وثقت وسائل إعلام مساء يوم الثلاثاء 30 يونيو/حزيران الفائت، اعتداءات مواطنين أتراك على سوريين مقيمين في مدينة قيصري في تركيا، إذ تم تدمير وإحراق ممتلكات السوريين والاعتداء بالضرب عليهم، إثر انتشار مقطع فيديو لشاب سوري وهو يتحرش بطفلة في أحد المرافق العامة. وأسفرت هذه الاعتداءات عن أضرار جسيمة بعشرات السيارات والمحال التجارية للسوريين.
كم ارتبطت أحداث قيصري بانتشار العديد من الشائعات والمعلومات المضللة، ابتداء من ادعاءات تداولتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية مفادها أن جنسية الطفلة المعتدى عليها تركية، في حين أوضح بيان صادر عن بلدية قيصري أنها سورية وتربطها صلة قرابة بالمعتدي، وجاء في البيان أنّ "عناصر الشرطة احتجزت الشاب ووضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة".
مشاهد مضللة منسوبة لأحداث قيصري
انتشر مقطع فيديو ادّعى مستخدمون أنه يظهر اعتداء الشرطة التركية على نساء سوريّات بالضرب، في إشارة إلى ارتباط المشهد بأحداث قيصري، إلا أن تحقق مسبار أوضح أن مقطع الفيديو يظهر شجارًا بين أتراك وقع في إبريل/نيسان الفائت، في ولاية أضنة.
كما انتشر مقطع فيديو آخر، قيل إنه يظهر مداهمة الشرطة التركية أماكن وجود المعتدين الأتراك على السوريين، في إطار حملة أمنية نفذتها عقب أحداث قيصري، ولكن تبين أن المشاهد المتداولة تعود إلى سبتمبر/أيلول 2023، أثناء تنفيذ مديرية مكافحة المخدرات عملية اعتقال 87 شخصًا مرتبطين بتجارة المخدرات.
وفي السياق، انتشر مقطع فيديو قال ناشروه إنّه يظهر دفاع لاجئ سوري عن بيته وعائلته إثر هجوم مجموعة أتراك عليه، ولكن بالتحقق تبين أن الفيديو يوثق شجارًا في المغرب في إبريل/نيسان الفائت، ولا علاقة له بأحداث قيصري.
إلى جانب مشهد آخر ادّعى متداولوه أنه يظهر هجوم مجموعة من الأتراك على شاب سوري، ولكن تحقق مسبار أوضح أن الفيديو قديم ويعود لشجار نشب بين مجموعتين في مدينة مرسين التركية، تخلله اشتباك مسلح وإطلاق نار.
وانتشر مقطع فيديو آخر، ادعى متداولوه أنه يظهر مقتل عامل سوري رميًا بالرصاص، على يد مواطنين أتراك، خلال أحداث قيصري، ولكن المشهد يعود إلى واقعة مقتل عامل بناء برازيلي يدعى لوكاس فيغيريدو في منطقة نوفو أليكسو شمال مدينة ماناوس البرازيلية.
مزاعم ترحيل السوريين من تركيا بعد أحداث قيصري
رافقت الأحداث ادّعاءات تفيد بترحيل السوريين المشتكين بسبب أحداث قيصري، إلا أن رئاسة إدارة الهجرة التركية نفت هذه الادعاءات وأوضحت في بيان لها أنّ ما “تداولته بعض المواقع الإخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من أن السوريين الذين اشتكوا من تعرضهم للاعتداء في قيصري سيتم ترحيلهم لا يعكس الحقيقة”.
وأشارت إلى دورها في نقل أسرة سورية من ولاية قيصري إلى ولاية أخرى حفاظًا على سلامة أفرادها.
وفي السياق، انتشرت صورة أُرفقت بادعاء مفاده أنها تظهر سوريين اعتقلتهم السلطات التركية أثناء عملهم بمنشأة قيد البناء، بهدف ترحيلهم إلى سوريا، ولكن تبيّن أن الصورة قديمة وتعود إلى توقيف عمال فلسطينيين من الضفة الغربية في منطقة الجليل.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو لشجار بين أتراك وليس من الاعتداءات الأخيرة على السوريين في قيصري
