريرًا أمميًّا حول العنف الجنسي الذي يمارسه جنود الاحتلال ضد الفلسطينيات