تتداول حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، حديثًا، ادّعاء مفاده أنّ دبلوماسيًّا غربيًّا أبلغ فايننشال تايمز البريطانية، قبول إيران احتواء الوضع وتنفيذ رد رمزي محدود بعد ضغوط دولية مورست عليها، وذلك عقب عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس الفلسطينية، في طهران يوم 31 يوليو/تموز الفائت.
فايننشال تايمز لم تتحدث عن قبول طهران بالرد الرمزي
تحقق “مسبار” من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّ صحيفة فايننشال تايمز البريطانية لم تنقل عن دبلوماسي غربي ما تم تداوله، بأنّ إيران قبلت احتواء الوضع بعد ضغوط دولية، واستقرت على تنفيذ ضربة رمزية محدودة على إسرائيل، بعد اتهامها باغتيال إسماعيل هنية.
ضغوط دولية على إيران للحد من هجومها على إسرائيل
نشرت فايننشال تايمز يوم أمس الأربعاء 31 يوليو الفائت، مقالًا بعنوان “الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتسابقان لمنع نشوب حرب في الشرق الأوسط بعد الاغتيالات الإسرائيلية”.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها "دبلوماسيون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجرون مناقشات عاجلة حول الشرق الأوسط، في سباق لمحاولة تجنب خطر نشوب حرب إقليمية شاملة بعد أنْ استهدفت إسرائيل زعماء حزب الله وحماس في بيروت وطهران".
وبالمتابعة، وجد مسبار أنّ الصحيفة نقلت عن مسؤولين أنّ المناقشات العاجلة ركزت على "إقناع طهران إما بعدم الرد أو بتنفيذ هجوم رمزي، بعد أن أخبر دبلوماسيون إسرائيليون نظرائهم الغربيين أن جيشهم لا يخطط لمزيد من العمليات العسكرية من جانبهم".
وقال دبلوماسي غربي مشارك في المناقشات للصحيفة "منذ الليلة الماضية، كان الجميع يضغطون على طهران حتى لا ترد ولاحتواء هذا الأمر".
ولم تنقل أنّ إيران بالفعل وافقت على هذه المقترحات، كما لم يصدر بيان رسمي أو غير رسمي يعكس نية إيران القيام بعملية عسكرية رمزية ضد إسرائيل بعد اغتيالها إسماعيل هنية على أرضها.
مخاوف دولية من اتساع الحرب في الشرق الأوسط بعد اغتيالات إسرائيل
وذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز، في تقرير نشرته يوم 31 يوليو الفائت، أنّ سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان وإيران، أججت الأوضاع في الشرق الأوسط أكثر مما كانت عليه، خصوصًا بعد أن أعلن حزب الله في لبنان والخامنئي في إيران، الانتقام من إسرائيل إثر استهدافها إسماعيل هنية وفؤاد شكر في أقل من أسبوع. وتضيف أنّ "الغارتان غيرتا الحسابات فجأة في الشرق الأوسط، بعد شهر بدا فيه أنّ إسرائيل وحماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وكان من المتوقع أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى هدنة بين إسرائيل وحزب الله بعد أشهر من تبادل إطلاق النار عبر الحدود".
وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، عُقدت يوم أمس الأربعاء 31 يوليو عام 2024، بعد ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران، أكد عدد من الممثلين الأمميين على ضرورة ضبط النفس إثر التصعيدات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، إنّ "الهجمات المختلفة على مدى الأيام القليلة الماضية في منطقة الشرق الأوسط تمثل تصعيدًا خطيرًا، داعية إلى وقف التواصل عبر الصواريخ والطائرات المُسيّرة المسلحة وغيرها من الهجمات القاتلة". وأضاف من جانبه، شينو ميتسوكو، نائب ممثل اليابان لدى الأمم المتحدة، قائلًا "نخشى أن تكون المنطقة على شفا حرب شاملة، وحث على بذل جهود دولية للحيلولة دون مثل هذا الصراع".
توعد حزب الله وإيران بالثأر لهنية وشكر
نقلت صحيفة ذا نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين يوم الأربعاء الفائت الموافق لـ31 يوليو، أنّ القائد آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران، قد أمر بالهجوم على إسرائيل، ردًا على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية، بطهران. وتضيف الصحيفة أن خامنئي وجه بذلك في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، صباح يوم الأربعاء، عقب حادثة الاغتيال.
ومن جانبه، قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، في بيان تلفزيوني عرض اليوم الأول من أغسطس الجاري، إنّ الحرب دخلت مرحلة جديدة، وأضاف أنّ “المواجهة تجاوزت مرحلة الإسناد وتحولت إلى معركة كبرى، وأن الرد على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر آت لا محالة، وسيكون جديًا وحقيقيًا ومدروسًا”.
وأكد نصر الله أنّ “المنطقة أمام معركة كبرى ستكون لها تداعيات لا يدركها البعض على مستقبل العدو”.
اقرأ/ي أيضًا
بعد اغتياله في طهران.. حسابات وهمية على موقع إكس تدّعي انتماءها لعائلة إسماعيل هنية
اغتيال إسماعيل هنية: أبرز الادعاءات التي طاولت هنية منذ الحرب على غزة