أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الخميس، 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنّ مجموعة جنود تابعين لقوات من اللّواء 828 "بيسلماخ" قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.
وأضاف المصدر ذاته أن السنوار قُتل أثناء تبادل لإطلاق النار في مبنى بمنطقة تل السلطان غربي رفح، جنوبي قطاع غزة، خلال عملية تمشيط للمنطقة يوم الأربعاء، 16 أكتوبر الجاري.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ يحيى السنوار كان رفقة شخصين آخرين، وأن اشتباك قوات الاحتلال معهم كان بمحض المصادفة، أي أن مقتل السنوار لم يكن عملية اغتيال مخطط لها.
وأوضحت التقارير أن جنودًا إسرائيليين تعرفوا على جثة يحيى السنوار، أثناء عملية تنشيط للمنطقة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بينهم وبين الأشخاص الثلاثة.
وأعلن جيش الاحتلال بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية (شاباك)، أنه حدد هوية الجثة بعد إجراء مسح ومطابقة لبصمات السنوار وأسنانه، بالإضافة إلى فحص للحمض النووي.
وأكد رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، في بيان رسمي، اليوم الجمعة، مقتل يحيى السنوار في اشتباكات مع قوات من الاحتلال الإسرائيلي، ووعد بمواصلة السير على نهجه.
يستعرض هذا المقال أبرز الادعاءات التي طاولت يحيى السنوار، منذ بدء الحرب وإلى غاية إعلان مقتله يوم أمس الخميس.
صورة قديمة وليست لظهور السنوار في غزة وتفقده الأوضاع الميدانية
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 26 إبريل/نيسان الفائت، صورة زعم ناشروها أنها لظهور قائد حركة المقاومة الفلسطينية السابق في قطاع حماس، لحظة خروجه من الأنفاق لتفقده الأوضاع الميدانية خلال القصف الإسرائيلي على القطاع.
وبالتحقق، توضح أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ الصورة قديمة، وليست للحظة ظهور يحيى السنوار في قطاع غزة لتفقد الأوضاع الميدانية، بل تعود الصورة إلى شهر يوليو/تموز عام 2017، حين ظهر قائد حركة حماس يحيى السنوار في مجموعة من الصور، وهو يتفقد المنطقة الأمنية المحاذية للحدود مع مصر جنوبي قطاع غزة.
تصريح مفبرك منسوب للسنوار عن مكاسب عملية طوفان الأقصى
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الخامس من مايو/أيار الفائت، تصريحًا منسوبًا لرئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، جاء فيه "فقدنا 30 ألف شهيد ولكن كسبنا من هجوم 7 أكتوبر أن العدو عرف أن المقاومة مازالت صامدة".
وبالتحقق، تبين أنّ الادعاء زائف، ولم يعثر مسبار على أي تصريحات مشابهة على لسان يحيى السنوار.
وجاء تداول الادعاء، حينها، بالتزامن مع أنباء عن تفقد يحيى السنوار لمناطق شهدت اشتباكات بين المقاومة والاحتلال خلال الحرب الجارية على غزة.
صورة قديمة ليحيى السنوار أثناء أسره في السجون الإسرائيلية
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 13 مايو الفائت، صورة تظهر يحيى السنوار، قائد حركة المقاومة الفلسطينية حماس، مجتمعًا مع ضابط في المخابرات الإسرائيلية، وادعت أنها التقطت خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.
وبالتحقق، تبيّن أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ الصورة قديمة، وليست خلال الحرب الجارية على القطاع، بل نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية محلية، وقالت إنّها توثق محادثة بين يحيى السنوار وضابط في الاستخبارات الإسرائيلية يسمى يوفال بيتون، خلال فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية.
أخبار مضللة عن تعيين محمد درويش قائدًا لحماس بدلًا من السنوار
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في السادس من أغسطس/آب الفائت، خبر مفاده تعيين محمد إسماعيل درويش رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، خلفًا لإسماعيل هنية، عقب اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخير في طهران يوم 31 يوليو الفائت، وأرفقت صورة ادعت أنها تعود لمحمد درويش.
إلا أنّ الخبر زائف، إذ لم تعين حركة حماس محمد إسماعيل درويش خلفًا لإسماعيل هنية، بالإضافة إلى أنّ الصورة المرفقة بالادّعاء تعود لوكيل وزارة الاقتصاد الوطني بقطاع غزة، عبد الفتاح الزريعي، مع العلم أنه تم اغتياله ووالدته في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة.
وأعلنت حركة حماس رسميًا، حينذاك، تعيين يحيى السنوار، في السادس من أغسطس الفائت، خلفًا للقيادي إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران.
فيديو قديم وليس ليحيى السنوار عقب تعيينه رئيسًا للمكتب السياسي لحماس
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السابع من أغسطس الفائت، مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يظهر يحيى السنوار، في كلمة ألقاها بمناسبة تعيينه رئيسًا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وبالتحقق وجد مسبار أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو المتداول قديم وهو من مقابلة تلفزيونية أجراها السنوار مع قناة الميادين في مايو 2018، وليس عقب إعلان تعيين يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس.
لم يطلب السنوار ضمانات إسرائيلية لعدم اغتياله
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 22 أغسطس الفائت، تصريحات نسبت ليحيى السنوار، زعمت أنه يطالب فيها "بضمانات إسرائيلية لعدم اغتياله كجزء من صفقة وقف إطلاق النار في غزة".
وبالتحقق تبين أنّ التصريحات التي نسبت لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار مفبركة، وليس لها أساس من الصحة. كما أنه لم يظهر في أي لقاءات إعلامية منذ بدء الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة.
جواز سفر ادعت إسرائيل أنه من مقتنيات السنوار
نشرت حسابات وصفحات مؤيدة لإسرائيل على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، صورة ادعى ناشروها أنها تظهر جواز سفر وجد ضمن مقتنيات يحيى السنوار بعد إعلان قتله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وادعت الحسابات أنّ جواز السفر يرجع لمواطن فلسطيني يدعى هاني حميدان سليمان زعرب، وتُظهر بياناته أنه عمل كمدرس تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأضافت الحسابات أنّ الجواز يرجع لأحد الحراس الشخصيين الذين وجدوا مع يحيى السنوار قبل قتله.
وبالبحث وجد مسبار أنّ الادعاء يحتوي على معلومات مضللة، وأنه خلال عملية البحث عن شخصية هاني زعرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وجد منشورًا من حساب يحمل الاسم نفسه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نفى فيه صاحب جواز السفر زعرب، صحة المعلومات المتداولة عنه، وأكد أنه يقيم حاليًا في مصر وليس له أي علاقة بما يُنشر من ادعاءات.
بالإضافة إلى أنّ المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، فند الادعاءات الإسرائيلية المتداولة، حول مقتل أحد موظفي الوكالة مع رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، أثناء التحامهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، وقال إنها معلومات غير صحيحة، وتهدف لتقويض الثقة في موظفي الوكالة، وهي عملية مكررة من جهة إسرائيل.
تصميم مفبرك ولم يُكفر السنوار الشعب السعودي
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس الخميس 17 أكتوبر، بعد الإعلان عن قتل قائد حركة حماس، يحيى السنوار، تصميمًا منسوبًا لشبكة الجزيرة، ادعت فيه أن السنوار كفّر الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشعب السعودي بسبب مبايعتهم له.
بالتحقق وجد مسبار أنّ الادعاء المتداول زائف، إذ إنّ شبكة الجزيرة لم تنشر تصريحًا مماثلًا، ولم يصرح السنوار بذلك.
صورة قديمة ولم ترفع إيران الراية السوداء عقب قتل السنوار
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، صورةً ادعى ناشروها أنها تظهر الراية السوداء مرفوعة في إيران، يوم أمس الخميس، بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي قتل يحيى السنوار، قائد حركة حماس.
بالتحقق من الصورة المتداولة، وجد "مسبار" أنها مضللة، إذ هي قديمة ولا توثق لحظة رفع راية الحسين السوداء في إيران، عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.
ويظهر أنّ الصورة المتداولة نشرت في 20 أغسطس عام 2020، وهي لرفع الراية السوداء أعلى قبة العتبة الحسينية في كربلاء.
اقرأ/ي أيضًا
ما الأخبار المضللة التي رصدها مسبار عن الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان؟
واقع المخابز في غزة: ادعاءات إسرائيلية مضللة وسط أزمة إنسانية قاسية