نشرت صحيفة هآرتس يوم 19 مارس/آذار الجاري، تقريرًا يفيد بتورط إسرائيل في تمويل حملة تضم أكثر من 500 حسابًا مزيفًا على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، تهدف إلى تشويه سمعة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في الغرب وفي الولايات المتحدة بصورة خاصة، عن طريق شبكة حسابات وهمية تروج لتقارير تنشرها ثلاثة مواقع إخبارية موجهة، وهي ذا مورال أليانس، أنفولد ماجازين، ونون أجيندا.
ويقول التقرير الذي عملت عليه المؤسسة الرقابية الإسرائيلية فيك ريبورتر، أن تلك المنصات الإخبارية لا تنشط من خلال نشر أو ترويج أخبار كاذبة أو مضللة، ولكنها تعمل على نشر الأخبار والتقارير الإسرائيلية التي تدعي تورط موظفين من الأونروا في طوفان الأقصى، أو في أي مؤسسات داعمة للقضية الفلسطينية، عن طريق استهداف الأجيال الشابة وبالأخص صانعي القرار السياسي الأميركي من الحزب الديمقراطي.
حملة لترويج ادعاءات إسرائيلية تستهدف صناع قرار أميركيين
تعتمد الحملة على المواقع الإخبارية الثلاثة أعلاه، والتي بدورها تنشر تلك التقارير التي تروج للدعاية الإسرائيلية، ومن ثم تنتقل إلى المرحلة الثانية، وهي ترويج التقارير من قبل نحو 500 حسابًا وهميًّا، بهدف منح التقارية موثوقية وهمية.
ووصل عدد المنشورات التي تناقلتها تلك الحسابات الوهمية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى أكثر من 85 ألف منشور على مواقع التواصل الاجتماعي انستغرام، إكس، وفيس بوك.
ويضيف التقرير أن غالبية الحسابات تتبع لأشخاص ذوي بشرة سمراء، وجذور أفريقية، وذلك لكي تتسق مع الجمهور الليبرالي والديمقراطي الأميركي، وتؤثر على الرأي العام الداعم للقضية الفلسطينية.
ونشطت تلك الحسابات بشكل واضح بعد ادعاء إسرائيل بتورط موظفين في الأونروا بمساعدة حماس لإنجاح عملية طوفان الأقصى، وهي الادعاءات التي أوقفت إثرها الكثير من البلدان الغربية تمويلها للأنروا. ونذكر فيما يلي بعض تلك الادعاءات التي فندها مسبار.
حسابات إسرائيلية تشارك معلومات مضللة عن دعم الأونروا لحماس
عقب ادعاءات إسرائيل واتهاماتها لموظفين فلسطينيين بالأونروا، بمساعدة حماس على تنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت، بدأت حسابات لمسؤولين إسرائيليين بالترويج لمعلومات مضللة، تهدف لإنهاء أعمال الوكالة الإنسانية في قطاع غزة. وقد نشر مسبار تقريرًا عن في هذا الخصوص، يتناول الحسابات الإسرائيلية التي تشارك معلومات مضللة تروّج من خلالها أنّ وكالة الأونروا تدعم حركة حماس.
حسابات إسرائيلية تروج لروايات مغلوطة عن تورط موظفي أونروا بطوفان الأقصى
في بداية شهر مارس/آذار الجاري نشرت صفحات إسرائيلية، بعض التسجيلات الصوتية التي تدعي فيها أنها لموظفين بالأونروا يخططون لعملية طوفان الأقصى، وأن هناك أكثر من 450 موظف تابع للوكالة متورط في العملية، لكن بعد تحقق مسبار من مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية التي أعلن عنها المتحدث الرسمي دانيال هاغاري، يوم الخامس من مارس.
وجد مسبار أن الأشخاص الثلاثة الذين ذكرهم التقرير تتراوح أعمارهم بين 41 و48 عامًا، مما يشير إلى أن أنه من المستبعد مشاركتهم في عمليات عسكرية، وأن بعض العبارات التي وردت مثل عبارة سبايا، هي عبارة لا ترد على اللسان الفلسطيني، وما هي إلا تلاعب إسرائيلي بالتسجيل، لإبراز المقارنة بين حركة حماس وتنظيم داعش.
اقرأ/ي أيضًا
ذا نيويورك تايمز تحقّق مع موظّفيها بعد تسريبات حول تحقيق يخص العنف الجنسي في 7 أكتوبر
شهادات ودلائل تدين الاحتلال في مجزرة دوار الكويت وتنافي الرواية الإسرائيلية