في السابع من إبريل/نيسان الجاري، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكيل المجلس القيادة الرئاسي، ونقل صلاحياته الرئاسية إلى المجلس المكون من ثمانية أعضاء برئاسة رشاد محمد العليمي.
جاء الإعلان عقب مشاورات يمنية استضافتها العاصمة السعودية الرياض، أسفرت عن نتائج من بينها عودة الحكومة للعمل من داخل البلاد، حيث تتخذ من مدينة عدن، جنوبي اليمن، مقرًا مؤقتًا لها، بسبب فرض جماعة الحوثي سيطرتها على العاصمة صنعاء. وفي جنوب عدن يقع قصر المعاشيق، حيث مقر الحكومة.
على خلفية ذلك تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيّام، بالتوازي مع أداء أعضاء مجلس القيادة الرئاسي القسَمَ الدستوري؛ صورتين ادّعت أنّهما لقوات أميركية برفقة قواتٍ من ألوية العمالقة اليمنية، أثناء دخولها إلى عدن لتأمين مجلس القيادة الرئاسي في قصر المعاشيق.
أقدم نشر للادّعاء وجده "مسبار"، يعود لحساب باسم عادل الحسيني، وهو ناشط سياسي وعسكري يمني، شاركه على الساعة الواحدة و53 دقيقة فجر يوم 17 إبريل. غير أنّه قام بحذف الصورتين، وأبقى المنشور الذي يدّعي دخول قوات أميركية إلى قصر المعاشيق، وهو ما يُظهره سجّل تعديلات المنشور.
صور أقدم بأكثر من 24 ساعة
وجد "مسبار" أن الصورتين سبق أن نُشرتا مع صور أخرى، صباح يوم 16 إبريل، عبر حسابات ومواقع ليبية، قالت إنها تُظهر تحركًا عسكريًا في العاصمة الليبية طرابلس. إذًا، فقد سبق أن نُشرتا قبل نحو يوم من أول نشرٍ لها مع ادّعاء أنها لقوات أميركية تدخل عدن.
كما اتضح أن إحدى الصورتين في الادّعاء مقتطعة، إذ تُظهر الصورة الأصلية شعارًا على إحدى السيارات، بالتدقيق فيه يتضح أنه شعار قوات دعم الدستور والانتخابات التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، التي أسسها عبد الحميد الدبيبة في فبراير/شباط الفائت.
ونشرت وسائل إعلام ليبية صورةً للبيان الأول الصادر عن قوة دعم الدستور والانتخابات، في 23 فبراير 2022، ويظهر شعار القوة مطابقًا للشعار في الصورة أعلاه، كما يُمكن استيضاح الشبه بينه وبين الشعار في الصورة المتداولة.
تقاطع السواني وقصر بن غشير
نشرت وسائل إعلام ليبية صورًا ومقاطع فيديو للتحرك العسكري في مدينة طرابلس يوم 16 إبريل 2022. أوضحت مقاطع الفيديو أن الآليات العسكرية تعود لقوات قادمة من مناطق عدة مجاورة لطرابلس، من بينها مصراتة، إضافة إلى أن من بينها كما أوضحنا، قوات دعم الدستور والانتخابات.
في الصورتين المرفقتين بالادّعاء الذي يقول إنّهما لقوات أميركية في عدن، تظهر لوحة إعلانات بيضاء خلفها أشجار. وبحسب وسائل إعلام ليبية، فإن التحرك العسكري شمل عدة طرق في طرابلس، من بينها تقاطع طريق السواني وقصر بن غشير.
للتوثق أكثر من أن الصورتين التقطتا في طرابلس الليبية وليس في عدن، بحثنا عن تقاطع طريق السواني وقصر بن غشير عبر خرائط غوغل، لنجد اللوحة الإعلانية البيضاء، ومن خلفها الأشجار.
تم إعداد المادة بمشاركة محمد العتر وبالتعاون مع منصة فالصو لرصد خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة.