` `

هل تجعلنا وسائل التواصل الاجتماعي أكثر غضبًا من أجل مصلحتها؟

أروى الزعبي أروى الزعبي
صحة
20 ديسمبر 2021
هل تجعلنا وسائل التواصل الاجتماعي أكثر غضبًا من أجل مصلحتها؟
كشفت هاوغن أن فيسبوك تعطي أولوية للأرباح على حساب سلامة المستخدم (Getty)

قبل نحو شهرين، أدلت فرانسيس هاوغن، المديرة السابقة للمحتوى في شركة فيسبوك، بشهادتها أمام مجلس الشيوخ الأميركي، وقدمت خلالها آلاف الوثائق التي تؤكد أن "فيسبوك" والمنصات الأخرى التابعة لشركة ميتا مثل انستغرام، فيها الكثير من العيوب التي تسبب أضرارًا للإنسان، وأهمها تضخيم المحتوى الغاضب والمعلومات المضللة والاضطرابات السياسية، وتعزيز الانقسام والكراهية؛ لزيادة التفاعل عبر تلك المنصات.

وكشفت هاوغن حينها أيضًا أن "فيسبوك" تعطي أولويةً لزيادة التفاعل والأرباح على حساب سلامة مستخدميها والسلامة العامة، وأن الخوارزميات التي تستخدمها المنصة تعمل على زيادة ظهور محتوى ما كلما زاد التفاعل عليه دون التدقيق في مضمونه، لذا فإنها تتسبب في تأجيج النزاعات في مناطق متفرقة حول العالم بسبب المنشورات التي يتم تداولها، والتي تزيد المنصة من ظهورها فقط بسبب التفاعل الكبير عليها بغض النظر عن ماهيتها.

كما أوضحت أن هناك بحث داخلي في "فيسبوك" يكشف تأثير تطبيق إنستغرام السلبي على الصحة العقلية للمستخدمين الأصغر سنًا.

وكذلك وجد بعض خبراء البيانات في المنصة عام 2019، أن المنشورات التي تم ترويجها بسبب التفاعل الكبير عليها، كانت تتضمن معلومات مضللة ومسيئة وأخبارًا غير دقيقة، وكانت مثيرةً للغضب والاستياء.

وفي دراسةٍ حديثة نُشرت في مجلة جامعة Yale الأميركية قبل أسابيع، وجد الباحثون أن وسائل التواصل تعزز نبرة السخط والاعتراض، وأن مستخدمي موقع تويتر الذين حصلوا على الكثير من الإعجابات وإعادة التغريد عندما عبّروا عن غضبهم في تغريدة ما تناقش أيّ أمر، كانوا أكثر عرضة للتعبير عن غضبهم في مشاركات ومنشورات أخرى لاحقًا.

أي أنهم وجدوا أن وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على مكافأتهم كلما كان منشورهم أكثر غضبًا، مما جعلهم يكتبون منشورات غاضبة بمرور الوقت ويتعلمون التعبير عن غضبهم، لأنّ التصميم الأساسي لوسائل التواصل الاجتماعي يكافئهم على فعل ذلك.

كما أشارت نتائج الدراسة أيضًا إلى وجود رابط مقلق بالمناقشات الحالية حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في حدوث وتأجيج الاستقطاب السياسي.

وبحسب موقع Popular Science فإنّ هناك الكثير من البيانات التي تشير الآن إلى أنّ المحتوى السلبي يميل إلى جذب تفاعل أكبر من المحتوى الإيجابي، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الغضب نزعة متأصلة في البشر، لذا فإنّ المواقع تعمل على تغذيتها بطريقةٍ أو بأخرى.

ولا ننسى أنّ "فيسبوك" كانت قد طرحت قبل خمس سنوات خمس طرق جديدة للرد على منشورات الآخرين وهي: أعجبني، أحببته، أضحكني، أبهرني، أحزنني، وأغضبني. إذ وجدت المنصة أنها أكثر قيمة بخمس مرات من "الإعجابات" وحدها.

وأوضحت صحيفة Washington Post الأميركية، أنّ السبب وراء ذلك يعود إلى أنّ المنشورات التي تحصّل الكثير من ردود الفعل، وخاصةً ردود الفعل الغاضبة والتي تثير النقاشات وتخلق نوعًا من الجدل، تميل إلى الحفاظ على تفاعل المستخدمين بشكل أكبر، وهو بطبيعة الحال أهم أهداف “فيسبوك” وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، لزيادة الإعلانات عبرها.. وبالتالي زيادة الربح.

 

المصادر

CBS 

Washington Post

Popular Science

 Yale News

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة