تداولت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، تصريحات منقولة عن رئيسة الجالية اليهودية في مصر ماجدة هارون، تفيد بأنها قالت إنّ "الرئيس السيسي كان من ضمن الطبقة الأقل متوسطة من اليهود بينما هي كانت من وسط البلد من الطبقة فوق المتوسطة". وأضافت التعليقات أن ماجدة هارون صرّحت في مقابلة سابقة لها، بأنها عندما سئلت عن طريقة عيش اليهود في مصر قديمًا، قالت "غيرنا أسماءنا بأسماء مسلمة مصرية ولكننا في الأصل يهود".
لم تقل ماجدة هارون رئيسة الجالية اليهودية في مصر إن السيسي من اليهود
تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول، وتبيّن أنه مضلل، إذ إنّ ما صرحت به ماجدة هارون في مقابلتها على قناة بي بي سي عربي، في برنامج المشهد وعُرض يوم 14 سبتمبر/أيلول عام 2015، كان مختلفًا في سياقه عما تم تداوله، إذ قالت رئيسة الجالية اليهودية عندما سألتها المذيعة في الدقيقة 26:36 "هل تلتقين رئيس الجمهورية، بما أنك رئيسة الطائفة اليهودية المعترف بها حديثًا في الدستور؟"، ردت "لا، أتمنى بالطبع، لكنني أعرف أن لقائي به يمكن أن يسبب له الإحراج"، ثم علقت المذيعة قائلة "رغم أنكما من نفس المنطقة، التي تنتمين إليها؟"، فقالت "هو من منطقة الجمالية، إنما أنا من وسط البلد، أنا لست من مواليد حارة اليهود لأن حارة اليهود كانوا يمثلون فقراء اليهود، أما أنا فمن الطبقة المتوسطة"، ولم تقل إن السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، من اليهود، كما زعمت الادعاءات المتداولة.
وبالبحث لم يجد مسبار تصريحًا لرئيسة الجالية اليهودية، في مقابلة سابقة لها، تقول فيه إن اليهود في حقبة رئاسة عبد الناصر لمصر، كانوا يستخدمون أسماء مصرية مسلمة، حتى يعيشوا في مصر متخفيين. وهي المقابلة التي عرضت يوم 17 سبتمبر 2014، على قناة سي بي سي مصر، في برنامج صاحبة السعادة مع مقدمته الفنانة إسعاد يونس، إذ امتدت المقابلة من الدقيقة 6:40 حتى الدقيقة 32:50، وبالمتابعة وجد مسبار أنّ إسعاد يونس لم تسأل كيف عاش اليهود في حقبة جمال عبد الناصر كما هو متداول في الادعاءات، ولم يرد حتى ما هو مماثل للسؤال والإجابة المتداولتان على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي ذات السياق، اطّلع مسبار على مقابلات أجريت مع رئيسة الجالية اليهودية في مصر منذ بداية ظهورها في عام 2013، ولم يجد أي تصريح مشابه لما تداولته الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ماجدة هارون تنفي الادّعاءات المنسوبة إليها عن تخفي اليهود بأسماء مسلمين
نشرت صحيفة المصري اليوم، في التاسع من يونيو/حزيران عام 2021، خبر نفي رئيسة الجالية اليهودية في مصر ماجدة هارون، لتصريحات نسبت إليها بخصوص تخفي اليهود في حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأسماء مسلمين، وصرحت للصحيفة قائلة إنّ “من قام بتحريف حديثي لم يشاهد البرنامج أو يستمع إلى الحلقة من الأساس، فأنا لم أقل على الإطلاق مثل هذا القول وهذا الحديث عارٍ تمامًا من الصحة”.
وأضافت أن "مجتمع اليهود المصريين لم يشهد في فترة حكم الراحل جمال عبد الناصر أنهم تخفوا بأسماء إسلامية، بل إنّ هناك يهودًا مصريين دخلوا في الدين الإسلامي عن اقتناع وليس خوفًا أو تحايلًا على القانون، فهناك يهودي دخل الإسلام ليتزوج من فتاة مسلمة كان يحبها، وهكذا".
من هي ماجدة هارون رئيسة الجالية اليهودية في مصر
ماجدة هارون شحاته، هي رئيسة الجالية اليهودية في مصر، والتي تسلمت رئاسة الجالية عام 2013، عقب وفاة رئيسة الجالية اليهودية السابقة كارمن وينشتين. وهي من مواليد الإسكندرية عام 1953، ودرست في كلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة.
وجدير بالذكر أن والدها هو شحاته هارون، أحد قادة اليسار المصري، وكان من أوائل مؤسسي "رابطة الإسرائيلية للكفاح ضد الصهيونية" عام 1947، بمساندة رفاق له يهوديين مصريين يساريين، بعد سجن النظام المصري له عام 1946، بسبب نشاطه السياسي اليساري، حينها، بالإضافة لمعارضته الشديدة لاتفاقية كامب ديفيد.
رئيس وزراء مصر يوجه بإحياء مسار خروج بني إسرائيل
وتزامن انتشار الادعاءات المضللة مؤخرًا، بعد عقد رئيس وزراء مصر الدكتور مصطفى مدبولي اجتماعًا، يوم الخميس 23 مايو الجاري، لإحياء مسار بني إسرائيل من مدينة سيناء، وذلك ضمن عمليات تطوير موقع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين، ووجه بسرعة تنفيذه ليتم تنظيم رحلات سياحية للمسار المشار إليه أعلاه، بالإضافة لتأكيده على أهمية تكثيف الدعاية والإعلان لمسار الخروج.
اقرأ/أي أيضًا
القناة 14 العبرية لم تذكر أنّ مصر وافقت على سحب الأسلحة من قواتها على الحدود مع غزة
الصورة ليست للجندي المصري الذي قُتل على الحدود مع غزة بنيران جنود إسرائيليين