تقدم تطبيقات المراسلة المشفرة (EMAs) التي تعتمد على التشفير من طرف إلى طرف (E2EE)، مثل سيغنال وتيليغرام وواتساب، مستوى من الأمان جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين النشطاء وغيرهم ممن يرغبون في التواصل دون خوف من المراقبة الحكومية. ما جعلها أيضًا ناقلًا مفيدًا للمعلومات المضللة: فهي توفر وسيلة لنشر ادعاءات لا يمكن تعقبها للمستخدمين عبر جهات اتصال موثوقة في بيئة آمنة.
يجادل هذا التقرير الصادر عن مؤسسة بروكينغز، بأن النجاح في مواجهة المعلومات المضللة على تطبيقات المراسلة المشفرة لا يتطلب تقويض هذا الشكل الأقوى من التشفير.
على الرغم من أن تطبيقات المراسلة المشفرة عادةً ما تقوم بتشفير محتوى الرسائل الخاصة من طرف إلى طرف، إلا أنها غالبًا لا تقوم بتشفير البيانات الوصفية (Meta data) لتلك الرسائل. تظهر التدخلات القائمة على البيانات الوصفية، واعدة بشكل خاص. ويبدو أن حدود إعادة التوجيه المستندة إلى البيانات الوصفية على تطبيق واتساب، على سبيل المثال، قد أبطأت انتشار المعلومات المضللة في الهند وأماكن أخرى. هناك حاجة إلى تقييمات الجهات الخارجية لمثل هذه الأساليب لتطوير وتوجيه أفضل الممارسات للاستخدام على الأنظمة الأساسية الأخرى، لا سيما في ضوء الانتقادات والقلق الأوسع المحيط باستخدام "واتساب" للبيانات الوصفية المذكورة.
تقدم العديد من تطبيقات المراسلة المشفرة قنوات للبث العام الجماعي بالإضافة إلى الرسائل الخاصة. من خلال بناء أدوات آلية لمراقبة تدفق المعلومات المضللة بين المنصات الرئيسية والقنوات العامة عليها، يمكن لعمليات مكافحة التضليل الإعلامي صياغة تدخلات مستهدفة عبر الأنظمة الأساسية. يتماشى هذا مع الدفع العالمي لزيادة المساءلة والشفافية وإمكانية الوصول إلى المنصات التقنية للأكاديميين والصحفيين.
تنجح حملات التضليل المنتشرة على تطبيقات المراسلة المشفرة، في المقام الأول، بسبب الألفة والثقة التي تحملها.
إعادة تطبيق أطر التنظيم التي تم تطويرها لمواجهة المحتوى غير القانوني والمسيء تغفل تحديات فريدة لمواجهة المعلومات المضللة. في حين أن النقاش حول التشفير من طرف إلى طرف وإنفاذ القانون أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة مع زيادة الاعتماد على الاتصالات الرقمية أثناء الوباء.
يوصي التقرير أولئك الذين يتطلعون إلى بناء سياسة للحد من المعلومات الخاطئة والمضللة على هذه المنصات بأن يدركوا أن العلاقة الحميمة غالبًا ما تكون أكثر أهمية من الأمن لأولئك الذين يديرون حملات تضليل سياسية واسعة النطاق. نظرًا لأن منصات البث الكبيرة مثل "تويتر" و"فيسبوك" أصبحت أكثر مهارة في مواجهة المعلومات الخاطئة والمضللة آليًّا، يلجأ المبدعون والناشرون لهذا المحتوى إلى تطبيقات المراسلة المشفرة، لإيجاد طرق لزيادة الثقة والألفة من خلال أشخاص حقيقيين أو من خلال أنظمة غير خاضعة للإشراف.
المراجع: