أفادت وسائل إعلام غربية، أن أنصار الرئيس الأميركي السابق والمرشح للانتخابات المُقبلة، دونالد ترامب، عملوا على مشاركة صور مزيفة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لناخبين من"االبشرة السمراء"، لتشجيع الأميركيين من أصل أفريقي على التصويت لصالح الحزب الجمهوري.
صور مزيفة تصور دعم أصحاب "البشرة السمراء" لترامب
وكشف برنامج بانوراما الذي يُذاع على شبكة بي بي سي، عن عشرات الصور المزيفة التي تصور أصحاب "البشرة السمراء" على أنهم يدعمون الرئيس الأميركي السابق. لكن، وفقه، لا يوجد دليل واضح يربط هذه الصور بشكل مباشر بحملة ترامب إلا أنّ ناشريها كانوا من أنصاره.
وانتشرت صورة لترامب وهو يقف على الشرفة مع بعض الرجال السود، مع تعليقات تمت مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، تُشير إلى أن الرئيس السابق أوقف موكبه ليقف في مكانه لالتقاط الصورة. وذكرت بي بي سي أن بعض المعلقين قالوا إن الصور مزيفة، لكن آخرين كانوا مقتنعين بأنها حقيقية.
كما انتشرت صورة أخرى ظهر فيها ترامب وهو يبتسم وهو يضع ذراعيه حول مجموعة من "النساء السود" في إحدى الحفلات، وتمت مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أيضًا.
استهداف مجتمع السود في أميركا
وقال كليف أولبرايت، المؤسس المشارك لمجموعة Black Voters Matter (الناخبون السود مهمون)، وهي مجموعة تشجع أصحاب "البشرة السمراء" على التصويت، إن "الصور التي تم التلاعب بها كانت تدفع لسرد استراتيجي يهدف إلى إظهار شعبية ترامب في مجتمع السود".
وأضاف أولبرايت، أن الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي "تبدو جزءًا من عودة ظهور أساليب التضليل المستخدمة في انتخابات عام 2020 والتي تستهدف مجتمع السود".
استطلاع: يشعر معظم الأميركيين بالقلق من تأثير الذكاء الاصطناعي على الانتخابات
وتأتي هذه الصور، مع مخاوف من تسبب الذكاء الاصطناعي في مشكلات خلال الحملة الانتخابية لعام 2024، إذ استخدمت المكالمات الآلية الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت جو بايدن وهو يحث الناخبين على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير.
ووفقًا لاستطلاع أجرته جامعة نورث إيسترن، مؤخرًا، فإن غالبية الأميركيين يشعرون بالقلق من استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الأكاذيب خلال الانتخابات الرئاسية المُقبلة.
تم إجراء الاستطلاع بواسطة مختبر الذكاء الاصطناعي الجديد التابع لجامعة نورث إيسترن لقياس تصورات عامة الناس حول الذكاء الاصطناعي. ووجدت أن 83 في المئة من المشاركين يشعرون بالقلق إزاء انتشار المعلومات الزائفة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، خلال الحملة الرئاسية لعام 2024.
مقطع مفبرك لترامب على أنه يُهدد تركيا بعد انتخابه رئيسًا
وسبق وتحقق "مسبار" من مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ونسب إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ادّعى ناشروه أنّه قال فيه إنّ رحلته الخارجية الأولى بعد انتخابه رئيسًا عام 2025 ستكون إلى قبرص، وإنّه سيمنح الرئيس التركي أردوغان 24 ساعة لإخراج قواته من الجزيرة. ويضيف الادعاء أن ترامب قال في المقطع "ستُعاد جميع الممتلكات المسروقة من تركيا عام 1974 إلى أصحابها الشرعيين. قبرص سوف تتحرر".
وكشف "مسبار" أن مقطع الفيديو مفبرك بواسطة الذكاء الاصطناعي، عن طريق موقع "TryParrotAI.com"، المتخصص في توليد مقاطع فيديو تستنسخ أصوات الأشخاص وتطابق حركة شفاههم مع النصوص المدخلة.
تفوق ترامب وبايدن في الانتخابات التمهيدية
ويأتي هذا، بالتزامن مع إجراء الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، التي كانت مقررة يوم الثلاثاء الخامس من مارس/آذار الجاري، إذ يتعين على الأميركيين قبل أن يختاروا رئيسًا في نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل، اختيار المرشحين في سلسلة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية.
وتهدف الانتخابات التمهيدية إلى اختيار المرشحين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، من خلال اقتراع يجري في كل الولايات لاختيار مندوبين يشاركون في المؤتمر العام للحزب، لانتخاب المرشح الرسمي لخوض السباق الرئاسي.
وكان سباق الحزب الجمهوري قد بدأ بـ11 مرشحًا، وصل منهم مرشحان فقط إلى انتخابات يوم الثلاثاء، هما الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي، وذلك بعد انسحاب بقية المرشحين خلال الفترة الأخيرة. وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت في تسع ولايات بالفعل تفوقًا لترامب، إذ فاز بها جميعًا وبفارق كبير، وصل إلى 40 نقطة في بعض الولايات.
بينما اكتسح الرئيس الأميركي جو بايدن، كل الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي في ظل عدم وجود منافسة حقيقية داخل المعسكر الديمقراطي.
اقرأ/ي أيضًا
هل وضع علامة مائية على المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي كافٍ لمنع التضليل؟
كيف أثر توظيف إسرائيل للذكاء الاصطناعي على حياة الفلسطينيين وسردياتهم؟