نهاية أغسطس/آب الفائت، ضربت فيضانات وُصفت بـ"المميتة" مناطق عدة في بنغلاديش، متسببة بوفاة ما لا يقل عن 42 شخصًا، وألحقت دمارًا واسعًا في أجزاء من البلاد.
وأعلنت السلطات المعنية في بنغلاديش، أنّ نحو 300 ألف شخص لجؤوا إلى مراكز إيواء مؤقتة لحماية أنفسهم من الفيضانات، فيما تأثر ما يقرب من 4.5 مليون شخص بهذه الكارثة.
أدت الفيضانات من شدتها إلى محو قرى بأكملها، وسط اتهامات من بعض سكان بنغلاديش للحكومة الهندية بفتح سدّ أدى إلى تدفق المياه بهذه القوة.
من جهتها، نفت السلطات الهندية أن الفيضانات في بعض أجزاء بنغلاديش نجمت عن فتح سد فاراكا الواقع غربي البنغال، إذ قال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية راندير جايسوال، في مؤتمر صحفي "لقد رأينا مقاطع فيديو مزيفة وشائعات هدفها إثارة الخوف لخلق سوء فهم. يجب مواجهة هذا بحزم بالحقائق". وأبلغ جايسوال أيضًا أن الوثائق ذات الصلة بالسد تم مشاركتها مع مسؤولي لجنة النهر المشتركة المعنيين في بنغلاديش.
رافقت الفيضانات العديد من الشائعات والمعلومات المضللة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رصد منها أبرزها وتحقق منها، يقدمها هذا المقال.
مشاهد مضللة لغرق مواطنين في فيضانات بنغلاديش
تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يظهر عمليات إنقاذ مدنيين محاصرين نتيجة الفيضانات التي اجتاحت بنغلاديش، ولكن تبيّن بالتحقق أن مقطع الفيديو يعود إلى سبتمبر/أيلول عام 2015، ويُظهر مروحية عسكرية تنقذ سكانًا عالقين فوق أسطح منازلهم خلال فيضانات في اليابان، آنذاك.
كما انتشرت حديثًا، صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى متداولوها أنها لغرق مسلمين بنغال أثناء تأديتهم الصلاة في مسجد، خلال الفيضانات الأخيرة، إلا أن الصورة المتداولة تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، وتظهر مجموعة من المصلين في مدينة ساتخيرا في بنغلاديش، تغمرهم المياه بسبب زيادة مستوى سطح البحر في خليج البنغال، حينها.
وانتشر مؤخرًا، مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه يُظهر غرق الناس في فيضانات بنغلاديش، في حين كشف مسبار أن المقطع المتداول يظهر مشاهد جوية لبحيرة كنجهار كالري في جنوبي باكستان، تم تصويرها من قبل صانع محتوى باكستاني، بواسطة طائرة بدون طيار (درون)، في مايو/أيار الفائت، أي قبل وقوع فيضانات بنغلاديش الأخيرة.
احتجاجات في بنغلاديش بسبب تصاعد العنف ضد الهندوس
وجاءت اتهامات الهند بالوقوف خلف الفيضانات الأخيرة عقب احتجاجات واسعة في بنغلاديش إثر تصاعد أعمال عنف ضد الهندوس في البلاد، منذ استقالة رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة وفرارها.
ووفقًا لتقرير صدر عن وكالة رويترز فقد قُتل مدرّس في مدرسة وأصيب ما لا يقل عن 45 شخصًا، باستهداف منازل وشركات ومعابد تابعة للهندوس في بنغلاديش ذات الغالبية المسلمة، إذ يشكّل الهندوس نحو 8% من سكان البلد البالغ عددهم 170 مليون نسمة، ويدعمهم حزب رابطة عوامي الذي كانت تتزعمه حسينة قبل استقالتها.
من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الإعلام الهندي صوّر العنف ضد الهندوس في بنغلاديش على أنه مدفوع بدوافع دينية، في حين وجود مؤشرات تدل على أن ضحايا العنف كانوا من أنصار حزب رابطة عوامي، ما يرجح أن الاستهدافات كانت لأسباب سياسية وليست طائفية.
وفي السياق، رصد مسبار العديد من الادعاءات المضللة التي طاولت الاحتجاجات الأخيرة في بنغلاديش، منها مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه لآلاف من الهندوس وهم يحاولون الهروب من أعمال العنف ضدهم. ولكن تبين أن مقطع الفيديو قديم، ويظهر اكتظاظ عبّارات نقل بحرية في بنغلاديش، التي تُعدّ من من أهم وسائل النقل في البلاد.
كما رصد مسبار مقطع فيديو نشره مستخدمون على أنه لاعتداء مسلمين على امرأة هندوسية في بنغلاديش، لكن تبيّن أنه يصوّر مشهدًا تمثيليًا أدّته مجموعة طلاب من جامعة جاغاناث في بنغلاديش، للمطالبة بمحاكمة المتورطين في قضية انتحار زميلتهم، الطالبة فيروز أبانتيكا.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو لبحيرة في باكستان وليس من فيضانات بنغلاديش الأخيرة
الصورة قديمة وليست لغرق مصلين في بنغلاديش بالفيضانات الأخيرة
