تتناقل مواقع إلكترونية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده أنّ وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم، هرب من قيادة الجيش إلى مسقط رأسه في مدينة أم روّابة بولاية شمال كردفان، خلال الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاء في الخبر المتداول أنّ إبراهيم دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى تسليم نفسه من أجل وقف إراقة الدماء.
فهل هرب وزير الدفاع السوداني إلى مسقط رأسه؟
لم يعثر "مسبار" على أيّ تصريحات أدلى بها وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، ودعا فيها البرهان إلى تسليم نفسه لوقف إراقة الدماء، كما لم تنشر أي مصادر سودانية موثوقة الخبر، ولم تتداوله أي وسيلة إعلام ذات صدقية.
كما أصدرت وزارة الدفاع السودانية بيانًا، نفت فيه الأخبار المتداولة حول ذهاب وزير الدفاع الفريق ركن ياسين إبراهيم إلى مسقط رأسه في شمال كردفان. وأكدت أنه في العاصمة الخرطوم لمتابعة الأحداث الجارية بالتنسيق مع القيادة العامة للجيش.
وجاء في البيان، أنّ وزير الدفاع يؤكد على "قدرة القوات المسلحة في الحفاظ على سيادة الوطن ومكتسباته". مضيفًا أنّ ياسين إبراهيم "أشاد بالإنجازات التي تمت فيما يخص الترتيبات الأمنية وانخراط جميع الحركات المسلحة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى للعمل جنبًا إلى جنب معها على قلب رجل واحد، للدفاع والذود عن تراب الوطن وحمايته من كل المهددات الماثلة".
إيدي كوهين يروج لخبر هروب وزير الدفاع السوداني
كان الصحفي الإسرائيلي المثير للجدل إيدي كوهين، والذي سبق أن نشر الكثير من المعلومات المضللة والزائفة، أول من نشر خبر هروب وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم إلى مسقط رأسه، يوم 24 إبريل/نيسان الجاري.
ونشرت بعد ذلك مواقع إلكترونية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر، نقلًا عن كوهين.
ويُعرف عن إيدي كوهين أنه يتعمد دائمًا اختلاق ونشر الأكاذيب عن الدول العربية، ويستغل أي صراع أو أزمة في أي دولة عربية محاولًا إثارة الرأي العام حولها. كما أنّه يروج لبروباغندا وروايات الاحتلال الإسرائيلي، وتورّط أكثر من مرة سابقًا في نشر أخبار كاذبة ومضللة تحقق منها "مسبار".
اشتباكات السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع
ويأتي تداول هذا الادّعاء، مع استمرار الاشتباكات التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم إلى جانب مدن أخرى، منذ يوم السبت 15 إبريل الجاري، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين وآلاف الجرحى.
وتتواصل المعارك في عدد من المدن على الرغم من إعلان تمديد الهدنة. وقد جددت قوات الدعم السريع التزامها بالهدنة الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمواطنين وتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب، واتهمت الجيش السوداني بمهاجمة عدد من مواقع تمركزها بالإضافة إلى أحياء سكنية في الخرطوم.
بينما قال القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إنه لا يمكن الجلوس مع حمدتي، لأنه يقود تمردًا يجب حسمه، حسب وصفه.
بدورها ذكرت القوات المسلحة السودانية نقلًا عن البرهان قوله إنه "لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال، عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من الشعب السوداني كافة".
وأضاف "القوات المسلحة يمكنها حسم المعركة في وقت قصير جدًا ولكنها تعمل للحفاظ على البنية التحتية وحماية".
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان نشرته يوم أمس 28 إبريل، أنّها تسيطر على 90 في المئة من كامل ولاية الخرطوم، موضحة أنّ "جميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية مؤمنة تمامًا بواسطة قواتنا".
من جهتها، نشرت نقابة الأطباء اليوم السبت 29 إبريل، تقريرًا يفيد بارتفاع عدد الوفيات والإصابات منذ بداية الاشتباكات إلى 411 حالة وفاة، و2023 إصابة بين المدنيين.
المصادر:
وكالة السودان للأنباء Sudan News Agency
نقـــابة أطبـــــاء الســـــودان- اللجنـــة التمهيديـــة
اقرأ/ي أيضًا
تضارب في الأنباء حول سيطرة الدعم السريع على السفارة العُمانية في الخرطوم