كشفت كاميرا شخصية، من نافذة منزل في بلدة باد مونستررايفل الألمانية، التي اجتاحتها فيضانات قوية مؤخرًا، المراسلة الشهيرة سوزان أوهلين وهي تلطخ ملابسها بالطين قبل أن تظهر أمام الكاميرا في برنامجها المعروف "صباح الخير ألمانيا" في قناة أر تي أل.
وظهرت أوهلين في مقطع الفيديو، وهي ترتدي قميصًا وقبعة وحذاءً باللون الأزرق، وتنحني لتلتقط بعض الطين وتلطخ ملابسها، ثم تنحني مرة ثانية وتمسح وجهها بالطين، حيث كانت محاطة بالمنازل المتضررة من الفيضانات.
وغطت أوهلين الفيضانات في ألمانيا خلال الأيام الفائتة، ودعت إلى مساعدة السكان، وساعدتهم بنفسها أحيانًا، قبل أن يُكتشف أنها تزيف حقيقة ظهورها أمام الكاميرا.
وقبل أن تبلغ المراسلة عامها 39 بأيام قليلة، أقالتها القناة على الفور، وأوضحت أن ما فعلته المراسلة يتعارض مع المبادئ الصحافية للقناة ومعاييرها الخاصة.
وعلقت المراسلة على ما حدث في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام “بعد أن كنت قد ساعدت بالفعل المنطقة في الأيام السابقة، شعرت بالخجل أمام المساعدين الآخرين في ذلك الصباح للوقوف أمام الكاميرا في حلة نظيفة، ودون أن أفكر مرتين، لطخت ملابسي بالوحل، ما كان يجب أن يحدث هذا لمن يهتم بمعاناة الآخرين. أنا آسفة".
إلا أنّ المراسلة بتصرفها، شككت وفق البعض، في أصالة جميع تقاريرها، وحذفت القناة تقريرها الإخباري التي ظهرت فيه ملطخة بالطين، كما رأى بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تسخر من الكارثة التي أودت بحياة 170 شخصًا في ألمانيا.
وتعمل أوهلين في القناة منذ عام 2008 وتولت برنامج “صباح الخير ألمانياً ”حديثًا، ونقل موقع صحيفة بيلد، أن المحطة كانت على علم بما أقدمت عليه المذيعة، ولم تتخذ بشأنها أي إجراء، إلا أنها اضطرت لوقفها عن العمل بعد انفضاح الأمر وظهور الفيديو على مواقع التواصل، ما استحال معه إبقاء الواقعة طي الكتمان.
وهي ليست الصحافية الأولى التي يُكشف أمرها، فقبل سنوات قليلة كُشفت خدعة مصور حين كان يرتب صورة لطفلة خلال عزاء مواطنين راحوا ضحية عملية تفجير في أوروبا قبل التقاطها، ولم ينتبه أن بجانبه يجري تصوير تقرير تلفزيوني ظهر فيه وهو يرتب مسرح الصورة.
أما القصة الأشهر فقد حدثت عام 2006 في حرب لبنان، الحادثة التي اضطرت وكالة رويترز إلى تقديم اعتذار عبر موقعها على الإنترنت بسببها. وذلك بعد وقوعها في فخ نصبه مصور يتعامل مع الوكالة في بيروت، حيث قام بتحرير الصور عبر برنامج فوتوشوب، لإبراز دمار أكثر أو تكثيف الدخان الناتج عن عمليات القصف.
وهو ما استغلته صحف إسرائيلية مثل يديعوت أحرونوت وغيرها، للتشكيك في كل الصور الصادرة من لبنان من عمليات القصف وصور القتلى اللبنانيين بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وقال موقع رويترز، حينها، إنها سحبت 920 صورة للمصور من الوكالة، وأنها أوقفت التعاقد معه.
وتعتبر حالات الخداع المذكورة سابقًا، سواء عبر برامج تعديل الصورة ومقاطع الفيديو، أو التحكم بالضحايا خلال تصويرهم، أو عبث المراسل بهيئته وحقيقة مشاركته بالحدث، جميعها جزءً من عملية تزييف الحدث الحقيقي وتضليل المتلقي لغرض شخصي أو سياسي دون أدنى نزاهة مهنية.
المصادر: