الفيديو مفبرك باستخدام الزيف العميق وترامب لم يُعلن إسلامه
الادعاء
مقطع فيديو للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يتحدّث فيه عن السبب وراء اعتناقه دين الإسلام.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات على موقع تيك توك، مقطع فيديو يظهر فيه ترامب وهو يتحدّث عن سبب إسلامه، ويقول "كنت مريضًا في القلب، وبحاجة متبرع يعطيني قلبه لكني لم أجد متبرّعًا لأن فصيلة دمي -O، فأعلنت عن جائزة قيمتها 500 مليون لمن يتبرع لي بقلبه، بعدها تلقيت اتّصالًا أخبروني فيه أنّهم وجدوا متبرعًا مات للتو. أجريت العملية، وبعد 10 أيام سألتهم من كان المتبرّع فقالوا لي إنها فتاة تعيش في دار الأيتام ومصابة بسرطان الدماغ، سمعتْ بمرضك وقرّرت إعطاءك قلبها دون مقابل، لكنها تركت رسالة لك قالت فيها "أنا زينب، أنا مسلمة مصابة بالسرطان، أعطيتك قلبي المسلم وأظن أنك قد فهمت أني أريدك أن تُبقي قلبك مسلمًا"".
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه زائف، إذ تبيّن أنّ مقطع الفيديو مفبرك بتقنية الزيف العميق، كما لم تنشر أيٌّ من وسائل الإعلام ذات الصدقيّة أنباءً تُفيد باعتناق ترامب الإسلام.
ولاحظ "مسبار" أنّ الجزء السفلي من وجه ترامب في المقطع المتداول مركّب، وبدا واضحًا عدم تناسق حركة الشفاه بالتزامن مع صوت الكلام المسموع، إضافة إلى عدم اتساق حركة العينين في الجزء العلوي من الوجه مع حركة الفكّين والشفاه، وكل هذه علامات تدلّ على الفبركة.
من جهة أخرى، وبالتدقيق في عناصر الفيديو وجد "مسبار" أنّ المشاهد المتداولة مأخوذة من مقابلة أجرتها قناة CNBC مع ترامب خلال إحدى دورات منتدى الاقتصاد العالمي، وقد توصّل إلى المقطع الأصلي الذي يعود إلى يناير/كانون الثاني عام 2020 ويُظهر مقابلة القناة مع ترامب في مدينة دافوس بسويسرا، مكان انعقاد المنتدى.
مقابلة ترامب خلال منتدى الاقتصاد العالمي 2020
بالاستماع إلى المقابلة الكاملة التي تعود إليها المشاهد المتداولة، والتي استمرّت مدة 19:30 دقيقة، وجد "مسبار" أنّها تمحورت بشكل أساسي حول السياسات الأميركية المتبعة حينها لتنمية اقتصاد البلاد، وناقشت أحوال السوق الأميركية وأوضاع كبرى الشركات المساهمة فيه.
ومن الجدير بالذكر أنّ المقابلة تزامنت مع بداية انتشار فايروس كوفيد-19، إذ بدأ المُحاور اللقاء بسؤال ترامب عن الحالة الوحيدة المُسجّلة في الولايات المتحدّة آنذاك، والتي كانت قادمة من الصين، ثم تطرّق إلى العلاقة مع الرئيس الصيني، ثم انتقلا لنقاش الأحوال الاقتصادية للبلاد.
موقف ترامب من الإسلام
من أبرز مواقف ترامب من الإسلام، إشارته في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى ضرورة إغلاق المساجد في البلاد عقب تنفيذ هجمات إرهابية في باريس.
كما سُجّل له ردٌّ في 30 نوفمبر 2015، عن سؤال أحد مراسلي قناة MSNBC عمّا إذا كان يعتقد أن الإسلام دين سلمي بطبيعته، شوهته نسبة صغيرة من أتباعه أو أنّه دينٌ عنيفٌ بطبيعته. ليجيب ترامب "حسنًا ، كل ما يمكنني قوله.. هناك شيء ما يحدث. كما تعلم، هناك شيء ما يحدث بالتأكيد. لا أعلم إن كان يمكن الإجابة عن هذا السؤال.. لا يحبنا كثير من المسلمين".
ودعا ترامب في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، خلال حملته الانتخابه إلى منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدّة، إلى أن تتمكن “الجهات المعنية من معرفة ما يجري في البلاد، إذ إن شريحة كبيرة من المسلمين الموجودين في الولايات المتحدّة يحملون كرهًا شديدًا للأميركيين”، على حدّ تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا