قالت شركة فيسبوك إن روسيا وإيران أكثر الدول في تقديم المعلومات المضللة عبر المنصة، على مدار السنوات الأربع الأخيرة، وفقًا لتقرير جديد صدر عن "فيسبوك" يُلخص جهود شبكة التواصل الاجتماعي لتطهير نفسها من الدعاية المضللة.
وذكر التقرير أن الشركة أغلقت 150 شبكة معلومات بين عامي 2017 و2020، من أكثر من 50 دولة، والعديد منها كان عبارة عن جهود تضليل أجنبية تستهدف الولايات المتحدة، تليها أوكرانيا وبريطانيا وليبيا والسودان.
ويقول التقرير "عمليات التأثير ليست جديدة، ولكن على مدى السنوات الفائتة اقتحمت الوعي العام العالمي. وتحاول هذه الحملات تقويض الثقة في المؤسسات المدنية والنقاش العام الفاسد من خلال استغلال نفس الأدوات الرقمية التي نوعت الساحة العامة على الإنترنت".
وأضاف التقرير "اتخذنا عددًا من الخطوات للحد من المحتوى الذي سعى إلى نزع الشرعية عن الانتخابات الأميركية، بما في ذلك تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى أجل غير مسمى من منصتنا، وتسمية منشورات المرشحين بأحدث معلومات فرز الأصوات بعد إعلان الرئيس ترامب فوزه قبل الأوان، وإزالة المحتوى المخالف بما في ذلك مجموعة #StopTheSteal الأصلية".
ومن حيث الحجم، شكلت الشبكات المضللة في روسيا وإيران الحصة الأكبر مما يسميه فيسبوك في تقريره "السلوك المنسق غير الأصيل". وكانت روسيا أكبر ممول للمعلومات المضللة، وفقًا للتحليل، من خلال 27 شبكة تأثير محددة، من بين هؤلاء كان 15 منهم مرتبطين بوكالة أبحاث الإنترنت (IRA) ومقرها سانت بطرسبرغ أو كيانات أخرى مرتبطة برجل الأعمال الروسي بيفغيني بريغوزين، المقرب من الرئيس بوتين. بالإضافة إلى أربع شبكات روسية أخرى لأجهزة استخبارات الكرملين واثنتان أخريان نشأتا من مواقع إعلامية روسية.
واحتلت إيران المرتبة الثانية في القائمة، مع 23 شبكة، تسعة منها مرتبطة بالحكومة أو تبث من إيران.
وكانت ميانمار المصدر الثالث للدول الأكثر شيوعًا لحملات الدعاية المضللة مع 9 شبكات. فيما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الرابعة، وبحسب القرير أغلقت الشركة 3 شبكات لنظرية المؤامرة وحملتين للعلاقات العامة وحملتين إعلاميتين أجنبيتين. واحتلت أوكرانيا المركز الخامس.
وأوضحت "فيسبوك" إن إحدى الشبكات الأميركية كانت تديرها شركة Rally Forge، وهي شركة تسويق من ضمن عملائها مجموعة Turning Point USA المؤيدة لترامب.
وقالت إن المنظمين استأجروا فريقًا من المراهقين لتشغيل حسابات زائفة ومكررة، يتظاهرون بأنهم ناخبون غير منتسبين لأحد، للتعليق على صفحات مختلفة على "فيسبوك" في الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية لعام 2018.
ولم تُدرج الصين التي اتهمها مسؤولو المخابرات الأميركية بإجراء عمليات نفوذ متعددة ومكثفة، في قائمة "فيسبوك" لشبكات المعلومات المضللة غير المشروعة، ولكن ليس لأنها لم تكن نشطة بل لأن نشاطها مختلف عن باقي الجهات الأجنبية الأخرى.
وقال تقرير "فيسبوك" إن نشاط الصين على المنصة يظهر بشكل مختلف تمامًا عن عمليات التأثير من الجهات الأجنبية الأخرى، الغالبية العظمى منه عبارة عن اتصالات استراتيجية باستخدام القنوات العلنية التابعة للدولة مثل وسائل الإعلام، والحسابات الدبلوماسية الرسمية.
ومع ذلك، حذر التقرير من أن القبض على الجهات الفاعلة في مجال التضليل مثل الصين وروسيا يزداد صعوبة، لأنهم يظهرون مزيدًا من الانضباط لتجنب أخطاء الإهمال. كما حذر التقرير كذلك من أن دولًا مثل روسيا والصين تتحسن في طمس الخطوط الفاصلة بين النشاط الأجنبي والمحلي من خلال اختيار مجموعات محلية غير مقصودة ولكن متعاطفة لتضخيم رواياتها.
وأشار التقرير أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، أزالت الشركة عمليات التأثير التي تجريها جهات تجارية، مثل وسائل الإعلام والتسويق وشركات العلاقات العامة، بما في ذلك في ميانمار والولايات المتحدة والفلبين وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة ومصر.
وقال إنه على الرغم من تزايد عمليات التأثير وتطورها، يتم تحديد العديد منها وإزالتها بسرعة أكبر من الماضي.
وأوضح التقرير أن هذه الشركات التجارية تعمل عبر مناطق متعددة، قد يكون محتواها يفتقر إلى السياق المحلي الضروري لتكون مقنعة، مما يزيد من صعوبة الحصول على تتبع أو تمر دون أن يلاحظها أحد من قبل المنصات والمجتمع المدني المحلي.
وأضاف "على سبيل المثال، في مايو/أيار عام 2019 ، حددنا وأزلنا شركة إسرائيلية - مجموعة أرخميدس - التي كانت تدير حملات نيابة عن عملائها في نيجيريا والسنغال وتوغو وأنغولا والنيجر وتونس، إلى جانب بعض الأنشطة في أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. هذه الشبكة بشكل متكرر ارتكبت أخطاء فاضحة في مشاركاتها فيما يتعلق بما يجري على أرض الواقع في عدة بلدان".
وأكد التقرير على أن الحملات الدعائية واسعة النطاق أصبح من الصعب تنفيذها الآن، وأكثر تكلفة، وأقل احتمالية للنجاح. مضيفًا، أن الدعاة لهذه الحملات المحتملين يزدادون حيطة من خلال إشراك مستخدمي "فيسبوك" شرعيين.
المصادر: