إحصائية مجتزأة عن نسب وفيات المصابين بمتحور دلتا ممن تلقوا لقاح كورونا
الادعاء
إحصائية بريطانيّة حديثة تفيد بأنّ 70% من الوفيات الناتجة عن المُصابين بمتحوّر دلتا هم ممّن أخذوا لقاح كورونا، أي ما يُعادل 1752 حالة من أصل 2542 حالة وفاة.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، إحصائيّة بريطانيّة تُظهر أنّه من أصل 2542 حالة وفاة سببها الإصابة بمتحوّر دلتا، هناك 1752 شخص قد تلقّوا جرعة أو أكثر من أحد مطاعيم فايروس كورونا، أي ما نسبته 70%، وأُرفقت الإحصائيّة بتساؤل عمّا إذا كانت الجائحة متعلّقة برافضي المطعوم أم باللّقاحات، في محاولة للتّقليل من أثرها.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء وتبيّن أنّه انتقائي، إذ رغم أنّ نسبة الوفيات بين الحاصلين على جرعة أو أكثر من مطاعيم كوفيد-19 تساوي 70% تقريبًا، حسب الإحصائية، إلّا أنّ عرض هذه النتيجة دون ذكر التفاصيل الورادة في الإحصائية ينطوي على انتقائية.
وبالرّجوع إلى الوثيقة المذكورة في الادّعاء، التي نشرتها الحكومة البريطانيّة بتاريخ 17 سبتمبر/أيلول الجاري، وجد "مسبار" أنّ الإحصائيّة مجتزأة، ولم يأخذ ناشروها بعين الاعتبار المعايير والتصنيفات المُختلفة التي قادت إلى حصيلة الوفيات الأخيرة.
ففي قائمة المتغيّرات، نجد التّصنيفات التّالية: الحالات المُصابة بمتحوّر دلتا، والحالات التي زارت أقسام الطّوارئ، والحالات التي اقتضت زيارتها لأقسام الطّوارئ إلى المبيت في المستشفى. إضافة إلى العُمر، إذ قسّمت الورقة الحالات المُصابة إلى فئتين عمريّتين: أصغر أو أكبر من خمسين سنة.
ويظهر أنّ أعداد الإصابات بمتحوّر دلتا من غير الحاصلين على اللقاح تساوي 257.357 مُقابل 157.400 ممّن تجاوز حصولهم على جرعتي مطعوم 14 يومًا، و90.138 ممن تجاوز حصولهم على الجرعة الأولى 21 يومًا، و30.674 ممّن لم يتجاوز حصولهم على الجرعة الأولى 21 يومًا.
وبالرجوع إلى فئة المُصابين بمتحوّر دلتا من غير الحاصلين على اللقاح، يظهر أنّ 248.803 حالة أصغر من 50 سنة، أي ما نسبته 96.6% تقريبًا من مجموع الحالات التي لم تأخذ أيًّا من المطاعيم، في مقابل 3.4% تقريبًا ممّن هم فوق الـ50 سنة.
بينما في فئة الحالات المُصابة بمتحوّر دلتا بعد أكثر من 14 يومًا من حصولها على جرعتي مطعوم، نجدُ أنّ 85.407 من الحالات المُصابة بمتحوّر دلتا هم دون الخمسين سنة (54.27% تقريبًا)، في مقابل 71.991 ممّن تجاوزوا الخمسين سنة (45.73% تقريبًا).
وفي فئة الحالات المُصابة بمتحوّر دلتا بعد ما يزيد عن 21 يومًا من الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح، فإنّ 83.009 حالة هم ممّن لم يتجاوزوا الخمسين سنة (192% تقريبًا)، مقابل 7.129 حالة تجاوزت الخمسين سنة (7.9% تقريبًا).
وأخيرًا، في فئة المُصابين بمتحوّر دلتا ممّن لم يمضِ على حصولهم على الجرعة الأولى 21 يومًا، فإنّ أعداد المُصابين دون الخمسين سنة تساوي 30.359 (98.97% تقريبًا)، مقابل 314 حالة تجاوزت الخمسين سنة (1.03% تقريبًا).
كما يظهر في الورقة التي نشرتها الحكومة البريطانيّة، أنّ غالبية الوفيات حصلت في الفئة العُمريّة التي تعدّت الخمسين سنةً، دون تفصيلٍ أكبر لمدى تفاوتهم في العمر، وما إذا يعانون من أمراضٍ سابقة على الإصابة بالمتحوّر دلتا أم لا.
يُشار أنّ الورقة التي نُشرت فيها الإحصائيّة المُتداولة أوصت بما يلي "ما زال الحصول على جرعتين من اللقاح فعّالًا للغاية، مع فعاليّة تتراوح بين 60% إلى 85% في مواجهة العدوى، و90% إلى 99% في مواجهة الإدخال إلى المستشفيات، ومع معدّل وقاية يتراوح بين 90% إلى 95%، ومستوى حماية يتراوح من 65% إلى 99% في مواجهة الأعراض المرافقة للفايروس".
وقد أظهرت دراسة منشورة في مجلة لانسيت، أعدّها مجموعة باحثين بتفويضٍ من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيّة (NHS)، عن وجود علاقة وثيقة بين الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 وعددٍ من العوامل منها عُمر المصابين.
وكشفت إحدى نتائج الدّراسة، التي رُصدت بياناتها في إنجلترا بين الأوّل من فبراير 2020 والتّاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أنّ نسبة الوفيات بين من هم أصغر من 50 سنةً تُساوي 1.75% ضمن الفئتين العُمريّتين (18-39) سنة، و(40-49) سنة. أمّا نسبة وفاة من هُم فوق الخمسين سنةً، في كافّة الفئات العُمريّة المُوضّحة أدناه، فإنّها تصل إلى 98.25%، إذ تتضاعف بشكلٍ كبير لدى من تجاوزوا الثمانين من أعمارهم.
كما يُشار إلى أنّ مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، قد أصدر إحصائيّة تتعلّق بنسب الوفاة المُتعلّقة بفايروس كورونا (دون الإشارة إلى نوع المتحوّر)، مقارنة مع أعداد الوفيات التي طرأت في إنجلترا، في الفترة بين 2 يناير/كانون الثّاني 2021 و2 يوليو/تمّوز 2021.
يُلاحظ في الإحصائيّة أنّ نسبة وفاة من حصلوا على أحد مطاعيم كوفيد-19 (دون تحديد إذا ما أخذوا الجرعة الأولى أو أتمّوا الجُرعتين) مقارنة بأعداد الوفيات عامّة، وصلت إلى 19.3%، مقابل نسبة وفيات وصلت إلى 37.4% ممّن لم يحصلوا على أي جرعة مطعوم في الفترة ذاتها.
كما تُشير الإحصائيّة إلى أنّ نسبة الوفيات بين من تجاوز أخذُهم الجرعة الثّانية من المطعوم 21 يومًا، لم تتعدَّ 0.8%، إضافة إلى غيرها من النسب الظاهرة في الشكل التالي.
وُذكر أنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قد صرّح في 14سبتمبر الجاري، خلال بيانٍ خاصّ بتطوّرات فايروس كورونا، قائلًا "لقد رأينا الانخفاض الاستثنائي في أعداد الوفيات والأمراض الخطيرة بسبب اللقاحات"، وأضاف بأنّ المملكة المتّحدة على ثقة باللقاحات التّي أحدثت فارقًا كبيرًا في حيوات النّاس.
اقرأ/ي أيضًا:
سكاي نيوز عربية تنشر عنوانًا مضللًا عن عودة التلاميذ التونسيين إلى الدراسة
الصورة مفبركة وليست للأسير زكريا الزبيدي وهو يجري فحص كورونا