في الثاني والعشرين من آذار/مارس الجاري، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة الأميركية، يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مقابل تسليم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، ووصف المندوب الروسي مشروع القرار الأميركي أنه مسيس ومنافق ولا يدعو بشكل مباشر إلى وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر على غزة.
المندوبة الأميركية تروج لمزاعم الاغتصاب في السابع من أكتوبر
عقب فشل مجلس الأمن في تبني المشروع الأميركي بشأن العدوان على غزة والأسرى الإسرائيليين، وفي أول تعليقٍ أميركي على التصويت، أعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عن أسفها لاستخدام روسيا والصين حق الفيتو وعدم اعتماد القرار، وأشارت إلى عدم إدانتهما لما حدث في السابع من أكتوبر، بالقول "ترفض روسيا والصين إدانة حماس بسبب إضرامها النار في الناس وهم أحياء وإطلاق النار على مدنيين أبرياء في حفل موسيقي واغتصاب النساء والفتيات واختطاف المئات من الأشخاص كرهائن".
وتبنت بذلك الرواية الإسرائيلية التي تروج لمزاعم الاغتصاب والاعتداء الجنسي، خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت، والتي استهدفت فيها كتائب القسام ثكناتٍ عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة، على الرغم من عدم وجود أي أدلة تُثبت تعرض إسرائيليات للاعتداء الجنسي.
وسائل إعلامية تتبنى كلمة المندوبة الأميركية
راجع "مسبار" تغطية وسائل إعلام غربية بشأن مشروع القرار ووجد أن معظمها نقلت كلمة المندوبة الأميركية ليندا غرينفيلد متضمنة الترويج لمزاعم الاعتداء الجنسي، دون أي إشارة إلى عدم وجود أدلة عليها، مثل لوس أنجليس تايمز وقناة سكاي نيوز وإس أي بي سي نيوز وغيرها.
تجاهل إعلامي غربي لمعاناة النساء الفلسطينيات
وفي 24 مارس الجاري، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، عن قلقها إزاء تزايد حالات العنف التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد فلسطينيات خلال الحرب الجارية على غزة.
وشدّدت ريم السالم في منشورها على موقع إكس، على أنّ الاغتصاب وغيره من أنواع العنف الجنسي، يمكن اعتبارها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو سلوكيات قد تشكل إبادة جماعية. ودعت المقررة الأممية إلى وقف حالات العنف ضد النساء الفلسطينيات على الفور.
لكن منشور ريم السالم لم يحظ بتغطية إعلامية بحجم التغطية التي تروج لمزاعم اغتصاب إسرائيليات في السابع من أكتوبر.
وفي سياقٍ مشابه، كشف مسبار في تقريرٍ سابق عن تجاهل وسائل الإعلام الغربية لتقريرٍ أممي حول العنف الجنسي الذي يمارسه جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيات في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الفائت.
وأشار التقرير الذي نشره مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في فبراير/شباط الفائت، إلى وجود تقارير تفيد بتعرض النساء والفتيات الفلسطينيات الأسيرات لدى إسرائيل لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من قبل ضباط الجيش الإسرائيلي الذكور”. وقال الخبراء إنّ “ما لا يقل عن معتقلتين فلسطينيتين تعرضتا للاغتصاب” بينما ورد أنّ أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب والعنف الجنسي.
ولكن مسبار لاحظ أن عددًا من الوسائل الإعلامية الكبرى مثل صحف ذا نيويورك تايمز وذا واشنطن بوست ووول ستريت جورنال ولوس أنجليس تايمز وغيرها لم تنشر أي خبر أو تقرير أو مادة صحفية تتحدث عن تقرير الأمم المتحدة، حينها.
كما كشف مسبار في تقريرٍ آخر عن تحريف وسائل إعلامية غربية تقريرًا للأمم المتحدة يدحض المزاعم الإسرائيلية حول العنف الجنسي في السابع من أكتوبر الفائت.
مجلس الأمن يعتمد قرارًا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة
يذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد تبنى يوم الإثنين 25 مارس الجاري، قرارًا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة للمرة الأولى بعد مرور أكثر من 5 أشهر من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقدمت مشروع القرار الدول العشر غير دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومنها الجزائر وهي العضو العربي الوحيد بالمجلس، ويطالب القرار بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.
وقد تم اعتماد القرار بموافقة 14 من أعضاء المجلس مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت. وقالت المندوبة الأميركية ليندا غرينفيلد، عقبه، إن بلادها لم تكن متفقة مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم تصوت لصالحه.
أقرأ/ي أيضًا:
التضليل مرتين: وسائل الإعلام الغربية لم تصحح الادعاءات التي ثبت زيفها عن مستشفى الشفاء
كيف تروج إسرائيل لمزاعم وقوع اعتداءت جنسية خلال عملية طوفان الأقصى؟
