سوريا لم تشهد عودة نصف مليون لاجئ
الادعاء
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول وسائل إعلامية، حديثًا، تصريحاتٍ أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع سكاي نيوز عربية حول عودة اللاجئين السوريين، إذ قال الأسد إن سوريا شهدت عودة ما يقرب من نصف مليون لاجئ في السنوات القليلة الأخيرة، لكن هذه العودة توقفت بسبب سوء الأوضاع المعيشية والخدمية، كما ادعت وسائل إعلام تركية منذ مدة عودة نفس العدد.
تحقيق مسبار
تحقق “مسبار” من الادعاء، ووجد أنه مضلل، إذ إن سوريا شهدت بالفعل عودةً للاجئين في السنوات الأخيرة، لكن عدد العائدين كان أقل بكثير مما ادّعى الأسد أو الصحف التركية.
عودة أقل من 300 ألف لاجئ سوري
تعتبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الجهة المسؤولة عن عمليات إعادة اللاجئين في كافة مناطق سوريا، سواء التي تسيطر عليها الدولة بتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، أم التي تخضع لسيطرة جهات أخرى، للتثبّت من صحة الرقم الذي ذكره الأسد.
وبالعودة إلى الأرقام والتقارير التي تتيحها دوريًا، وجد “مسبار” أن اللاجئين بدؤوا بالعودة في عام 2018، مع انتهاء حدة الاقتتال العسكري في معظم الأراضي السورية، وبحسب إحصائيات المفوضية، عاد 56,047 لاجئًا إلى سوريا عام 2018، و94 ألف لاجئ عام 2019، و38 ألف لاجئ في 2020، و36 ألف لاجئ في 2021، و51 ألفًا وثلاثمئة لاجئ في 2022، و16 ألفً و529 لاجئ في الأشهر الست الأولى من هذا العام، ما يعني أن مجموع اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا بلغ 291 ألفًا و876 لاجئ، أي أقل بحوالي 40 في المئة من الرقم الذي ذكره الأسد ووسائل الإعلام التركية.
عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا
يعد ملف عودة اللاجئين إلى سوريا من أهم ملفات السياسة الخارجية للدول المجاورة لسوريا وبعض الدول الأوروبية، إذ تشهد تركيا ولبنان والدنمارك حملات إعادة وترحيل قسري للاجئين السوريين، بينما تتخذ الأردن مسارًا أكثر دبلوماسية وتسعى للتنسيق مع دمشق والمنظمات الدولية لإعادة اللاجئين على اعتبار أن سوريا أصبحت “آمنة”، فيما تشير الوقائع إلى أنها ليست كذلك، إذ يتعرض بعض العائدين إلى مضايقات أمنية في مناطق سيطرة النظام، بينما لا زال هناك بعض المخاطر في الشمال السوري، بالإضافة إلى تردّي الأوضاع المعيشية في مختلف مناطق السيطرة.
اقرأ/ي أيضًا: