منذ الشهر الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ الاحتلال ببثّ مزاعم عن وجود مقرّات لحماس تحت مبنى مستشفى الشفاء، من دون تقديم أدلّة تثبت ادعاءاته. وبينما كانت إسرائيل في بداية الحرب تستهدف مستشفى الشفاء، مع وجود أدلّة وبلاغات متكرّرة عن تعرّض المستشفى للقصف الإسرائيلي، كان المسؤولون الإسرائيليون يدّعون أنّهم لم يستهدفوه، بل يستهدفون عناصر حماس المنتشرين قرب الشفاء، زاعمين أنّ هناك ممرًّا آمنًا جنوبي المستشفى، بينما كانت الحقائق تشير إلى أنّ إسرائيل تستهدف من يحاول الخروج منه.
أثارت هذه الادعاءات المتكرّرة موجة تساؤلات واستنكارات، خصوصًا أنّ هذه المزاعم عن وجود مقرّات لحماس ليست بجديدة على الاحتلال، فقد روّج لها منذ سنوات، وأعاد منذ بداية هذه الحرب، عبر حملةٍ إعلامية، إحياء الرواية التي بدأت منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، بشأن وجود كبار قادة حركة حماس ومقرات القيادة الرئيسة تحت مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وبعد حملة الادعاءات هذه على لسان متحدثي الاحتلال الحكوميين والعسكريين ووسائل الإعلام والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهى الأمر إلى اقتحام المستشفى يوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وخلال الاقتحام استمرّ جيش الاحتلال بالتضليل لتبرير هجومه على المستشفى، وتلاعب بوضع الأسلحة داخل الشفاء ليُروّج لروايته، لكنّه لم يستطع إثبات ادعاءاته.
كما شاركت حسابات تروّج للرواية الإسرائيليّة بنشر ادعاءات مضلّلة حول مستشفى الشفاء بغزة، فادّعى بعضها أنّ عناصر حماس هاجموا المستشفى وسرقوا الوقود والدواء، ما أدّى إلى تعثر معالجة المرضى، مع دعوة المدنيين إلى ضرورة مغادرته. وشاركت حسابات أخرى مقاطع مضللة لأناس مصابين بالذعر داخل مستشفى مُدّعية أنّها لاندلاع اشتباكات بين عناصر من حركة حماس وجنود إسرائيليين داخل مستشفى الشفاء، للترويج لفكرة أنّ هناك مقاتلين من حماس داخله.
وتبنى الإعلام الغربيّ ادعاءات الجيش الإسرائيلي عن مستشفى الشفاء، على الرغم من أنّه لم يقدّم إثباتات وأدلّة يمكن أخذها بعين الاعتبار، فتبنّى أدلّة الاحتلال على أنها حقائق من دون التدقيق فيها، ونقلت بعض وسائل الإعلام الغربية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ حماس بنَت مجمّعًا واسعًا تحت المستشفى، وهذا ما يجعل الشفاء "هدفًا عسكريًا مشروعًا"، ونشرت وسائل الإعلام الغربية عشرات التقارير حول الأمر مُكرّرة الرواية الإسرائيلية نفسها حول المستشفى منذ بداية الحرب الحالية في أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من ظهور الكثير من الأدلة التي تُظهر ضعف الادعاء الإسرائيلي حول وجود مقرات لحركة حماس تحت الشفاء. وجد مسبار أن وسائل الإعلام الغربية لم تصحح الادعاءات التي ثأكّد زيفُها عن مستشفى الشفاء، ولم تُقدّم أي تصحيح أو اعتذار عن المعلومات الخاطئة التي أوردتها.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال باقتحام مجمّع الشفاء الطبي في المرة الأولى، بل عادت واقتحمته مرة ثانية فجر يوم الاثنين 18 مارس 2024، ما أدّى إلى وقوع ضحايا وإصابات واعتقال العشرات. وبقيت جثامين الضحايا ملقاةً في باحات المستشفى والطرق المؤدية إليه، وفق مصادر طبية.
مزاعم إسرائيلية عن مقرات لحماس تحت مستشفى الشفاء
في يوم الجمعة 27 أكتوبر عام 2023، عقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري مؤتمرًا صحفيًّا، عرض خلاله صورًا ومشاهد أمام وسائل الإعلام العالمية، قال إنها تكشف الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وأنّها دليل مؤكّد على وجود مقرّات لحركة حماس داخل وتحت مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة.
مضيفًا أنّ المجمّع يحتوي عدّة مقرّات تحت الأرض، توجّه من خلالها قيادات حماس أنشطتها، وأنّ هناك نفقًا يصل إلى المستشفى، ويسمح بالدخول إلى مقر حماس من دون المرور بالمستشفى. كما ادّعى وجود مركز مراقبة للأمن الداخلي التابع لحماس داخل المستشفى، وأنّه يعمل فيه على نطاق واسع رجال مسلحون، في الحالات الروتينية والطارئة، وأنّ حماس تطلق من مقرّ هناك الصواريخ وتستهدف القوات الإسرائيلية، وتخزّن الأسلحة والذخيرة.
وعرّج المتحدث بالقول إنّ المستشفى "يضم 1500 سريرًا ونحو 4000 موظف يشكلون درعًا بشريًا لقادة التنظيم".
ردّ "مسبار" في تقرير مفصّل على ادعاءات هاغاري، وبيّن أنّ الأماكن التي أشار إليها الاحتلال في رسم توضيحي على أنّها مقرّات ونقاط تابعة لحماس داخل مستشفى الشفاء، تعود في حقيقتها إلى بعض المرافق الصحية في الأقسام الداخلية الخاصة بالمستشفى وضمن أجزاء المجمع فوق الأرض وليست تحتها، وكانت تعجّ بالمرضى والجرحى والطواقم الطبية والنازحين.
وكشف "مسبار" أنّ كلّ قسم من الأقسام التي زعم الاحتلال أنّها مقرّات لحماس، له تخصصه الطبي، مثل مبنى قسم الاستقبال والطوارئ، ومبنى العيادات الخارجية، ومبنى العناية المركزة، والمبنى المخصص لغسيل الكلى، إضافة إلى مبنى الحضانات.
كما بيّن مسبار أنّ مقطع الرسوم المتحركة الذي نشره الاحتلال لمستشفى الشفاء، يعرض رسومًا متحركة تقدّم معلومات غير واضحة، وهو مُصمّم عشوائيًّا بطريقة غير منطقية تثير الشكوك حول ادعاءاته.
إسرائيل تقتحم مستشفى الشفاء دون أدلة على أنه مقر لحماس
قبل اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمّعَ الشفاء الطبي في قطاع غزة، بذلت إسرائيل قصارى جهدها لتبرّر مزاعمها التي تقول إنّ مجمّع الشفاء مقرُّ قيادةٍ لحركة حماس، وأنها تخطّط منه لهجماتها على إسرائيل. ومع أنّ الأدلة المُقدّمة لم تصل إلى حدّ إثبات تلك المزاعم، وفق تقرير نشرته صحيفة ذا غارديان البريطانية، إلّا أنّ قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت مستشفى الشفاء، ونفّذت هجومها.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها تحليلًا نشرته شبكة بي بي سي يُظهر أن لقطات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وهو يكتشف ظاهريًا حقيبة تحتوي على سلاح خلف جهاز الرنين المغناطيسي، قد سُجّلت قبل ساعات من وصول الصحفيين الذين كان من المفترض أن يعرضها لهم.
وأنه في مقطع آخر، عُرض لاحقًا، ضاعف عدد الأسلحة في الحقيبة. وأن القوات الإسرائيلية ادعت أن هذه المشاهد التي نشرتها تُظهر ما عثرت عليه في المستشفى، وأنّها صُوّرت في تسجيل واحد، ولم تخضع للتحرير الصحفي. ولكن تحليل بي بي سي وجد أنّ المشاهد قد خضعت إلى التحرير بالفعل.
وقد أدّت هذه الادعاءات غرضها أمام بعض وسائل الإعلام الغربية، فبينما هدفت تلك المزاعم إلى تبرير الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على مرافق القطاع الصحي في غزة، وعلى رأسها مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في غزة. تلقّفت بعض وسائل الإعلام الغربية مثل صحيفة ذا نيويورك تايمز، وشبكة سي إن إن، وصحيفة ذا تيليغراف البريطانية، وعشرات وسائل الإعلام الغربية الأخرى، الادعاءات التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي من دون أن يكون لديه أدلة مقنعة، وتبنّتها على أنها حقائق من دون أن تُدقّق فيها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فعند تراكم الأدلة التي تُثبت ضعف الادعاء الإسرائيلي حول وجود مقرّات لحماس تحت مستشفى الشفاء، راجع مسبار ما نشره الإعلام الغربي عن الادعاءات الإسرائيلية حول المستشفى، ووجد أن جميع الأخبار والتقارير التي روّجت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب للرواية الإسرائيلية، ما زالت كما هي، ولم تُجرِ أي تصحيح أو تقدّم أي اعتذار عن المعلومات الخاطئة التي وردت فيها.
إسرائيل تدّعي أنّها لا تستهدف أو تحاصر مستشفى الشفاء
ادّعى أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، في مقطع نشره على حسابه الشخصي في "إكس"، أنّ وسائل الإعلام تقول كذبًا إنّ إسرائيل تستهدف مستشفى الشفاء، وأن الاشتباكات دارت في محيط المستشفى مع مقاتلي حماس، مدّعيًا أنّه لا يوجد أي حصار أو استهداف للمستشفى، وأنّه يمكن لأيّ شخص الخروج من المستشفى إن أراد ذلك.
وقال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنّ إسرائيل لم تستهدف مستشفى الشفاء في قطاع غزة، وأنّ حماس هي التي اختارت أن تحارب قرب المسشتفى على حد تعبيره، وما يجري هو استهداف للحركة، وأكّد المتحدث أنّ هناك ممر دائم وآمن جنوب مستشفى الشفاء.
فنّد "مسبار" بتحقيق مفصّل زيف هذه الادعاءات، وكشف أنّ الحقائق على عكس ما وصفها المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي، فالاحتلال يستهدف من يحاول الخروج من مستشفى الشفاء، ونتيجة الوضع الكارثي هناك، تعرّض جميع من في المستشفى إلى الخطر الشديد، إذ لا يتوفر طعام أو ماء أو كهرباء.
كيف تلاعب الجيش الإسرائيلي بوضع الأسلحة داخل مستشفى الشفاء؟
خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمّعَ الشفاء الطبي، وسط قطاع غزة، يوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، وثّق العمليّة فريق من شبكة فوكس نيوز الأميركية.
قارن مسبار بين المشاهد التي نشرها الاحتلال، والمشاهد التي عرضتها فوكس نيوز في تقريرها المصور، والذي يُظهر تجوّل مراسلها تري ينغست، خلال تمشيط الجيش الإسرائيلي للمجمع. ووجد مسبار اختلافات بين مشاهد جيش الاحتلال ومشاهد الشبكة الأميركية، عرضها في تحقيق مفصّل، ممّا يُظهر تلاعب الجيش الإسرائيلي بوضع الأسلحة داخل المستشفى لتبرير الهجوم عليه.
وفي نهاية التقرير قال تري ينغست مراسل فوكس نيوز، إنّ الجيش الإسرائيلي لم يظهر أي أنفاق موجودة تحت المستشفى، وأكّد أنه لم يُظهر إلا بنادق آلية في غرفة الرنين المغناطيسي. وشكك "مسبار" في هذه الرواية ونشر تقريرًا يوضح نقاط الخلل في الادعاءات الإسرائيلية حول مستشفى الشفاء.
كما تناول مسبار أيضًا في تقرير له الأدلّة الهشّة التي استمرّ الجيش الإسرائيلي بنشرها بعد أول اقتحام لمجمع الشفاء الطبي، والتي استخدمها لإثبات أنّه عثر على أسلحة وأدلة تشير إلى وجود سابق لمسلحين داخل المجمع، يمكن الاطلاع عليه من هنا.
إسرائيل تُلمّع صورة جيشها من خلال صورة له مع أطفال حديثي الولادة
نشر حساب إسرائيل بالعربية، على موقعي "إكس" و"فيسبوك"، صورة تُظهر جنديين إسرائيليين في غرفة لأطفال حديثي الولادة، وأرفقتها بتعليق "حياة جديدة وآمال متجددة بالعيش بسلام وأمان مع جيراننا أقوى محرك للقضاء على شر حماس". وادّعى مستخدمون أنّ الصورة من مستشفى الشفاء في قطاع غزة، بعد أن شاركوها في حساباتهم.
عند تحقق مسبار من الادّعاء الذي أرفقه متداولو الصورة تبين أنّه مضلّل، إذ إنّها لأطفال إسرائيليين في مركز رعاية طبية يُدعى شامير للأمومة، الواقع في مستوطنة بئر يعقوب جنوبي شرق تل أبيب، وأشار المصدر الذي نشر الصورة إلى أنّها "لمجندين إسرائيليين (أفيتار ومور) وهما يتفقدان طفليهما، بعد أن عادا من القتال في إجازة قصيرة".
والصورة منشورة قبل قرابة أسبوع من اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى الشفاء، منذ الثامن من نوفمبر 2023، ولا تُظهر اهتمام الإسرائيليين ورعايتهم للأطفال الخدج الموجودين في مجمع الشفاء الطبي.
فبركة إسرائيل فيديو لممرضة تدعي أنها تتحدث من داخل مستشفى الشفاء
نشرت حسابات إسرائيلية مقطعًا ادعت أنه لممرضة فلسطينية تتحدّث من داخل مستشفى الشفاء، ظهرت الممرضة في المقطع بحالة من الهلع، وتحدّثت باللغة الإنجليزية والعربية، مدّعية أن عناصر من حماس هاجموا المستشفى وسرقوا الوقود والدواء، فتعثّر علاج المرضى، ودعت الممرضة المدنيين إلى مغادرة مستشفى الشفاء.
انتشر المقطع على نطاق واسع، ولوحظ أنّ لهجة الممرضة الظاهرة في المقطع ليست عربية. ما دفع الصحفي يونس الطيراوي إلى التواصل مع أطباء داخل مستشفى الشفاء، ليوضح في منشور على منصة إكس "لقد تحدثت للتو مع العديد من الأطباء والممرضات من مستشفى الشفاء، وأجابوا جميعًا في بيان: لا نعرف هذه المرأة، ولم تعمل هنا من قبل ولم نرها أبدًا في المستشفى". وانتبه البعض في صفحة ملاحظات مجتمع "إكس" أنّ لهجة هذه الممرضة أقرب للعبرية إذا ما لوحظت طريقة نطقها لأحرف الـ "التاء" و"الحاء" و"العين".
وعندما راجع مسبار مقاطع حديثة من مستشفى الشفاء، وقارنها مع فيديو الممرضة، رصد اختلافًا في ملابس ومعدات الأطباء وفي بيئة المستشفى. كما حلّل مسبار الصوت في المقطع ووجد أنّ هناك احتمالًا كبيرًا في أن الفيديو قد خضع إلى التعديل، وعند تتبّع شبكة ناشري المقطع في وسائل التواصل خلص مسبار إلى أدلّة تزيد الشكوك حول مصدر هذا الفيديو، وأنّ هناك حملة دعائية منظمة روّجت للمقطع، تشبه نمط عمل "الجيوش الإلكترونية".
فيديو حالة ذعر في المستشفى ليس من اشتباكات في مجمع الشفاء
نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو ادّعت أنّه يُوثق اشتباكات بين مقاتلي حماس وجنود إسرائيليين داخل مستشفى الشفاء في قطاع غزة، يوم 15 نوفمبر 2023. وأنّ هذا الفيديو دليل على كذب الجهات التي تدّعي أنّه لا وجود لحماس داخل المستشفى.
عندما دقّق مسبار في المقطع، وبحث في حقيقته، اتّضح أنّ هذا الادعاء مضلّل، إذ إن مقطع الفيديو يوثّق قصف الاحتلال محيط المستشفى الإندونيسي في التاسع من نوفمبر 2023، ويُظهر حالة الهلع والرعب بين المواطنين النازحين والمصابين داخل المستشفى، وليس لاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى الشفاء.
الاقتحام الثاني لمجمع الشفاء الطبي وأبرز التضليلات حوله
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، الواقع غربي مدينة غزة، فجر يوم الاثنين 18 مارس 2024. فتوغّلت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية فجأة تحت غطاءٍ ناري كثيف، وحاصرت مستشفى الشفاء، ثمّ استهدفت أجزاءً منه بالقذائف المدفعية والطائرات المسيرة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أنّ قوات الاحتلال نفّذت هذا الاقتحام الثاني لمجمّع الشفاء الطبي، بعد أن وردتها معلومات استخباراتية تفيد بوجود مسؤولين من حركة حماس يعملون بداخله ضد إسرائيل.
وفي اليوم الـ178 من الحرب على قطاع غزة، انسحب جيش الاحتلال بشكل كامل من داخل مستشفى الشفاء ومحيطه بعد عملية دامت نحو أسبوعين.
وأدان المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة في تقرير لقناة الجزيرة تدمير مجمع الشفاء. وحمّل الثوابتة الاحتلال المسؤولية واصفًا ما جرى في المجمع بأنه "كارثة إنسانية". وذكر أنّ الطواقم الطبيّة في مجمع الشفاء أحصت قرابة 300 شهيد بعد هذا الاقتحام ومن المتوقع ارتفاع العدد إلى 400 داخل مجمع الشفاء وفي محيطه. وأشار إلى أنّ هناك أكثر من 300 مختطف اقتادته قوات الاحتلال إلى معتقلات مجهولة، وألحقت دمارًا هائلًا بالمبنى.
الفيديو ليس من الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمحيط مجمع الشفاء
تداولت حسابات على موقع "إكس"، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يصوّر أحزمة نارية استهدفت محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة حديثًا بعد الاقتحام الثاني للمجمع.
وعند تحقّق "مسبار" من الادعاء تبيّن أنّه مضلّل، ومقطع الفيديو يظهر أحزمةً ناريةً استهدفت منطقتي القرارة ومدينة حمد، الواقعتين شمالي خانيونس، في الثالث من مارس 2024.
صورة قديمة وليست لدبابات إسرائيلية حاصرت محيط مجمع الشفاء الطبي حديثًا
انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، صورة ادّعى متداولوها أنّها لدبابات إسرائيلية حاصرت محيط مجمع الشفاء الطبي حديثًا.
وعندما بحث "مسبار" عن حقيقة هذه الصورة، وجد أنّها تعود إلى الأول من نوفمبر 2023، ويظهر فيها مركبات مدرعة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في أثناء عدوانه على غزة. وقد نشر هذه الصورة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتها وقال إنّها في غزة، من دون أن يُحدّد موقع التقاطها.
صورة قديمة وليست لاعتقال العاملين في مجمع الشفاء خلال الاقتحام الأخير
انتشرت في وسائل التواصل، صورة ادّعى ناشروها أنّها تظهر اعتقال الجيش الإسرائيلي العاملين في مجمع الشفاء الطبي، إثر الاقتحام الثاني في الحرب الحالية على قطاع غزة.
إلّا بحث "مسبار" كشف أنّ الصورة منشورة في حساب إسرائيلي على انستغرام، باسم Gold horizon، يُعرف عن نفسه بأنّه مصور فوتوغرافي.
وقد نشرها في حسابه في الثالث من فبراير 2024، مصحوبة بمجموعة صور أخرى يظهر فيها جنود الاحتلال الإسرائيلي واقفين قرب معتقلين فلسطينيين بعد تقييدهم وتجريدهم من ثيابهم. وذكر أنه التقطها في المستشفى الإندونيسي.
صورة قديمة وليست لاعتداء قوات الاحتلال على سيّدة فلسطينية في مستشفى الشفاء
انتشرت حديثًا على موقع إكس، صورة ادعى ناشروها أنها لاعتداء قوات الاحتلال على سيدة فلسطينية، قبل اغتصابها، في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع نشر شهادات بوقوع حالات اغتصاب في القطاع.
إلّا أنّ تحقيق مسبار كشف أنّ الصورة تعود إلى 10 مايو/أيار عام 2021، وأنّها لاعتقال الشرطة الإسرائيلية امرأة فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، عند خروج الوقفات الاحتجاجية المعترضة على التهجير القسري للعائلات الفلسطينية من الحيّ.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، يواصل فريق مسبار رصد الادعاءات التي تلقى رواجًا على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والعمل على تفنيد مزاعم الاحتلال، في تقارير يمكن الاطلاع عليها عبر رابط (الحرب على غزة).
اقرأ/ي أيضًا
مزاعم إسرائيلية دون أدلة عن مقرات لحماس تحت مستشفى الشفاء
بين مشاهد فوكس نيوز والاحتلال: كيف تلاعب الجيش الإسرائيلي بوضع الأسلحة داخل مستشفى الشفاء؟